جفاف العين حالة تحدث عندما تقل كمية الدموع في العين أو تقل جودتها , وبالتالي تقل درجة الرطوبة وتؤثر في الرؤية .
وهناك عوامل من الممكن أن تسهم في الإصابة بجفاف العين مثل التقدم في العمر وتجاوز الـ 65 سنة أو الإصابة بالروماتيزم والسكري , أو مشاكل في الغدد أو تناول مضادات الاحتقان وأدوية الضغط ومضادات الاكتئاب أو التعرض للرياح أو الهواء الجاف والغبار والجلوس لساعات طويلة أمام الشاشات أو الخضوع لعملية تصحيح النظر أو استخدام العدسات اللاصقة لمدة طويلة…
ولإلقاء الضوء على هذا المرض التقينا الدكتورة باسمة كبريال السكت التي تحدثت قائلة : تقوم الغدة الدمعية الرئيسية بإنتاج حوالي 95% من المكون المائي للدمع وتقوم الغدد الإضافية الدمعية بإنتاج البقية .
وعن أسباب هذا المرض قالت : يعتبر لفظ العين الجافة والتهاب الملتحمة والقرنية الجاف السبب الرئيسي لحدوث العين الجافة وهذا يحدث إما
1-نقص الإفراز : كما في انسداد أقنية الغدد الدمعية أو نقص الإفراز المرتبط بتقدم العمر وكذلك حدوث الأورام.
تبخري : كما في داء باركنسون و استخدام العدسات اللاصقة والتهاب الملتحمة التحسسي و نقص منعكس الرفيف ( القراءة الطويلة مثلاً ).
متلازمة جوعزن : هي اضطراب مناعي ذاتي يتصف بالتهاب لمفاوي وتخرب الغدد الدمعية واللعابية .
الثلاثي السريري التقليدي بهذه المتلازمة : جفاف العين – جفاف الفم – ضخامة الغدة النكفية قد تكون بدائية أو ثانوية ( تترافق مع أمراض أخرى أكثرها شيوعا التهاب المفاصل الرثياني أو الذئبة الحمامية الجهازية ) .
المظاهر السريرية
إحساس بالتخريش – حرقة – إحساس بوجود جسم غريب في العين – وجود مفرزات مخاطية قيحية وتشوش عابر في الرؤية وهناك أيضاً أعراض أقل شيوعاً مثل الحكة – الخوف من الضوء – الشعور بالثقل أو التعب .
وكثيراً ما تتفاقم أعراض التهاب الملتحمة والقرنية الجاف في الظروف التي تترافق مع زيادة في تبخر الدمع ( مثل تكييف الهواء – الرياح – التدفئة المركزية ) وبعد القراءة المطولة وقد تتحسن الأعراض بإغلاق الأجفان .
يمكن أن تؤهب العين الجافة إلى حدوث التهاب قرنية جرثومي والى تقرحات عقيمة .
وبالنسبة للمعالجة أشارت السكت أنها تهدف إلى : معالجة التهاب الملتحمة والقرنية الجاف و التخلص من الانزعاج وتأمين سطح بصري أملس ومنع حدوث أذية بنيوية في القرنية.
ويمكن استعمال واحدة أو أكثر من الوسائل التالية وبنفس الوقت المحافظة على الدموع الموجودة:
– إنقاص درجة حرارة الغرفة : تجنب التدفئة المركزية وذلك بإنقاص تبخر الدموع إلى الحد الأدنى .
-إجراء رفو “خياطة “الأجفان :الذي ينقص مساحة سطح الفرجة الجفنية مما قد يكون مفيداً ويعوض الدمع المفقود عن طريق قطرات الدمع الاصطناعي ولكن السلبية الأساسية في القطرات هي قصر مدة تأثيرها وحدوث التحسس للمواد الحافظة وهذه الأخيرة يمكن تجنبها باستعمال مستحضرات خالية من المواد الحافظة
وهناك الهلاميات التي تعتبر مفضلة على القطرات لأنها تستعمل بتواتر أقل
والمراهم التي تستعمل عند النوم وتستخدم قطرة دوائية خاصة للمرضى الذين لديهم خيوط قرنية ولويحات مخاطية.
ولإنقاص تصريف الدمع يمكن إغلاق النقاط الدمعية للحفاظ على الدموع الطبيعية وإطالة مفعول الدموع الصناعية وتكمن فائدته العظمى في مرض التهاب الملتحمة والقرنية الجاف الشديد وبخاصة إذا ترافق مع تأثيرات سمية ناجمة عن المواد الحافظة
وهناك الإغلاق المؤقت للنقاط الدمعية الذي يمكن تحقيقه بإدخال سدادات الكولاجين المتوافرة تجارياً ويمكن إجراء الإغلاق المؤقت باستعمال الأرغون, والإغلاق الطويل الأمد القابل للعكس الذي يستمر عدة أشهر ويمكن أن نحققه باستخدام السدادات السيليكونية .
والإغلاق الدائم للحالات الشديدة ويتم إجراؤه بواسطة الكي اللطيف للمخاطية المبطنة للقناة الدمعية وهذا النوع ينبغي تجنبه عند المرضى الشباب.
وعن أهم سبل الوقاية من مرض العين الجافة قالت هي :تجنب الجلوس لمدة طويلة أمام شاشات الكمبيوتر والموبايل والتاب مع أخذ فواصل راحة منتظمة عند العمل الطويل على الكمبيوتر أو عند القراءة الطويلة وترطيب الهواء في العمل والمنزل والحصول على كمية كافية من النوم والابتعاد عن أماكن التدخين وتجنب الرياح والغبار ما أمكن ،والحفاظ على رطوبة الجسم وشرب السوائل وتجنب الجلوس لوقت طويل في الغرف المكيفة. جنينة الحسن