الشاعر حسن علي المرعي من مواليد قرية الثابتية عام 1964 له أربع مجموعات شعرية هي : (حديث الجوى) 1991,(مرايا الروح)عام 1999,(عرائس الامطار بين الشيح والغبار)عام 2002والأخيرة بعنوان (مصارع النسور).
*بدأ رحلته مع الشعر باكرا منذ المرحلة الإعدادية لكنه ترك دراسة الآدب العربي بسبب ضيق ذات اليد والتحق بالكلية العسكرية ,إلا أن هذا المنعطف الحياتي لم يثنه عن حب الشعر والتعاطي مع القوافي الحسان التقيناه وأجرينا معه الحوار التالي:
لماذا لم تنتسب لإتحاد الكتاب العرب طالما أنك حصلت على الموافقات المطلوبة للطباعة ولديك أكثر من مجموعتين شعريتين وهو الشرط المعروف للانتساب ؟
تقدمت بطلب انتساب ومازلت أنتظر الموافقة و سبق وتقدمت ولم أحصل على نتيجة علماً أن شروط الطباعة والخط والموافقات متوفرة في جميع دواويني المطبوعة .!
هل حصلت على جوائز شعرية خاصة وأنك تكتب القصيدة العمودية بأسلوب ولغة حديثين ؟
حصلت على العديد من الجوائز منها ما يتعلق بأدب الشباب في طرطوس ,وكذلك حصلت على المركز الأول على مستوى الجمهورية عن طريق اتحاد الكتاب العرب في القنيطرة حيث كان مقر عملي هناك ,وذلك بقصيدتي المعنونة بأنخاب وطن ,ولدي العديد من القصائد المنشورة في الدوريات العربية والمحلية الأدبية, فقد حظيت بإعجاب الدكتور عبدالله أبو هيف وكنت أنشر بشكل دائم في (الأسبوع الادبي), رغم أني لم أحظَ بعناية النقاد ,ولكني أنشر على مواقع التواصل الاجتماعي وأرى حجم التفاعل مع قصائدي وقد وصلت قصائدي للقراء من خلال تلك المواقع وأنا راض عن ذلك ,
* بما أننا تطرقنا إلى مواقع التواصل الاجتماعي ما رأيك بهذا الكم الموجود وخاصة ما يتعلق بالمواقع والصفحات الالكترونية التي توزع شهادات الدكتوراه وألقاب الشعر والأدب على متابعيها ؟!
_مواقع التواصل سلاح ذو حدين فهي من جهة تحقق شهرة للشاعر ومن جهة أخرى غير موثوقة في الكثير من الاحيان حيث لا تعطي بعض الصفحات صفة شاعر أو أديب بشكل صحيح كون الكثير في هذه الايام يكتبون الشعر والادب بشكل عام ويحصدون الألقاب الالكترونية يوميا ,رغم أن القليل من هذه النتاجات يمكن لنا أن نسميه أدبا , وذلك بسبب الكم الكبير من الأخطاء النحوية والإملائية واللغوية عدا عن أخطاء العروض والبحور والقوافي ممن يتنطحون للقصيدة العمودية دون أدنى معرفة بالأوزان سواء في شعر التفعيلة أو العمودي وخاصة الأسماء الانثوية..؟!
*ألا تتجنى قليلا على تلك الأسماء خاصة وأنهن انتسبن لصفوف اتحاد الكتاب العرب عن طريق هذا النوع من القصائد ؟
أبدا هذه عين الحقيقة انظري كم لدينا أسماء أنثوية تكتب تحت مسمى قصيدة نثر وللأسف … نعم يجدن من يحتفي بهن وبنتاجاتهن منذ الجملة الأولى .!
* يبدو أنك ممن لا تحب ان تسمي كتاب النصوص النثرية بشعراء؟ ما رأيك إذن بقصيدة النثر؟
أنا لا أضع النص النثري في خانة الشعر بل أعتبره نثراً فنياً له جمالياته الخاصة وقد جربت كتابة هذا النوع من النصوص ولي تجارب كثيرة فيه ولكن الشعر شعر والنثر نثر!
*يوظف الشعراء مخزونهم الثقافي في شعرهم لاسيما الرموز الاسطورية أين أنت من ذلك خاصة وأننا في عصر القرية الكونية الواحدة (النت)؟
قديما وفي دواويني الأولى تناولت الأسطورة في شعري كرموز ، وحاليا استعضت عنها بالرموز الصوفية دون أن أقصد ذلك ,لقد تطورت نظرتي للحياة وتعددت قراءاتي ..علومي وثقافتي أضعها في شعري ولدي بعد فلسفي روحاني .
*أنت مقل في المشاركات الأدبية على منابر مدينتنا خاصة التي عرفت على الدوام أنها مدينة الشعر والشعراء؟
لست مقلاً ..بل ألبي أي دعوة توجه لي فالإلقاء الحي أمام الجمهور يعطي للشعر بعداً آخر ,ولكن ليس ذنبي أن من يدعونني عددهم قليل ، أنا لست مع التكسب عن طريق الشعر.
* الأنثى سواء المرأة او الأرض او القضية ظاهرة جلية في شعرك فهل الغزل لا يزال الغرض الاول ومدخلا للأغراض الاخرى خاصة عند الشعراء الذين يكتبون قصيدة التفعيلة؟
ليس بالضرورة فقد نكتب قصيدة بيت على شكل ومضة من عدة أبيات فقط ,فلا داعي لأن تكون مقدمة القصيدة طللية أو غزلية ثم ينتقل الشاعر لغرضه الأساس, نحن في عصر السرعة, وهذا تقليد بائد …أنا أكتب القصيدة كما تأتيني بأي شكل كانت وأردد الغزل من باب صوفي. قلَّ سالكوه من الشعراء فلقصيدتي الغزلية ثوب واضح من التغزل بالمرأة لمن أراد أن يقرأها بظاهرها الغزلي ..ولمن أراد أبعد من المفاتن الجسدية فعليه أن يمتلك مفاتيحها التي لا تتعدى ما سلكه الشعراء المتصوفة .. حيث أفرغت مافي جعبتي من فلسفة..وألبستها جسد المرأة الجميل فكانت (ليلى)و(سلمى) تتقاسماني معرفةً راقية تتعدى أبعادَ مفاتنها الظاهرة إلى أسرار المعرفةِ الفلسفية.
* . أما لمَ التزمت الشعر العمودي في أغلب قصائدي ؟.. فأنا ذو ذائقة شعرية ألفت الأوزان الخليلية منذ نعومة أظفاري ولا أجدني خارجاً عنها إلّا في بعض النصوص النثرية التي أناطها غيري بالشعر,كما ذكرنا سابقاً ..أما أنا فأعتبرها نثراً فنياً ليس إلّا ولولا وسائل التواصل الإجتماعي(الفيس بوك ) لما كان لي قصيدة تقرأ أو صوت يسمع…و هذه الوسيلة لا تحتاج لواسطة ..ولا تحتاج إلى أبواب كبيرة تقف ساعة لتأذن لك بالدخول .
لقد قلَّ في هذه المرحلة الإهتمام بالأدب والشعر من كافة الجهات إلا مانراه الآن على برامج التواصل الاجتماعي من مجموعات ومجلات إلكترونية تنشر الكثير ..غثاً وسميناً وهذا ما جعل شعري ينتشر بين هذه المجاميع التي آنست به شعرا وليس نظماً خالي الوفاض ..أو كلمات سوريالية لا مطر فيها.
* لديك قصائد ساخرة وأحيانا هجائية ما قولك في ذلك؟
نعم لدي هذا الحس الساخر وأرى أن القصيدة الساخرة لا تحتمل الرمز والتأويل بل تكون مباشرة نابعة من معاناة ما ,ولي قصيدة ساخرة أصف فيها المشهد الثقافي اليوم فأقول في قصيدة عنوانها :شِكايَةُ شاعِر … أُناديْ .. لو سيسمَعُ مَنْ أُناديْ على رَهْطِ الثَّقافَةِ في بِلاديْ/ مِنَ الكُرسِيِّ لا تَعنِيْ كثيراً إلى الكُرسِيِّ مِنْ ذاتِ العِمادِ /ومِنْ دُورِ الثَّقافةِ بالنَّواحِيْ إلى دارٍ بها نادَى المُناديْ.
ميمونة العلي
المزيد...