تسرب اليد العاملة وصعوبات التشغيل يعيق تنفيذ الخطة الانتاجية في«الأسمدة»

 تأسست الشركة العامة للأسمدة عام 1967 لإنتاج سماد الكالنترو من خلال المعمل الأول الذي كان باكورة الإنتاج عام 1972 وفي عام 1975 صدر مرسوم بتسميتها الشركة العامة للأسمدة وتضم الشركة حالياً ثلاثة معامل كبيرة لإنتاج الأسمدة الآزوتية والفوسفاتية وهي : (معمل السماد الآزوتي ) الكالنترو ويضم ثلاثة  أقسام رئيسية قسم إنتاج الأمونيا وقسم إنتاج حمض الآزوت وقسم إنتاج السماد , معمل سماد السوبر فوسفات الثلاثي ويضم أربعة أقسام أساسية : قسم إنتاج حمض الكبريت وقسم إنتاج حمض الفوسفور وقسم إنتاج سماد السوبر فوسفات الثلاثي , ومعمل السماد الآزوتي ( اليوريا), ويقسم إلى قسمين : قسم الأمونيا السائلة وقسم اليوريا وهي الآن أكبر  مجمع صناعي كيميائي في القطر العربي السوري لإنتاج الأسمدة والأمونيا السائلة وحمض الكبريت وحمض الفوسفور ومنتجات أخرى .

قمنا بزيارة الشركة للاطلاع على واقع العمل ,والتقينا المدير العام المهندس جمال الدين العبد وكان لنا معه الحوار التالي حول العديد من الهموم والصعوبات التي تواجه  العمال إضافة إلى بعض شكاوى المشاركين بالمسابقة الأخيرة , وعن منظومة الإسعاف والإطفاء والوجبات الغذائية واللباس وقضايا عمالية أخرى , كذلك نقص الكوادر وصعوبات التشغيل والتعديل الوظيفي وغيرها ….
التعديل الوظيفي
تحدث المهندس العبد قائلا :  نعمل في الشركة على حفظ دور العامل الذي حصل على مؤهل علمي أعلى ونفضله على القادم الجديد كونه مارس العمل ضمن فريق عمل وتدرج بالأعمال والخبرة والدليل «المسابقة التي تم إجراؤها مؤخراً » حيث لا يوجد طلب للفئة الأولى, وذلك يتم حسب توفر الشاغر وبما يتلاءم مع الشهادة وتم حفظ حقوق المدعوين إلى الخدمة الاحتياطية والإلزامية أيضا .
المسابقة والإشكاليات
وأكد العبد أنه وجه اللجان الى ضرورة العدالة واختيار الأكفاء وذوي الخبرة والصحة الجيدة بالنسبة لعمال الإنتاج, وبلغ عدد المتقدمين حوالي 5600 والعدد المطلوب 800عامل مناصفة بين ذوي الشهداء والمتقدمين الآخرين وللفئة الثانية 406 معاهد وثانويات للأعمال الفنية والميكانيكية و358 عمال إنتاج و36 عمال حدائق وحارس من الفئة الخامسة .
 منظومة الإطفاء والإسعاف
الشركة الآن متعاقدة مع جهات لإصلاح وتجهيز سيارتين للإسعاف وقريباً ستكونان في الخدمة وحالياً يعمل «ميكروباص» ويناوب بشكل دائم لحالات الإسعاف وأما منظومة الإطفاء فهي الآن بحالة جيدة جداً بعد الإصلاح والصيانة وكوادرها جاهزة للعمل فوراً .
الخدمات متعددة
رئيس اللجنة النقابية عبد المعين شتور قال :يتم تقديم  نظام الطبابة كاملا للعمال بما في ذلك العمليات الجراحية والأدوية والتحاليل والأشعة وكل مايلزم حتى الحذاء الطبي, ونحن متعاقدون مع المشفى العمالي وبعض المشافي كمشفى الباسل في طرطوس ومشفى الأسد الجامعي في دمشق, وفي حال وجود حالات تستدعي تركيب مفصل صناعي تقوم الشركة بدفع كافة التكاليف والتي قد تبلغ أكثر من مليون ليرة سورية وسبق وقامت الشركة بذلك .
وحول موضوع اللباس أشار إلى أنه يتم تأمين الكسوة العمالية بأفضل المواصفات من شركات القطاع العام كشركة وسيم والدباغة  وشركة مصياف للأحذية « حذاء صيفي وشتوي» حسب الاختصاص والعمل ويشمل جميع العمال .
وعن موضوع الوجبات الغذائية قال : كانت الشركة تقدم 60 بيضة و20 كغ حليب ونتيجة لارتفاع الأسعار تم تحديد قيمة الوجبة الغذائية بـ 900 ل.س و تصرف للعامل , وأضاف : نقوم دائما في جميع المؤتمرات بتقديم مذكرات لرفع قيمة هذه الوجبة التي لا تكفي  ثمناً لـ 30 بيضة وهذا مطلب محق .
وفيما يخص المبيت ونقل العمال فهناك باص يعمل  ضمن نطاق 45 كم  عن مقر الشركة ويخدم جميع الخطوط ويوجد مطعم يقدم الوجبات الجاهزة وبعض الحاجيات الضرورية .
ونوه  إلى أن الشركة  لديها ستة شاليهات في رأس البسيط مشتركة مع شركة الفوسفات وتقدم الخدمة من بداية شهر حزيران وتستمر حتى افتتاح المدارس وبمعدل خمسة أيام للعامل  وعائلته والذهاب والإياب على حساب الشركة وبمبلغ 4500 ل.س لليوم .
الكوادر البشرية
تعاني الشركة العامة للأسمدة من النقص في الكوادر البشرية ولدى الشركة حالياً 1862عاملاً وعاملة حسب الفئات للأولى 289 والثانية 810 والثالثة 24 والرابعة 675 والخامسة 64 وحسب الجنس 1616 ذكوراً بنسبة 97ر86 % والإناث 246 بنسبة 21ر13 % وهذا الفرق يعود إلى طبيعة العمل الصعبة والقاسية والشاقة , ويتبين ذلك من خلال عدد عمال الإنتاج الذي يبلغ  1617عاملاً وعمال الإدارة  /245/ عاملاً وعاملة  , وتقدر  كتلة الرواتب بـ248ر956ر81 ل.س والإحصاء الأخير لشهر تشرين الأول كان كالتالي : القائمون على عملهم 1667 وبحكم المستقيل/6/  وكف يد /1/ وإعادة إلى العمل /2/وتقاعد /80/  عاملاً ونقل من الشركة /4/وخدمة علم /2/ويوجد 90 عامل فاتورة و7 عقود سنوية ودائمون /12/والمجموع الكلي 109 وبكتلة رواتب  952ر905ر1 ل.س
وتعاني الشركة حالياً من انخفاض كفاءة العمال بسبب التوقف الطويل مع غياب المحفزات (حوافز –مكافأة قليلة –انخفاض القوة الشرائية للراتب )والإقبال الشديد على الاستقالة من قبل العمال والإجازات الخاصة بلا أجر وتسرب العمالة الشابة (خدمة عسكرية –بحكم المستقيل )مع ارتفاع نسبة العمال من الفئات العمرية المتقدمة وازدياد نسبة العمال والمرضى بأمراض تستوجب وصفات دائمة .
نظام العمل
وأضاف : يعتمد العمل في الشركة على نظام الورديات ,ونظراً للنقص الشديد في العمالة وتفهم العمال لذلك تم تحويل نظام العمل من يوم كامل مع استراحة ثلاثة أيام إلى يوم عمل كامل ويومين استراحة وبالتالي يكون  العامل أعطى يوماً  كاملاً من راحته  وبذلت جهود حثيثة من أجل منح موافقة بالعمل  الإضافي  من السيد الوزير نظراً للجهود المبذولة.
ونوه إلى أن  العمال  قاموا بجهود كبيرة في إطار الصيانة والإصلاح في ظل نقص القطع التبديلية اللازمة وعدم توفر الخبرات التي كانت قبل الحرب ..
التلوث والغازات المنبعثة
تقوم الشركة ببذل كافة الجهود في سبيل التقليل من الانبعاثات  الغازية والسائلة الملوثة للبيئة أو التربة , وخاصة المنصرفات في مجرى نهر العاصي وبحيرة قطينة  وذلك عن طريق وحدة ضخ مادة الفوسفو جبيسيوم وترقيد هذه المادة وتجميعها في أحواض خاصة أرضيتها معزولة بمادة البولي إيتيلين .
وأكد المهندس العبد أن الدراسات ما زالت قائمة لاستثمار الشركة بما يضمن المصلحة العامة والنهوض بواقع الشركة بأفضل السبل المتاحة بما يضمن احتياجات القطر من الأسمدة والمنتجات الثانوية وبالأسعار الرائجة المحلية .
خطة العمل
وأشار إلى أن عدم تنفيذ الخطة الإنتاجية يعود إلى عدم توفر المواد الأولية ..الفوسفات الخام اللازم لإنتاج السماد الفوسفاتي والغاز الطبيعي اللازم لإنتاج سماد الأمونيا يوريا وسماد الكالنترو وإنتاج المواد الثانوية (أمونيا سائلة –ماءات أمونيوم –حمض آزوت )
وبالنسبة لإعداد التكاليف المعيارية ودراسة وتحليل وتدقيق الكلفة الفعلية الحقيقية لوحدة المنتج وتحديد السعر المناسب الذي يراعي مبدأ الربح والمنافسة تم تعديل أسعار الأسمدة والمنتجات الثانوية اعتباراً من شهر نيسان لعام 2018 فأصبحت كالتالي :سعر طن سماد الكالنترو/81/ألف ل.س وسعر طن سماد اليوريا /147/ألف ل.س والسماد الفوسفاتي /120/ألف ل.س.
الإجراءات التطويرية
وأضاف :بهدف تحقيق الإيرادات وتحسين الواقع قامت الشركة بالعديد من الإجراءات منها تأمين ما أمكن من مستلزمات العملية الإنتاجية, كما عملت على تصريف كميات من الأسمدة المنتجة, وتعمل أيضاً على تزويد القطاع العام والخاص بالمنتجات الثانوية (حمض الكبريت –حمض الآزوت –ماءات الامونيوم ) ,وأهمها للمنشآت النفطية ومعامل الخميرة ومحطات الطاقة وإجراء الصيانة الوقائية للحفاظ على جهوزية الأقسام للتشغيل عند توفر المواد الأولية .
وحافظت الشركة على كتلة الرواتب والأجور  والتعويضات للعاملين إضافة إلى كافة الخدمات « العينية والطبية» والخدمية وفق الأنظمة النافذة.
 الأضرار مباشرة وغير مباشرة
وأشار المهندس العبد إلى وجود أضرار غير مباشرة ( فوات الإنتاج ) وهي على الشكل التالي للمعامل  الثلاثة من عام 2012 وحتى النصف الأول لعام 2018 معمل سماد الكالنترو وكمية الإنتاج /476000 طن قيمتها /9751/ مليون ل.س معمل سماد اليوريا – كمية فوات الإنتاج / 880735/ طناً قيمتها /70859/مليون ل.س
 معمل سماد سوبر فوسفات كمية فوات الإنتاج / 660450/طناً قيمتها / 33590/ مليون ل.س.
 أما الأضرار المباشرة فتتعلق بخسارة عدد من العمال واستشهاد 35 شهيداً وفقدان عدد من العاملين /مخطوفين/ وعددهم /14/ مخطوفاً.
 أضرار تتعلق برأس المال الثابت مبانٍ وإنشاءات ومرافق وطرق100 مليون لسنة 2012-2013 – وآلات ومعدات 1100 مليون لعام 2012  ووسائل نقل وانتقال 700مليون ل.س لعامي 2012-   2013 وفقدان 14 سيارة.
قضايا تشغيلية
بالنسبة لمعمل الكالنترو تم تشغيله عدة أيام وأجريت الصيانة له ومتوقف من 9/9/2018 وذلك بسبب عدم استجرار السماد بالشكل الذي يسمح بالتشغيل ومازال متوقفاً حتى شهر تشرين الأول .
 معمل الأمونيا يوريا يعمل حسب الجاهزية ويتوقف للصيانة  وبعض المشاكل التقنية والأعطال والمواد اللازمة مثل الغاز الطبيعي بالكميات والمواصفات المطلوبة .
معمل السماد الفوسفاتي نتيجة لقلة المياه وتراجع مستواها  في بحيرة قطينة ونضوب مجرى نهر العاصي المغذي لوحدة الحميدية التابعة للشركة مما أدى إلى صعوبة تأمين المياه اللازمة لتشغيل معمل السماد الفوسفاتي والأمونيايوريا بآن واحد وورود كميات  قليلة إلى وحدة ضخ المياه الخام وسوء مواصفاتها وكثرة العوالق . فيما تم توقيف معمل السماد الفوسفاتي من أجل صيانة محطة المعالجة والتي تقوم بتغذية معامل الشركة بالمياه الصناعية والمياه المعالجة.
إصلاح تهريب خطوط المياه الصناعية و تجهيز وحدة الحميدية ووحدة ضخ المياه الخام.
تنظيف خزانات  المياه الصناعية و الكشف على كافة المبادلات في وحدة المعالجة ووضعها بجاهزية تامة.
ويضاف إلى  ذلك عدم توفر الغاز بالكميات والمواصفات القياسية  المطلوبة , وصعوبة تأمين المواد من الشركات الصانعة , وتسرب اليد العاملة رغم وجود نقص فيها ولاسيما تلك   اليد العاملة الخبيرة وعدم إيجاد بديل عنها وكل هذه المعوقات تنعكس على العملية الإنتاجية والفنية والتشغيل وأعمال الصيانة  عند إقلاع المعامل أو إجراء الصيانات الدورية.
مقترحات
وختم حديثه قائلا : من الإجراءات الضرورية لتطوير آلية العمل الاستمرار بتزويد الشركة بمادتي الغاز الطبيعي ضمن المواصفات النظامية والفوسفات الخام بأسعار مدروسة بحيث تحقق أفضل تكاليف للسماد وبالتالي أفضل سعر مقدم  للمصرف الزراعي وللفلاحين .
 والتواصل مع الدول الصديقة وحثها على تفعيل  التعاون والمساعدة في تأمين مستلزمات العملية الإنتاجية من  مواد مساعدة ووسائط وقطع غيار ومعدات والمساعدة في تحصيل مديونية الشركة المترتبة في ذمة الغير من الجهات العامة .
تحقيق وتصوير :سعد الله العلي

المزيد...
آخر الأخبار