يحتفل العالم في الخامس والعشرين من شهر كانون الأول من كل عام بعيد ميلاد السيد المسيح رسول المحبة والتآخي .. ففي هذا اليوم يعم الفرح والسرور أنحاء العالم ويتسارع الناس إلى إحياء ليلة العيد .
في ليلة عيد الميلاد تقرع الأجراس وترتفع الأناشيد والتراتيل الميلادية تمهيداً لمجيء ذلك العجوز الذي يرتدي الثوب الأحمر ويضع على رأسه قبعة ملونة ووجهاً تنكرياً .. إنه بابا نويل الذي يحبه الصغار ليأخذوا منه هداياهم من الكيس الكبير الذي يحمله فتدخل المحبة إلى قلوبهم .
وتختلف الطقوس الاحتفالية بعيد الميلاد وتتنوع الرموز ، ولكن تبقى المعاني السامية والرؤى الإنسانية هي ما تجمع الناس في هذه المناسبة ..
وفي الوقت الذي يقبل فيه الناس للاحتفال بعيد الميلاد المجيد تتألق شرفات المنازل بالأنوار الوهاجة والزينات البراقة ، جميعها تحكي قصة ميلاد السيد المسيح .
ولا يمكن أن يمر العيد دون تزيين شجرة عيد الميلاد الذي يعتبر عادة شائعة عند الكثير من الناس حيث تنصب في المنازل والشرفات قبل موعد العيد بعدة أيام وتبقى حتى عيد الغطاس في 6 كانون الثاني من كل عام ..
وبعض الناس يتساءلون من أين جاءت هذه العادة ومتى بدأت ؟ والجواب على ذلك يتضمن المعلومات التالية : تقول إحدى الموسوعات العلمية إن الفكرة بدأت في القرون الوسطى بألمانيا الغنية بالغابات الصنوبرية الدائمة الخضرة , حيث كانت العادة لدى القبائل الوثنية التي تعبد الإله ( ثور ) إله الغابات ، أن تقوم بتزيين الأشجار وتقدم على إحداها أضحية بشرية .. وفي عام 727م جاء إليهم القديس بوتينا سيوس كي يبشرهم فشاهدهم وهم يحتفلون تحت إحدى الأشجار فهاجمهم ووقف فيهم خطيباً مبيناً أن الإله الحي هو إله السلام والرفق والمحبة ، وقام بقطع الشجرة . وبعد ذلك نقل الأهالي تلك الشجرة إلى أحد المنازل وزينوها ، وصارت فيما بعد عادة ورمزاً لاحتفالهم بعيد ميلاد المسيح ، وانتقلت هذه العادة بعد ذلك من ألمانيا إلى فرنسا وانكلترا ثم أمريكا ، وأخيراً إلى المنطقة العربية ، وتفنن الناس في استخدام الزينة بأشكالها المتعددة والتي يتباهون في تنوعها وقيمتها . وهنا تكمن المشكلة في كيفية وطريقة التعبير عن الاحتفال بعيد الميلاد المجيد . هل من المطلوب أن يدفع أحدنا الكثير من الأموال لأدوات الزينة ، أم يتم ذلك من خلال وضع زينات بسيطة ومتواضعة تعبيراً عن الفرح والبهجة والبسمة وطلب الرحمة من رب العالمين للمرضى و الموجوعين من هذا الوباء الذي تفشى في جميع دول العالم “فيروس كورونا” كي يشفيهم ويعودوا إلى ممارسة حياتهم العادية .
ويبقى العيد محطة لزرع الأمل في القلوب المحتاجة للفرح والحب والحنان ، فلا طعم للعيد إذا لم يعم ويشمل من حرموا منه . فليكن كل إنسان منا مدعواً لرسم بسمة على وجه طفل ومسح دمعة عن وجه مريض ومحتاج .. وكل عام وشعبنا وجيشنا وقائدنا بألف خير ..
رفعت مثلا