62 عقاراً أثريا مسجلاً في حمص القديمة… قلعة حمص أقدم موقع نشأ فيه السكن

ضمن المؤتمر العلمي الذي أقامته “لجنة حماية المدينة القديمة ” في مجلس مدينة حمص بالتعاون مع مديرية السياحة ودائرة الآثار وفرع نقابة المهندسين والجمعية التاريخية السورية والذي حمل  عنوان حماية مدينة حمص القديمة وأهميتها تحت شعار ” لننقذ تراثنا الحضاري “

ألقيت العديد من المحاضرات حول أهمية  الأوابد التاريخية والأثرية في سورية عموما وحمص القديمة خصوصا ,و تم التركيز  على امتلاك سورية واحدة من أقدم الكنوز الحضارية….

أشار المهندس عامر السباعي رئيس لجنة التراث في فرع نقابة المهندسين إلى أهمية المسارات السياحية في الإرث الثقافي وهو مشروع يهدف لتحسين إدارة المواقع الأثرية القديمة ,كما يهدف لرفع الوعي وزيادة المعرفة لتحسين إدارة المواقع الأثرية , مع التركيز على زيادة الاهتمام بالنقوش الكتابية الحجرية القديمة لزيادة الوعي العام بها كإحدى المفردات المعمارية للمباني الأثرية التي تلفت وتجذب انتباه الزائر والسائح .

وأضاف : تهدف الدراسة  لتشجيع السياحة المتنوعة والمستدامة التي تستمر على مدار السنة. ويتم تحقيق ذلك من خلال تطوير السياحة التي تعزز التراث الثقافي من خلال جولات سياحية وتقديم خدمات سياحة أكثر تنوعاً.

السياٌحة التراثية

إن العلاقة بينٌ السياٌحة والتراث علاقة متعددة الجوانب لا يمٌكن أبدا تجاهلها.

ولعل أكبر فائدة لسياحة التراث الثقافي هي زياٌدة الفرص المتاحة لتنويع الاقتصاد وسبل الازدهار الاقتصادي التي تعتمد عليها المجتمعات المضيفة.

التراث العمراني والمعماري في حمص القديمة

يعتبر الشاهد على حضارة مدينة حمص كونه موروث اجتماعي وتراث حضاري تجب المحافظة عليه واستثماره لاحتوائه على فعاليات متنوعة منها الأسواق والحمامات ودور العبادة والخانات.

مما يستوجب توظيف التنوع المعماري سياحياً بصورة تحقق الاستدامة والتركيز على ما يحمله من تراث معماري وعمراني وثقافي كونها نقطة جذب للسائح.

وأضاف: إن أبنية حمص الأثرية تضم العديد من النقوش التي تؤرخ للمنشآت , وهي منتشرة في المباني العامة والدينية والسكنية ضمن سور حمص القديمة.

والمتجول في أزقة حمص القديمة يلاحظ العديد من النقوش الحجرية نذكر منها: الكتابة اليونانية على واجهة جامع أبو لبادة، وسيباط الدوربي الثاني.

كذلك وجدت نقوش يونانية عديدة في حمص على حجارة متناثرة جمع الأوربيون منها ما يزيد عن 300 نقش معظمها على شواهد القبور(كما ورد بكتاب المؤرخ هنري لامنس).

العناصر التراثية في حمص

جاكلين طقطق ” دكتورة في كلية العمارة جامعة البعث ” أشارت أن المباني التقليدية والأثرية هي الدليل و الشاهد الحي على خصوصية ثقافة المجتمع وملامحه الإنسانية والفكرية.  والتراث المعماري والمناطق التاريخية بكل ما فيها مدرسة تخطيطية و معمارية يمكن الاستلهام منها لتميز طرزها المعمارية.

و استعرضت أهم العناصر التراثية في البيت التقليدي من خلال مجموعة من بيوت حمص القديمة و تطرقت إلى أهمية ووظيفة كل عنصر وكيف يمكن الاستفادة منه في عمارتنا المعاصرة للحفاظ على الأصالة والتراث لأن هذه العناصر كانت تعبر عن البيئة الثقافية والاجتماعية للإنسان وتتلاءم  مع البيئة المحيطة وتحقق الاستدامة .

المباني التاريخية

  الدكتورة ديالا بركات ” معاون مدير دائرة الآثار والمتاحف” بحمص أشارت إلى أن  الاهتمام بملامح المدينة وجمالها ليس نوعاً من الترف الحضاري, بل هي حاجةٌ ماسةٌ للتطور الحضاري, وخطوةٌ هامة في تنمية قدراتِ المجتمعات نحو مستوى حضاريٍ أعلى.        

وأكدت أن مدينة حمص تعاني حالياً كما الكثير من المدن السورية من شدة التلوث البصري والسمعي و البيئي وهذا يظهر في الشوارع والأبنية.

ومن هنا تبرز أهمية رصد وتوثيق تراثنا المعماري المتميز كذاكرة للمدينة السورية و الحفاظ على ما تبقى من مبان و فراغات هامة تجسد تاريخ مدينتنا, لدراسة أعمال التوظيف والصيانة و إعادة التأهيل..

فالغاية من أعمال الصيانة هي حمايتها باعتبارها شواهد وأدلة تاريخية قبل أن تكون أعمالا فنية, لذا يتحتم لعملية الحفاظ على المنشآت الأثرية أن تكون دائمة ومستمرة.

وأضافت : إن الحفاظ على منشأة أثرية يستلزم الاهتمام بالموقع المحيط أيضاً, فلا يسمح بالبناء، أو الهدم أو إجراء أي تعديل من شأنه أن يشوه علاقات ونسب الأحجام والألوان.

وقالت: إن أقدم موقع نشأ فيه السكن في مدينة حمص, هو تل حمص أو قلعة حمص التي تبعد عن نهر العاصي حوالي 2.5 كم,  

حيث تعد القلعة من أهم المواقع الأثرية في مدينة حمص, كما نجد الكثير من المباني

التي تعود إلى عصور مختلفة, تعرضت معظمها إلى أضرار  أثناء الحرب خاصة ضمن المدينة القديمة, ما خلف دماراً كبيراً في بنية المدينة التحتية..

العقارات الأثرية والتراثية المسجلة

ويبلغ عددها في حمص القديمة 62 عقاراً أثرياً ( سور, جامع, زاوية, برج, حمام, كنيسة, سوق, دار سكنية, سيباط, قصر, مدرسة..), تم تسجيل هذه العقارات ما بين عام 1945-2011.تتوزع ملكيات هذه العقارات ما بين مديرية الأوقاف و المديرية العامة للآثار والمتاحف وملكيات خاصة وملكيات عامة.

لذلك نواجه مجموعة من العقبات أحياناً عندما يتعلق الأمر بعملية الترميم ( الحصول على الموافقات من الجهات المختصة و العمل ضمن المواصفات والشروط المقبولة في عملية الترميم, الأمر الذي يفرض تكاليف مادية عالية جداً, وشروط دقيقة تتعلق بنوعية المواد المستخدمة.

تعديل نظام الضابطة

تحدث المهندس باسل حاكمي عن ضرورة التعديل في نظام الضابطة ليشمل الأبنية القديمة في  حمص القديمة مع الأخذ بعين الاعتبار الحفاظ على النسيج العمراني حيث أن نظام الضابطة الحالي يسمح لجميع المواطنين بهدم أبنيتهم ما لم تكن مسجلة أثريا .. وإعادة التدقيق بالتسميات الموجودة حاليا والعمل على تصحيح الخاطئ منها ..

المزيد...
آخر الأخبار