تشير الدراسات و الأبحاث العلمية و التربوية أن الطفل منذ ولادته يمتلك نقاطا من القوة و نقاطا من الضعف , و لذاك نرى الاختلاف بين طفل و آخر, و هذا ينطبق على الذكاء أيضا, و لا شك أن للوراثة دورها , فالآباء و الأمهات الأذكياء ينجبون في الغالب أطفالا أذكياء و لكن الذكاء له أنواع, و هذا ما جعل الأهل يعملون باستمرار لتنمية ذكاء أطفالهم.
الدكتور غياث خليل تحدث عن هذا الموضوع مبتدئا بتعريف الذكاء بقوله : يوجد عدة تعاريف للذكاء ، فالبعض يعرفه بالقدرة على التفكير السليم ، و لعلّ التعريف الأكثر دقة للذكاء هو القدرة على تكيّف الفرد مع المجتمع المحيط به ، و القدرة على اكتساب المهارات و التعلم من خلال الاحتكاك بالأفراد المحيطين ضمن المجتمع .
وعن أنواع الذكاء قال: قسّم العالم ” ثرستون نري ” الذكاء إلى ثمانية أنواع . 1- الذكاء اللفظي : و يعني التعبير الذكي بالكلمات بتراكيب لفظية إبداعية . 2- الذكاء الرياضي : و هو المتعلق بالعمليات الحسابية و الهندسية . 3- الذكاء الحسي أو الحركي : و هو القدرة المميزة على الحركة و هو ما نراه عند الرياضيين الذين يتميزون بقدرتهم على ممارسة الألعاب الرياضية بمهارة 4- الذكاء الاجتماعي : و هنا يظهر بتفاعل الطفل مع غيره من الأفراد و تكوين العلاقات الاجتماعية معهم ، و يميز هذا النوع من الذكاء أن صاحبه شخص قيادي. 5- الذكاء الموسيقي : و هنا نجد الطفل مهتم بحفظ الأغاني و الألحان و يقوم بتحويل ما يريد حفظه إلى لحن معين ، كما انه لا يصعب عليه حفظ أي شيء ، و يكتشف إيقاع كل شيء في الحياة . 6- الذكاء البصري أو الصوري : حيث يصور الطفل الأحداث في صور متعددة ، و من ثم يحفظها و يرتبها داخل ذهنه . 7- الذكاء الحيوي : و هذا نراه عند أشخاص يميلون إلى حب الدراسة . 8- الذكاء البيئي : و هنا يميل الطفل إلى الاهتمام بالبيئة المحيطة به و تصوير جمالها و الابتعاد عن الروتين .
وعن سبل تنمية ذكاء الطفل قال: إن تنمية الذكاء و التعلم عند الطفل يجب أن تبدأ منذ الأشهر الأولى من العمر ، فمثلاً علينا استخدام الألعاب ، و الحديث و الغناء ، و على الأهل الاستماع لطفلهم و هو يناغي مما يعزز جهود التواصل بينهم ، و قد أظهرت الدراسات أنَّ الأطفال الذين كان لديهم محادثات أكثر في المنزل لديهم قدر اكبر من النشاط الدماغي و الذكاء اللفظي ، لذلك علينا طرح الأسئلة على الطفل و انتظار الردود منه . كما أثبتت الدراسات العلمية أن الرضاعة الطبيعية مهمة جداً بالنسبة للطفل ، فهي الغذاء الأول لصحة الدماغ و تتفوق بذلك على الرضاعة الصناعية و تجعل الطفل أكثر صحةً و ذكاءً كما تدل الدراسات و الأبحاث العلمية أنّ سماع الموسيقا مثلاً ينمي مهاراته ، حتى أن التغذية السليمة للأم أثناء الحمل عامل أساسي لولادة طفل ذكي و بصحة جيدة .
وعن كيفية تنمية ذكاء الطفل أجاب: مما لا شك فيه أن الوراثة هي أحد و أهم محددات الذكاء عند الطفل ، فمن الممكن أن يرث الطفل جينات عالية الذكاء من أحد الوالدين أو من كليهما و لكن بغض النظر عن العامل الوراثي هناك بعض التوصيات التي إذا ما اتبعت تنمي ذكاء الطفل وهي: 1- اللغة و الحديث : إن الحديث مع الطفل عن كل شيء طوال الوقت حتى لو استخدمنا كلمات يصفها البعض بأنها أكبر من سن الطفل فإن ذلك سوف يبني و ينمي مهاراته اللغوية ، و وفق بعض الدراسات التي أجريت تبيّن أن الأطفال الذين يتربون في أُسر ثريّة اللغة حصلوا على معدل ذكاء أعلى من الأطفال الذين تربوا عند أسر منخفضة اللغة . 2- تنمية ذاكرة الطفل : الطلب من الطفل بعد قراءة قصة أو مشاهدة رسوم متحركة أن يكرر ما فهمه مرة أخرى بكلماته و أسلوبه الخاص ، حيث يساعد هذا في بناء ذاكرته اللفظية و البصرية . 3- استخدام الأرقام : إن الاستخدام للمفاهيم الرياضية في المحادثات مع الطفل تساعد في تنمية ذكاء الطفل و رفع درجته ، 4- ترك الطفل يحل المشاكل بنفسه : فعلينا أن نترك الطفل يتحرك بحرية ، فمثلاً علينا أن نطلب منه أن يستعيد الكرة التي ابتعدت عنه على طريقته الخاصة لا أن نجلبها له . 5- القراءة : إن القراءة تحسن من الملكات العقلية للطفل ، و لكن علينا أن لا نقرأ للطفل و إنما نقرأ معه ، و لا أدع الطفل فقط ينظر إلى الصور في الكتاب و لكن أتتبع الكلمات بيدي و أشير إليه على ما تدل هذه الصور كي أستطيع أن أنمي ذكاءه و ملكاته العقلية . 6- النوم الكافي : فقد أوضحت الدراسات أن قلة ساعات النوم يقلل من ذكاء الطفل ، فهناك علاقة عكسية بين معدل النوم و معدل الذكاء 7- ممارسة الأنشطة : أ- التمارين الرياضية : فيجب تشجيع الطفل على الرياضة ، فهي لا تجعله قوياً فقط ، إنما تجعله طفلا ذكياً أيضاً حيث أن التمارين الرياضية تزيد من تدفق الدم إلى الدماغ و هذا يؤدي لبناء خلايا دماغية جديدة . ب- العاطفة و الذكاء : فالمحبة و العناق تخلقان تفاؤلاً بين الطفل و أهله و توفران قاعدة آمنة لمهارات التفكير العليا . ج- الأنشطة المرتبطة بالعقل و الحركة : تساعد على تنمية ذكاء الطفل كاستخدام المكعبات مثلاً ، و هناك بعض التمارين و الأنشطة المهمة .
جنينة الحسن