كثرت في الآونة الأخيرة الأحاديث عن وباء الكورونا الذي اجتاح العالم وحصد الكثير من الأرواح وللحد من أضراره وتداعياته على صحة الإنسان بدأت التجارب من قبل بعض الدول لتصنيع لقاح لهذا الوباء ,لكن هذا اللقاح البعض قبله والآخر رفضه .
وحول ذلك التقينا الدكتور شفيق يازجي اختصاصي أمراض الجهاز العصبي, الذي أوضح أن ظاهرة رفض اللقاحات هي ظاهرة قديمة وليست حديثة العهد فعندما اجتاح وباء الجدري أوروبا وأمريكا وقتل مئات الآلاف من سكان هاتين القارتين عام ١٧٩٨ عندها نجح ادوارد جينر في استخلاص جرعة خفيفة من بثور المصابين بالجدري وحين لمس نجاحا في تجاربه الأولى انتقل عام ١٨٠١ إلى تعميم اللقاح على البريطانيين, لكن فكرة التطعيم اصطدمت بمعارضة من المواطنين لأسباب متعددة مما جعل الحكومة البريطانية تتمهل بين الاختيار والإجبار وبين التشجيع والعقوبات على من يرفض اللقاح مع تقديمه مجانا.
وبين الدكتور يازجي أنه استغرق قبول اللقاح أعواماً عديدة وكذلك في مرض الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف والكزاز والسعال الديكي وشلل الأطفال الوبائي.
وأكد الدكتور يازجي أن اللقاح هو ضمان للفرد والمجتمع من انتشار الأوبئة فإلزاميته تحمي المجتمع ,معرجا في حديثه عن وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في رفض أو قبول اللقاحات فهم يستغلون طبع الإنسان وخوفه من المجهول ومن المغامرة.
وقد وُصِفَ التطعيم بأنه واحد من أرقى الانجازات للصحة العامة وان التردد في قبوله هو من بين أكثر الأخطاء التي تواجه الصحة العالمية على الرغم من انه لا يوجد تطعيم فعال بنسبة ١٠٠ بالمئة.
أخيراً
إن ظاهرة التشكيك باللقاحات هي ظاهرة قديمة رافقت جميع اللقاحات ولاتقتصر على كوفيد ١٩ فهل يمكن أن نستفيد من تجارب الماضي من أجل قبول اللقاح الجديد سؤال برسم المستقبل .
شيم يازجي