«العثمانية» .. إهمال خدمي والبلدية لا حول ولا قوة لها ..خط مياه الشرب يمر من القرية والإستجرار من أقاصي الدنيا

تبعد قرية العثمانية عن مدينة حمص 40 كم وترتفع عن سطح البحر حوالي 400 م وتبلغ مساحتها 400ر22ألف م2 وتجاور مدينة حماة عن طريق قرية تل حسن باشا من الجهة الشمالية وتبعد عن المخرم الفوقاني حوالي 8 كم وتشتهر بزراعة الزيتون واللوز والكرمة والقمح والشعير وسميت بقرية العثمانية بإحصاء عام 1962 وأنشئت عام 1937 نتيجة لوجود بعض الحجارة المأخوذة من قصر ابن وردان وهي آثار عثمانية في منزل أول سكان القرية وأطلقت عليها تسمية أم الجرن سابقا ً وحاليا ً أطلقت هذه التسمية على قرية صغيرة مجاورة لها وتبعد حوالي 1 كم عن القرية , ويبلغ عدد سكان قرية العثمانية 3251 نسمة ..
التقينا بالعديد من أهالي القرية وبالمجلس البلدي وأكدوا على معاناتهم في مجال التعليم والصحة والمياه والمواصلات وغيرها وكان لنا اللقاءات التالية :

قطاع التربية والتعليم
علي سليمان مدير المجمع التربوي في منطقة المخرم الفوقاني قال : يبلغ عدد الطلاب في الحلقة الأولى 149 طالباً وطالبة ويوجد في المدرسة إضافة إلى الكادر الإداري أربعة مدرسين من خارج الملاك واثنان من داخل الملاك والمشكلة وجود معلمة لصف السادس اختصاص رياض أطفال تعليم مفتوح سنة أولى وأهلية تعليم للصف الخامس .
وطالب الأهالي بضرورة الارتقاء بالمستوى التعليمي والاستعانة بمدرسين يحملون إجازات جامعية مختصة , وتأمين المياه النظيفة عن طريق زيادة عمق بئر المدرسة.
وأضاف : بالنسبة للحلقة الثانية تعليم أساسي فيبلغ عدد الطلاب : (70) طالبا ً وطالبة ,وبالنسبة للكادر الإداري كامل والبناء جيد ومستوى النظافة جيد وتحتاج إلى تعميق بئر المدرسة والموافقة الخاصة بذلك وبالنسبة لمادة المعلوماتية فمدرسة المادة تحمل إجازة في التاريخ مع نقص واضح لأجهزة الكمبيوتر وقدمها
وتمنى الأهالي باتباع طلاب صف التاسع لدورات تقوية مجانية عن طريق منظمة الهلال الأحمر السوري ووعد مدير المجمع بالمساعدة , وتأهيل المرشدين النفسيين

مشكلة المواصلات
سدير الشعار رئيس الخط قال :تم ضم خط أبو حكفة وتلقطا ،وعدد السيارات العاملة نظريا ً (30) سيارة وتنطلق من تلقطا لتجوب 8 قرى ,وحول شكوى القرية وصعوبة حصول الأهالي على مقعد في السرافيس العاملة على الخط وان وجد فيكون خلف السائق وبشكل مخالف لكل القواعد وحشو السرفيس بالركاب أشار أنه يتم زيادة السيارات العاملة على الخط عند زيادة عدد الركاب.
مدير المنطقة بالمخرم اطلع على هذه المشكلة الخاصة بقرى البويضة والعثمانية وخط السير الطويل للراكب نتيجة الضم والتكلفة لنهاية الخط واقترح الأهالي فصل خط أبو حكفة والذي يخدم أربعة قرى أبو حكفة جنوبي وشمالي وقرية العثمانية وقرية المخرم التحتاني .
عن خط تلقطا ليشمل تلقطا وتل جديد الذي يفصل بينهما الطريق العام فقط وتلعداي وخلفة والبويضة .
والحل الأمثل برأيهم هو تجميع السيارات في كراج الانطلاق في مدينة المخرم الفوقاني وتخصيص سرفيس لتخديم الخطوط إلى القرى وهذا الحل مطروح منذ عام 2006 ولم ينفذ .

المعونات وإشكالياتها
تقدم جمعية السنابل 95 سلة غذائية لقرية العثمانية عن طريق مركز خلفة ويقدم الهلال الأحمر السوري 54 سلة لذوي الشهداء، المهندس محمد حسن الجهني مسؤول المنطقة الشرقية قال : تم افتتاح المجال حاليا للتسجيل وتقديم الأوراق اللازمة للراغبين بالإستفادة من المعونة ووفق المخصصات وسندرس كل حالة, ونتمنى منح الجميع هذه السلة نظرا ً لفقر المنطقة بشكل عام .
وعن المعونات الزراعية التقينا رئيس جمعية العثمانية حسين العلي قال : قمنا بالتوزيع وفق قوائم ولجان مختصة ,وحصلنا على 42 شبكة ري بالتنقيط ووزع منها 24 شبكة لذوي الشهداء والباقي للذين قاموا بتوريد مادة القمح إلى مركز الحبوب وحصلنا على 27 شبكة ري أيضا ً ,وقمنا بتوزيعها على المزارعين للخضار الصيفية وحصلنا حاليا ً على 4 أطنان من الشعير صنف فرات (3) و3 طن سماد وتم توزيعها على 20 عائلة بمعدل 200 كيلو غرام شعير و150 كيلو سماد فوسفاتي .
مشيرا إلى أن الإعانات لا يمكن أن تشمل الجميع واعدا بمساعدة كافة العائلات التي تعاني من الفقر الشديد .
المركز الصحي
الدكتور سلمان محمد صبح «طبيب عام » مدير المركز الصحي في العثمانية قال : نقدم اللقاحات الدورية للأطفال ولدينا عيادة تنظيم الأسرة وقابلة قانونية ، ونقدم كافة الخدمات الإسعافية وبالنسبة للدواء يأتينا بكميات قليلة , ويتواجد الطبيب ثلاثة أيام في الأسبوع كونه يعمل في مركز آخر لقلة عدد الأطباء ..
وطالب الأهالي بوجود مخبر وعيادة نسائية وعيادة أسنان والأفضل تفعيل مشفى المخرم الفوقاني وتقديم كافة الخدمات له ليخدم /22/ قرية تابعة لمدينة المخرم…

خط المياه في القرية
المهندس هاني العجي رئيس الوحدة الإقتصادية قال : تروى قرية العثمانية عن طريق ضخ المياه من محطة البطمة والإسالة إلى المخرم الفوقاني وبعدها إلى المخرم التحتاني , وضخ المياه من محطة العثمانية إلى خزان القرية ,ونعمل حاليا على استبدال المضخة لتصبح أكثر غزارة ,ويتم إرواء القرية بمعدل 3 أيام في الأسبوع لتوزع على جميع الأحياء فيها وعند توفر الكهرباء والديزل نتمكن من وضع جدول للتوزيع, ويبلغ عدد المشتركين 325 مشتركا وحاليا في فصل الشتاء نقوم بضخ حوالي 350 م2 للقرية ولا توجد مشكلة ً بعد استبدال الخط القديم والمضخة ,وصيفا سنعمل على كمية ضخ أكبر نتيجة للاستهلاك الكبير، وبذلك نتجاوز موضوع 40 مشتركا الموجودين على الخط الرئيسي والذي يستهلك كمية أكبر من المياه .
ويلاحظ أن خط الشومرية يمر عبر العثمانية ويبعد عن الخزان الرئيسي حوالي 250 م فقط ولا يحتاج إلى أية مضخات للوصول إلى الخزان , بل يحتاج فقط إلى فتح السكر وإرواء القرية أسوة بأبو حكفة وغيرها ويوفر الجهد والمال ويؤمن حاجة القرية وهذا الحل الأمثل وفق آراء جميع المواطنين والمعنيين وهو برسم الجهات المعنية .

شبكة الهاتف
أمين الحسن رئيس مركز اتصالات المخرم الفوقاني قال: يبلغ عدد المشتركين في الهاتف الثابت 250 مشتركا وتم تخديم القرية بكبل سعة 300 خط بطول حوالي 11 كم والشبكة في القرية قديمة جدا ً وهناك مشروع جديد حيث تم مد كبل من مركز أبو حكفة الجنوبي بسعة 600 خط ووضع شبكة جديدة في القرية وحاليا ً توصيل العلب والتجريب وستوضع في الخدمة قريبا ً وسيتم تحويل كافة الخطوط إلى أبو حكفة الجنوبي ,وإلغاء الشبكة القديمة ,علما أن خدمة الانترنت غير متوفرة في القرية بسبب بعد المسافة عن المركز وسوف يتم تخديم القرية بالانترنت من مركزأبو حكفة الجنوبي وحاليا ً لا يوجد أي عطل لدينا .

الخبز وشجون المواطن
يتم استجرار 320 ربطة خبز من فرن المخرم الفوقاني الآلي وعن طريق معتمد واحد ونظرا ً لبعد المسافة ووضع الخبز بشكل عشوائي يصل إلى القرية بحالة سيئة ويطالب أهالي القرية بمعتمد ثان والحل الأمثل لهذه المشكلة برأيهم مساعدة الجمعية الفلاحية بإكمال مشروع الفرن الذي سيخدم القرية والقرى التابعة للبلدية ويحتاج إلى الدعم المادي من اتحاد الفلاحين أسوة بقرية المخرم التحتاني .

الغاز المنزلي
يوجد مركزان لتوزيع مادة الغاز الأول يتبع للجمعية الفلاحية ويعتمد على التسجيل والاستلام وفق جدول زمني وبموجب بطاقات مصدقة من الرابطة الفلاحية بمعدل اسطوانتين شهريا لكل عائلة إن وجدت المادة, وحاليا ً لا يوجد نقص ,والمركز الثاني خاص ويتم توزيع 300 اسطوانة شهريا للمركزين ويطالب الأهالي بتوزيع العائلات إلى مجموعتين لتأمين وصول المادة للجميع.
أما مازوت التدفئة ومخصصات الزراعة فقد تم توزيع 100 ليتر لكل عائلة , وحتى المخصص للزراعة لا يوجد أي شكوى من الفلاحين ، وتوزع وفق جداول ومخصصات نظامية ورخص للحرفيين ومعصرة الدبس ومعصرة الزيتون ..

الجمعية الفلاحية
حسين العلي رئيس الجمعية الفلاحية قال : تأسست عام 1975 وبالنسبة لتوزيع الأسمدة والبذار تم تنفيذ الخطة بالكامل وبالنسبة للأعلاف نستجر من مركز أعلاف المخرم الفوقاني حسب توفر المادة والحاجة وتوزع على الإخوة المربين للماشية من أغنام وأبقار وماعز .
وعن القروض قال: حصلنا على قروض وذلك منذ عام 1996 ولمدة عشر سنوات والمبلغ 000ر100 ل.س وتم إعادة جدولة القروض أكثر من مرة ووصلت الفائدة إلى حوالي 25% ويدفع القسط حاليا ً 10 آلاف كل عام و10 آلاف فائدة عدا عن غرامات التأخير .
وحصل بعض المربين على قروض إبقار بمبلغ مليون وخمسين ألف ,يقبض منها المستفيد 700 ألف ليرة و250 فائدة و50 ألف كشف حسي، ولمدة خمس سنوات .
وحصلت الجمعية على ترخيص فرن من اتحاد الفلاحين توقف المشروع نتيجة الحرب , ومنذ عام 2011 رأس مال الجمعية 700 ألف ليرة سورية , ونحتاج مساعدة من اتحاد الفلاحين لبدء تنفيذ المشروع ، ويوجد حاليا مشكلة كبيرة بالحصول على رخص القيادة للجرار والتي تحتاج إلى شهادة سوق عمومي ودفع تأمينات عن 15 عاما سابقة مع الفوائد والجمارك ونطالب بتخفيض أسعار الأسمدة بأنواعها دعما ً للفلاح .

واقع سيئ
رئيس البلدية سليمان علي المحمد قال: البلدية بناء مستأجر منذ عام 2000 وعمره أكثر من 40 عاما وآيل للسقوط , ويوجد على المخطط التنظيمي مبان إدارية غير مستملكة وتحتاج إلى موازنة خاصة بالاستملاك..
والبلدية مدينة لشركة الكهرباء بمبلغ 6 ملايين ل.س ,وبالنسبة لرخص البناء مرتفعة جدا ً ولا تتناسب مع قرية..
وعن طريق المخرم الفوقاني- العثمانية فهو يتبع إلى الخدمات الفنية وفي كل عام تتقاعس عن تأهيله مع أنه شريان رئيسي يربط أكثر من محافظة , وتم ترقيعه فأصبح أكثر سوءا عما كان عليه ، ونسبة تنفيذ شبكة الصرف الصحي 80%, والطرق داخل القرية 80 % وتحتاج إلى تأهيل , والبلدية غير قادرة على دفع الرواتب ويطالب الموظفون بإصدار قانون لتحويل رواتبهم إلى الخزينة العامة للدولة, وأضاف بالنسبة لمكب القمامة متوقف عن التنفيذ لأسباب مجهولة ويخدم أربع بلديات « مخرم تحتاني وأبو حكفة وخلفة والعثمانية » ومسؤولة عنه الخدمات الفنية .
وبسبب هذا التوقف تعاني البلديات الأربع من نفقات زائدة غير مبررة لنقل النفايات إلى مكب أم العمد الذي يبعد حوالي 20 كم علما ً أن الأرض تبرع بها الأهالي ومنذ فترة وتم البناء عليها ونطالب بالإسراع بإنجازه ,
ويوجد جراران واحد لترحيل القمامة والثاني غير مستثمر ,وصدر المخطط التنظيمي عام 2003 وآخر توسع له عام 2014 وتوجد مشكلة الوجائب وتم عرضها على اللجنة الإقليمية لأكثر من مرة وتم رفضها .
وعن القرى التابعة لبلدية العثمانية فهي البويضة –العثمانية – خربة ريا- خربة عجين- خربة عياش – والناصرية – والأسعدية وأم الجرن وعن شبكة الصرف الصحي ومحطة المعالجة فهي منفذة بنسبة 70 % ومتوقف العمل بها والأسباب أيضا ً مجهولة وتتبع للخدمات الفنية, وحاليا ً الصرف الصحي يسبب التلوث البيئي والزراعي .

أخيرا
إن كل خدمة تقدم لأبناء الريف تسهم في استقرار الفلاح في أرضه وتخفف الضغط على المدينة المزدحمة أصلا ً .
وضرورة إيلاء القطاع الصحي والتعليمي والصرف الصحي ومياه الشرب الأولوية الكبرى ورصد التمويل اللازم لها ، لأن الفلاح المحرك الأول في عجلة الاقتصاد والتنمية المستدامة .
تحقيق وتصوير: سعد الله العلي

المزيد...
آخر الأخبار