في تل الناقة .. ضرورة توسيع المخطط التنظيمي لاستيعاب الكثافة السكانية

إطلالتها الجميلة كانت مفتاح ولوجها إلى مجموعة البلدات والقرى المصنفة سياحياً فهي تتربع على تلة في أحضان الطبيعة ، تغفو مطمئنة بعد أن أحاطت بها بساتين من أشجار اللوز والزيتون والكرمة ، وكما عودت العروبة القراء على إلقاء الضوء على ريفنا الحمصي قمنا بجولة ميدانية في بلدة تل الناقة في ريف حمص الشرقي والتي تبعد عن مركز المدينة حوالي 25 كم .

وللاطلاع أكثر على الواقع الخدمي في البلدة التقينا لؤي السالم رئيس البلدية وبعض الفعاليات الذين أعطوا  لمحة موسعة حول البلدة وما حققته من خدمات للأهالي والذين نقلوا  لنا ما تعاني منه قرية تل الناقة والقرى التابعة للبلدية  :  
المخطط التنظيمي
 أكد السالم أن تأسيس البلدية كان في عام /2000/ وأصبح يتبع لها قرى : تل الناقة بمخطط تنظيمي يبلغ /74/ هكتاراً ، وقرية الصابونية التي يبلغ مخططها التنظيمي /84/ هكتاراً وقرية حولايا /67/ هكتاراً أما قرية العباسية فلا يوجد لها مخطط تنظيمي.
 التشغيل قريب جداً
أكد رئيس البلدية أن النسبة المنفذة من مشروع الصرف الصحي في تل الناقة بلغت (90%) تقريباً كما تم تنفيذ حوالي (80%) من محطة المعالجة وكانت العقبة في تركيب محولة كهربائية ، فالمحطة جاهزة منذ عام /2011/ ولكن توقف المستثمر عن العمل بعد بدء الحرب  ،ونحن كبلدية طالبنا عن طريق محافظة حمص مخاطبة الشركة العامة للصرف الصحي بضرورة العمل على تشغيل المحطة نظراً لما يسببه التأخير من مشاكل بيئية وتلوث في مياه الشرب والأراضي الزراعية نتيجة وجود عدد كبير ومتزايد من الحفر الفنية .. وكان الجواب أن المستثمر سافر إلى  /خارج القطر / ولذلك طالبنا بتشغيل المحطة عن طريق إحدى الجهات المانحة وبعد تشكيل لجنة من المحافظة والشركة العامة للدراسات والاستشارات  الفنية ومندوب من منظمة اليونيسيف تم الاطلاع على المشروع وقد أبدى المندوب استعداده لاستكمال المشروع ولكن واجهتنا مشكلة الإجراءات القانونية المتعلقة بالمستثمر السابق … وحالياً وبعد مراجعات عديدة تمت مراسلة الشركة العامة للصرف الصحي من قبل المحافظة وتمت أيضاً  مراسلة وزارة الإسكان لمتابعة الموضوع …
 ونوه رئيس البلدية  إلى أنه تم تجهيز وتقديم دراسة عن طريق مديرية الخدمات الفنية بكلفة 30 مليون ل.س على أمل التمويل من الموازنة المستقلة للمحافظة ، ومنذ فترة تم سحب الأعمال من المتعهد السابق وإعلان مناقصة منذ بداية شهر تشرين الثاني 2018 من أجل استكمال المحطة والتشغيل ووضعها في الخدمة  .
وتتشابه معاناة الصابونية مع تل الناقة بخطورة الحفر الفنية ولا سيما أن هناك جزءاً من مشروع الصرف الصحي قد نفذ عن طريق مديرية الخدمات الفنية بحمص …
الصابونية وحولايا ومعاناة مشتركة
مازالت معاناة الصابونية وحولايا مستمرة بسبب شبكة الصرف الصحي وعدم استكمال المشروع فهو متوقف منذ بداية الحرب عام 2011 ومازالت حتى تاريخه ، فالمشروع كان ينفذ من قبل مديرية الخدمات الفنية بحمص وهي مازالت تتابع الموضوع ويتم الإعلان عن المشروع ولكن لم يتم التعاقد مع أي طرف بسبب ارتفاع الأسعار مما يعرض المتعهد لمشاكل مادية وعقدية تعرقل المشروع .
معاناة مستمرة
بعد معاناة مستمرة مع مشكلة المياه رأينا بادرة أمل فقد تم توقيع محضر تنسيق وتسمية مندوب من قبل البلدية للبدء بأعمال استجرار مياه الشرب من آبار شنشار ومدة المشروع أربعة أشهر وقد تمت المباشرة بالتنفيذ منذ بداية الشهر الحالي تشرين الثاني 2018 .
وقد كانت مشكلة عدم توفر المياه الصالحة للشرب في تل الناقة قائمة منذ أكثر من /16/ سنة فقد أكد السالم أن الأهالي يقومون بتأمين المياه عن طريق الآبار الخاصة أو شرائها من الصهاريج والكل يعلم ما يتكبده المواطن من إرهاق مادي ومعنوي نتيجة ذلك و يبقى الأمل في تأمين المياه من قرية شنشار حيث أجرت مؤسسة المياه بحمص دراسة لتنفيذ هذا الأمر ,وكانت الوعود  أن يتم ذلك في عام /2017/ ونحن بالانتظار ولاسيما أن هناك لجنة مسح طبوغرافي قامت منذ /3 /أشهر بالاطلاع على مسار الخط ودراسته لتقرير التنفيذ فإن تم الأمر يكون قد تحقق الحلم للقرية ، ولكن هذا لا ينفي وجود مشكلة ثانية تكمن في أن شبكة المياه في القرية  قديمة منذ /30/ عاماً وهي مهترئة وغير صالحة أي أنها بحاجة لاستبدال ومع ذلك هناك حل إسعافي في حال تحقق مشروع خط شنشار وهو تأمين ( منهل ) من الخزان الرئيسي في القرية الذي يحتاج إلى إعادة تأهيل ومنه يتم التوزيع لمنازل القرية بالصهاريج الخاصة والعامة الموجودة …
أما بالنسبة لقرية الصابونية فالمعاناة متشابهة حيث أن الشبكة قديمة ولكن الجديد هو ادراج مشروع مياه الصابونية إلى خطة عمل 2018 وهي تخديم القرية من بئر المضابع ولكن حتى الآن لم يتم التنفيذ بسبب عدم توفر الاعتماد . وبالنسبة لقرية حولايا فلا توجد مشكلة فهم يعتمدون على الآبار الخاصة وكذلك قرية العباسية التي تضم حوالي /13/ منزلاً فقط…
الخدمة الهاتفية
 أفادنا إياد هزيم رئيس مركز هاتف الريان أن قرية تل الناقة مخدمة بخطوط  الهاتف الآلي  وأن عدد المشتركين يبلغ   حوالي /350/ مشتركاً وكذلك تم تركيب حوالي /100/ بوابة انترنت ولكن تكمن المشكلة بضعف الشبكة وذلك لبعدها عن المركز الرئيسي في بلدة الريان, وقد نوه أن هناك خطة لتوسيع وزيادة عدد البوابات في هذا العام ، وبالنسبة للخطوط الهاتفية فيتم التركيب مباشرة بعد تقديم الطلب ومعاناتنا تزداد في فصل الشتاء نتيجة للأحوال الجوية وتأثيرها على الشبكة الهوائية ومع ذلك نحاول قدر الإمكان الإصلاح بشكل سريع وفوري .
 أما بالنسبة لقرية الصابونية  فهي مخدمة هاتفياً ولكن لا يوجد خدمة بوابات ،أما حولايا فرغم أنها مخدمة بشبكة هاتف (الأعمدة والعلب ) وبحاجة إلى توصيل الخطوط وتفعيلها ،ولكن مشكلتها مرتبطة بمركز هاتف الفرقلس التابعة له والعباسية مخدمة بهواتف آلية ..
 الزراعة مهنة الغالبية
يبلغ عدد سكان تل الناقة حوالي /3500/ نسمة يعملون بالزراعة حيث تشتهر المنطقة بزراعة اللوز والزيتون والكرمة وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية 13 ألف دونم إضافة إلى العمل في دوائر الدولة وكذلك يوجد نسبة من المغتربين .. ولكن ازداد العبء على البلدية بعد الحرب فقد أكد رئيس البلدية أن عدد الوافدين إلى البلدة منذ بدء الحرب  على  سورية حتى تاريخه حوالي /300/ عائلة مهجرة وهي بحاجة إلى تأمين مستلزماتها من الناحية الخدمية كالخبز والمازوت والغاز المنزلي ، ورغم تحسن الظروف إلا أنه عاد  عدد قليل من العائلات إلى مكان إقامتهم السابق  ….
خدمات عديدة
أفادنا يونس عبد الكريم رئيس الجمعية التعاونية الفلاحية أن الجمعية تعمل على مساعدة الفلاحين والمزارعين حيث تقوم بتأمين الأسمدة حيث قامت بتوزيع  سماد سوبر ثلاثي الفوسفات وتم تسليمه  للمزارعين فوراً ، كما أن للجمعية دوراً  بتأمين  مساعدات مادية وعينية من بذار وتعويضات للفلاحين المتضررة أشجارهم ومحاصيلهم نتيجة الأحوال الجوية ..
شبكة الطرق
المهندسة سمر بلاسم رئيسة المكتب الفني في بلدية تل الناقة أكدت أن شبكة الطرق منفذة بنسبة حوالي /90% / فقد بدأ العمل بها منذ العام 2003 بعد إجراء دراسة عن طريق الخدمات الفنية على أن يتم التنفيذ من قبل البلدية كما العديد من المشاريع كالأرصفة والأطاريف ومشروع الإنارة ومبنى البلدية والمركز الصحي ومشروع الصرف الصحي وقد تم التنفيذ على /12/ مرحلة من /2003-2011 /  وتوقف العمل بسبب عدم تنفيذ البنية التحتية …
الخدمات الصحية
تم إحداث المركز الصحي  في عام /2007-2008 / وذلك عبر تمويله من أحد أبناء القرية المغتربين الذي تكفل بإحداثه كاملاً ( بناء وإكساء والأجهزة الطبية الكاملة ) وقد أفادتنا د .عواطف الشامي رئيسة المركز أنه يضم عيادة سنية – نسائية – عيادة أطفال ومخبراً للتحاليل ولا نغفل الأهم وهي اللقاحات الدورية ويضم الكادر طبيبين ( أطفال وأسنان ) وكادراً تمريضياً موزعاً ما بين اللقاحات والمخبر والإسعافات الأولية …
المدارس والتعليم
يوجد في تل الناقة مدرسة تعليم أساسي حلقة أولى  وثانوية وقد أفادنا فادي عسكر مدير الابتدائية أنه بسبب زيادة عدد التلاميذ فقد اتبعت المدرسة نظام الدوام النصفي  وقد وضح رئيس البلدية حول بعض المطالبات فقال : كنا قد طالبنا منذ عام /2015 / ببناء ملحق للابتدائية مؤلف من أربع غرف صفية وقد تم إدراجها بخطة مديرية التربية ولم ينفذ شيء حتى الآن .. وقد بلغ عدد التلاميذ 400 تلميذ   وتلميذة أما الكادر التدريسي فيبلغ 12 معلمة صف ما بين معلمات  من داخل الملاك وخارجه وبالنسبة للمستوى التعليمي فهو جيد .. وقد أفادنا رئيس البلدية أن معاناة الصابونية وحولايا تكمن أيضاً في زيادة عدد الطلاب والمطالبة بالغرف الصفية والتي تم إدراجها بخطة عام /2016/حيث يوجد في الصابونية حلقة أولى وثانية وثانوية وحولايا حلقة أولى أما بالنسبة للثانوية في تل الناقة فقد تم تأمين الكارد التدريسي والمستوى جيد        
المواصلات .. معاناة للأهالي
يعاني أهالي بلدة تل الناقة من مشكلة النقل حيث يعتمدون في تنقلهم مابين الريف والمدينة على السيارات العابرة على الطريق العام حمص –تدمر وهي معاناة يومية يعيشها الموظفون والطلاب الجامعيون .وكذلك لا يوجد وسائل نقل بين البلدية والقرى التابعة لها .. و بالنسبة لطلاب الجامعات فقد حلت المشكلة منذ العام الماضي وذلك بتأمين ميكرو باص يقوم بنقلهم إلى جامعتهم والعودة بهم إلى القرى وقد أفادنا رئيس البلدية أنهم طالبوا بتخديم القرية والقرى المجاورة بباص نقل داخلي وكان رد المحافظة بعدم الإمكانية أما التعاقد مع ميكرو خاص فهو مكلف جداً للجميع ..
بحاجة إلى صيانة
 طالب رئيس البلدية بضرورة إعادة تأهيل وصيانة  طريق حولايا –الصابونية – الطريق العام ، وقد قامت البلدية بمخاطبة مديرية الخدمات الفنية عن طريق المحافظة وشكلت لجنة قامت بدراسة الطريق وإدراجه ضمن خطة عام /2016/ وتوقف الأمر على تأمين السيولة المالية ولا يخفى ما يعانيه الطريق من حفر ومساحة ضيقة وحاجته الماسة للصيانة ولا سيما أنه طريق حيوي وخدمي ويعتمد عليه الأهالي في تنقلاتهم الضرورية بين القرى التي يمر بها ، وتأمين حاجياتهم الضرورية .
حل مؤقت
وفيما يخص واقع النظافة فقد عانت تل الناقة في فترة من الفترات من عدم وجود مكب للقمامة بسبب توقف مكب العباسية والذي كان عاماً لتجمع قمامة عدة بلديات وكان يتم التخلص من النفايات بشكل عشوائي ضمن الأراضي الزراعية ولكن تم تدارك المشكلة وحلها بشكل مؤقت وذلك عن طريق استخدام مكب الرقامة المركزي، حيث تقوم البلدية بجمع وترحيل القمامة بواسطة جرار زراعي بشكل دوري ..
مشكلة التجمع الغربي
وأضاف: لا توجد مشكلة في الكهرباء فهناك 3 محولات إحداها حديث تم تركيبه عام 2015 ولكن المشكلة هي ما يسمى التجمع الغربي الجديد الواقع على طريق حمص –صدد فهو يخدم من خزان قرية الفحيلة الشمالي ما يؤدي إلى ضعف في الكهرباء .. ومنذ حوالي شهر تمت دراسة مشروع تركيب محولة خاصة بالتوسع الغربي وعلى أمل التنفيذ في هذا العام حيث ستحل أزمة الحي الجديد.. أما بالنسبة للشبكة القديمة ( منذ 1979) فقد تم استبدالها بشبكة جديدة منذ حوالي 10 سنوات
الفرن الآلي ..استثمار جديد
منذ حوالي العام تم تشغيل واستثمار مخبز آلي – قطاع خاص يخدم أهالي القرية والقرى المجاورة ويؤمن لهم مادة الخبز بشكل يومي وهو ذو نوعية جيدة . فقد كانت تعتمد تل الناقة في الحصول على مادة الخبز على مخبز قرية الشتايه  الآلي عن طريق المعتمد الذي يستجر المادة ، وحاليا استكمل مشروع الفرن الآلي الجديد وقد أفادنا رئيس البلدية أنه حصل على ترخيص بعد أن جهز البناء ، وكذلك المعدات وبذلك تمكن من تخديم تل الناقة والقرى المجاورة وتأمين الخبز التمويني .
خدمات … ومطالبات
قامت البلدية بشراء أرض وتخصيصها كمقبرة خارج المخطط التنظيمي عن طريق تشكيل لجنة العمل الشعبي وبالتعاون مع الأهالي المقيمين والمغتربين كما يتم التعاون مع المركز الصحي وبشكل دوري لمكافحة الكلاب الشاردة من حيث تأمين الطعوم السمية وتقديم اللقاحات والإسعافات الأولية لمن يتعرض للإصابة.
أما المطالبات التي أكد عليها رئيس البلدية فهي ضرورة توسيع المخطط التنظيمي بسبب زيادة نسبة البناء، وكذلك المطالبة بضم الحي الشمالي والذي يقع شمال طريق حمص –تدمر فالأبنية تم إنشاؤها قبل وضع المخطط ، وقد تم تقديم عدة طلبات لضمها للمخطط ولكن المشكلة كانت بوجود الطريق العام الفاصل رغم أنه تم المسح الطبوغرافي للحي ولم يتم الضم حتى تاريخه.
استفادات عديدة
استفادت تل الناقة والصابونية وحولايا من قروض الأمانة السورية للتنمية وهي قروض تشغيلية وتعليمية استفاد منها أكثر من 60 مواطناً في كل قرية وقد تم تخصيصها للعائلات الأشد فقراً والأيتام وذوي الشهداء والمهجرين وذوي الاحتياجات الخاصة وذلك للاستفادة منها كمشاريع تشغيلية وقد شكلت لجان أهلية محلية بكل قرية وتم المشروع بالتعاون مع البلدية ومكتب التنمية المحلية بالمحافظة والأمانة السورية للتنمية أيضاً كما تم منح قروض تعليمية لطلبة الجامعة حسب الحاجة ..
كلمة أخيرة
لا يستطيع أحد أن ينكر أن التعاون وتكاتف الجهود لهما دور كبير في تذليل الصعوبات والعقبات التي تواجه أي مشروع ، ولا بد لهذا التعاون أن  يظهر واضحاً في التجمعات الصغيرة كالقرى والأحياء ،ويضاف إلى ذلك المتابعة والملاحقة لكافة القضايا الملحة ، ويبقى الأمل أن يتكلل السعي بالنجاح  فالهدف هو الوطن الذي نعيش به ونأكل من خيراته وكلما كان الوطن بخير كنا نحن أيضا بخير .
تحقيق : منار الناعمة
تصوير: الحوراني

المزيد...
آخر الأخبار