عددهم ثلاثة لكن جهودهم كبيرة بحجم ما يحملونه من محبة لهذا الوطن و بحجم ما يشعرون به و هم الذين فقدوا أحبة لهم استشهدوا في ساحات المعارك و آخرون أصيبوا بجراح و قد لامست أياديهم البيضاء لمسة الشفاء لأكثر من 150 جريحاً … إنهم فريق نقطة باب السباع لمعالجة الجرحى التابع لمكتب الجرحى الطوعي بمديرية صحة حمص من أهم الفرق التطوعية التي تقوم بمتابعة جرحى الجيش و المدنيين ريفا و مدينة منذ بداية الحرب و حتى اللحظة.. مستمرون بعملهم كفريق متعاون يبدأ في أول زيارة للجريح بكادر طبي متكامل لتقييم وضعه الصحي و متابعته حتى يتعافى جسديا و متابعته نفسيا و يقوم المكتب بتوفير الأدوية و المستلزمات الطبية و الصحية ثم المعالجة الفيزيائية إذا تطلب الأمر و معالجة الجرحى من بعد العمليات الجراحية و المدنيين الذين أصيبوا خلال التفجيرات الارهابية حتى في منازلهم بعد خروجهم من المشفى وفي أيام العطل العادية و الرسمية و الأعياد رغم الصعوبات التي يواجهها الفريق من عدم توفر وسيلة نقل تقلهم إلى منازل الجرحى و عدم توفر الأدوية النوعية حيث يتم رفع طلب لمكتب الجرحى و الذي يخاطب المحافظة لتأمين تلك الأدوية.
ريمان سلامة و هي أحد أعضاء الفريق و أم الطفلة الشهيدة “ساندرا صقر” التي استشهدت بالتفجير الإرهابي أمام مدرسة عكرمة المخزومي و أم الجريح الشاب “سومر صقر” قالت:معاناتي و ألمي أعطياني الحافز للانضمام إلى الفريق و التطوع لمعالجة الجرحى فلولا الإرادة و الصبر لما كنا أقوياء نتحدى الحزن و نتغلب على الصعاب, سنوات من الحرب تعمدت فيها أرض سورية بدماء الشهداء والجرحى الذين بذلوا عظيم التضحيات والبطولات و كان لا بد لنا من أن نتقدم خطوة جديدة على طريق دعم هذه الشريحة من الأبطال كرسالة محبة وتقدير للجيش العربي السوري وقوى الأمن الداخلي ممن سطروا ملاحم بطولة وصمود ليعيش السوريون في وطن آمن مستقر .
من الفريق أيضا المتطوعة ليندا العلي و هي شقيقة الشهيد علي العلي و زوجة جريح أيضا تقول: وجعي و حزني على بلدي الحبيب سورية أعطاني القوة و الدافع لأنضم للفريق و أقوم بواجبي تجاه هؤلاء الأبطال الذين يقدمون أرواحهم كل يوم في سبيل نصرة و عزة سورية لكي نبقى على قيد الحياة و الأمل و مهما فعلنا تجاههم لن نوفيهم حقهم .
و يقول لؤي الجردي العضو الثالث بالفريق :إن فكرة فريق العمل دعمت من قبل مكتب الجرحى في مديرية الصحة و أصبح مجال العمل واسعا و شاملا ليس ضمن نقطة باب السباع فقط بل في أغلب المناطق “عكرمة القديمة و الجديدة – حي الخضر- المريجة- العدوية- و أحيانا الحميدية إذا تطلب الأمر ذلك” و عملنا كفريق هو الدعم النفسي أكثر ما يكون كمعالجة على أرض الواقع.
العروبة- رهف قمشري