قدمت فرقة المسرح القومي بدمشق عرضاً مسرحياً بعنوان ” إعدام ” على مسرح دار الثقافة بحضور جمهور كبير من المهتمين والمسرحيين.. عرض ” إعدام ” إعداد وإخراج الفنان زيناتي قدسية وهو مأخوذ عن مسرحية انسواهير وسترات تأليف غريغوري غورين وكتب عام 1970 وقدمته مئات الفرق المسرحية في العالم .
عرض إعدام يعود بقصته إلى 365 سنة قبل الميلاد يروي قصة بطل العرض ” هيروسترات ” الذي يعمل بائعاً جوالاً للخضار والأسماك على عربة يجرها بغل يتعرض لمضايقة التجار فيطردونه من السوق بعد أن يدمروا عربته ويرموا بضاعته على الطريق ويموت البغل الذي يجر العربة فيقرر الانتقام منهم فيحرق المعبد الأكبر في المدينة ويصعد إلى مبنى شاهق في المدينة ويصرخ بأعلى صوته أنه من أحرق المعبد حيث يلقى القبض عليه لتتم محاكمته وتظهر مجريات العرض المسرحي الكثير من التفاصيل التي يلجأ إليها البطل…
وتبدأ سلسلة الأحداث المشوقة التي تجعل المشاهد متابعاً القصة المحبوكة بشكل جميل فالقاضي يريد محاكمة عاجلة لتنفيذ حكم الإعدام بالمجرم هيروسترات والكاهن الذي يريد استشارة الكهنة في محاكمته بشكل عادل فيقرر الأمير تحت ضغط الأميرة التأجيل لأنها كانت تريد رؤيته ومشاهدته حيث تعقد صفقة معه لتخليد اسمها عبر حالة عشق معه وهذا ما يحدث عند زيارته في السجن لكن القاضي يكشف تفاصيل اللعبة من خلال السجان المرتشي بتسهيل الزيارات الممنوعة فيأمر بسجن الأميرة ويكتشف أن الأمير قد اشترى مذكرات هيروسترات وهو أمر منعه القاضي الذي كان متمسكاً بقرار فتكون النتيجة أن يستقيل ويعين حارساً على المجرم هيروسترات ويكون المشهد الأخير في مواجهة إما تحقيق العدالة وإما بقاء المجرم حراً طليقاً فيقتل القاضي هيروسترات وهو إعلان بانتصار العدالة على الأرض .
عرض إعدام من العروض الجميلة التي جعلتنا متابعين أداء الفريق المسرحي وهم قصي قدسية الذي لعب دور هيروسترات وجمال العلي بدور السجان وخوشناف ظاظا بدور المفوض وسامر الجندي بدور المرابي كريسيب وصفاء رقماني بدور الأميرة و جمال نصال بدور الكاهن و زيناتي قدسية بدور رجل المسرح و المواطنون علاء الشيخ – عاصم زينة – عابد زينو و لم يتوقف الأمر عند الأداء الاحترافي للممثلين بل أسلوب العرض و إخراجه حيث لم يعتمد المخرج على ديكور محدد بل ترك فضاء خشبة المسرح فارغا إلا من بعض قطع الديكور التي كانت توحي بالمكان , وكذلك قطع الديكور و الإكسسوارات المستخدمة كانت معبرة و فاعلة لأداء الممثلين و يمكن أن نشير للموسيقا المرافقة التي قام بتوليفها قصي قدسية بشكل جميل قرّب الإحساس بمجريات العرض المسرحي , إضافة إلى الإضاءة التي نفذها بسام حميدي و ساهمت إلى حد كبير في تقديم جو العرض المسرحي .
و يمكن القول إن الأزياء و الديكور التي صممها محمد خليلي عبرت أيضا عن شخصية الأدوار التي لعبها الممثلون الذين أدوا أدوارهم بشكل لافت و هذا ليس غريبا لأنهم ليسوا هواة , و هذا الأمر يميز الفرق المسرحية المحترفة عن الفرق الهاوية و خاصة الحضور المتألق لنجوم الدراما السورية …
إعدام كان عرضا متألقا لم يخل من بعض المفارقات التي أمتعت الحضور
العروبة – عبد الحكيم مرزوق