الشعب السوري الذي واجه الحرب بكامل همجيتها ومساوئها ، وقاوم الإرهاب ، وتحمل القذائف والتفجيرات ، لم يأل جهدا في مقاومة فيروس كورونا المستجد – كوفيد 19 ، الذي أصبح الشغل الشاغل لدول العالم كافة , ورغم إجراءات الحظر الجزئي التي اتبعت في البلاد حفاظا على صحة المواطنين ، أوجد السوريون وسائل عديدة للتواصل فيما بينهم ، ومن أهمها وسائل التواصل الاجتماعي ففي قرى ريف حمص الشرقي أوجد بعض القائمين على صفحات التواصل صفحة اجتماعية خدمية تمثل سوقا مصغرا للبيع والشراء عبر الشابكة وتعرض فيها بعض المستلزمات والحاجيات التي تهم المواطن ولا ننكر أن هذا الأمر أو ما يسمى ” الأسواق الالكترونية ” كانت موجودة سابقا وتقدم خدمة إعلانية ومن خلالها تروج بعض المحال لبضائعها ، ولكنها اليوم تشكل سوقا عاما لا يروج لسلعة معينة ، أو مادة سلعية واحدة ، وإنما للكثير من البضائع ضمن منطقة جغرافية واحدة والتي تشمل هنا عدة قرى . ومن خلال التواصل مع بعض المتعاملين والمتفاعلين مع هذه الصفحات أكدوا لنا أنها صفحة جيدة وتقدم خدمة للمواطن مباشرة عبر إدراج صورة السلعة – وأحيانا ثمنها – مباشرة ، وما على الراغبين إلا التواصل مع أدمن الصفحة ، أو صاحب السلعة مباشرة ، وليس بالضرورة أن يكون صاحب السلعة بائع أو تاجر ، وإنما مواطن عادي … أيضا يمكن للذين يحتاجون سلعة ما التواصل أيضا مع الصفحة من خلال نشر طلبهم مباشرة على الصفحة , ومن المهم في هذه الصفحة التخفيف قدر الإمكان من التحركات بين القرية الواحدة وبين القرى المتجاورة ، بحثا عن حاجياتهم ، وإلغاء الوسيط الذي كان يؤثر على سعر السلعة من خلال أخذ ” عمولته ” كل ذلك من أجل أن تستمر الحياة .
منار الناعمة