الفن والشعر نافذتان للإبداع في أعمال الفنان منيف كنوزي

تأثر  الفنان منيف كنوزي  ببيئته الجميلة  النضرة التي نشأ فيها ،  فجمالها الأخاذ أثر في نفسيته  و ذائقته الفنية وشكل له  مصدر إلهام، فاستطاع  تفجير مكامن الإبداع  لديه في مجالي الرسم  والشعر  ليقدم أعمالا فنية مميزة بريشة الفنان  ولغة الشاعر وأحاسيسه  .

حس فني

عن بداياته وميوله الفنية والشعرية قال :ترعرعت في بلدة جميلة  تتمتع بمناظر خلابة  في بيت ريفي قديم يقع وسط القرية و كنت أحمل أوراقي وقلمي وأراقب حركة الناس من باعة متجولين كانوا يتوافدون إلى القرية يحملون بضائعهم على وسائل نقل مختلفة من أحصنة وجمال ودابة ، وكنت أرسم ما أراه أمامي من مناظر طبيعية  وحركة الناس   كما أن والديّ كانا يتمتعان بحس فني  مميز برز ذلك من خلال أعمالهما  اليدوية فالوالد كان يتمتع بذوق فني  واضح من خلال صناعة السلال التي كانت شائعة وقتها ووالدتي من خلال أعمالها اللافتة في صناعة الأطباق من “صوانٍ ومزهريات” مصنوعة من سنابل القمح الملونة والمصنعة من المواد المتوفرة والرائجة في تلك الفترة ، وفي مرحلة الدراسة الابتدائية لاحظ أساتذتي امتلاكي لموهبة الرسم وتميزي عن زملائي   وكان المدرس يطلب مني رسم  الخرائط والرسومات و زملائي في الصف  ينقلون الرسومات عن السبورة ويرسمونها في دفاترهم، وكنت أسمع عبارات المدح والتشجيع وكان لهذا الأمردوراً هاما في صقل  موهبتي وتنميتها  فحب الرسم سكن في  وجداني  منذ الصغر وهو عالمي الداخلي الذي ارتاح فيه وألجأ إليه .

 وتابعت رسم ما أراه  من مناظر  طبيعية جميلة ومع  مرور الأيام توسعت خبرتي الفنية  بحيث أصبح لدي مخزون  واسع  وتجربة كبيرة  في استخدام الألوان وكيفية تمازجها وانسجامها  وفي رسم الشخصيات والمواضيع المتنوعة .

و أضاف :بعد أن حصلت على شهادة البكالوريا تقدمت  إلى مسابقة معهد إعداد المدرسين في دمشق قسم التربية الفنية وتعرفت في المعهد على الألوان عموما وعلى كل الجوانب المتعلقة باختصاصات المادة كالرسم الهندسي والزخرفة والإعلان وتصميم الشعارات والماركات والديكور والتصوير والنحت  وكنت محظوظا بتعرفي على أساتذة كبار منهم ممتاز البحرة وناظم جعفري وتيسير حباس وممدوح قشلان .

 الفن الواقعي

وعن المواضيع التي يتناولها قال : عملت في اختصاصات عديدة منها الإعلان وأقمت معرضا عن الانتفاضة الفلسطينية سنة 1992 بصالة الشعب بحمص بعنوان” دخول الانتفاضة عامها الخامس “وقد حققت نجاحا كبيرا ولاقى المعرض صدى جميلا  وصممت الشعارات وقدمت البعض للتلفزيون العربي السوري والفضائية السورية ،كما لدي أعمال بالحرق على الجلد والخشب  وأعمال زخرفة وبمواد مختلفة ورسمت لوحات بالزيتي  وبالفحم وقلم الرصاص والباستيل والمائي ونجحت في رسم البورتريه وبلغ  عدد الشخصيات التي رسمتها أكثر من 650شخصية ويغلب على أعمالي الفن الواقعي الصرف وكل مواضيعي من الواقع المعاش حصرا .

رابط قوي

وعن  ارتباط  الرسم بالشعر قال : بين الرسم والشعر رابط قوي جدا وهما إخوة هكذا أراهما  ومنذ الصغر حاولت كتابة الشعر وكنت ميالا للمحكي منه و الزجلي وكنت اسمع دائما عبارات التشجيع والثناء ، وكانت بداياتي الجادة في الكتابة في عام 1992 وكتبت قصائد عديدة وبمناسبات مختلفة  وأصدرت ديواني الأول عام 2000 بعنوان “ضيعتنا والثاني سنة 2010 بعنوان” وادينا وضيعني ” كما شاركت في العديد من الندوات المشتركة مع مجموعة من الشعراء وأحيانا في ندوات افرادية في حماة بالمركز الثقافي العربي وفي حمص بمدرسة محارب الأحمد ورابطة الخريجين الجامعيين  وفي زيدل وكفرام ومرمريتا والمشتاية والناصرة والزويتينة وحبنمرة .

 وعن معارضه الفردية الفنية  قال :  لدي معرضين خاصين الأول عام   1978 والثاني  عام  1984 ومعرض في المركز الثقافي بدمشق  في أبو رمانة عام 1998 وفي المركز الروسي 1979 وفي صالة الخانجي بحلب عام 1998 وفي صالة الشعب بحمص 1992 .

  الحالة النفسية

وعن الأوقات التي يرسم فيها قال : لا يمكن لشاعر أو رسام أن يقرر الوقت الذي سيكتب فيه أو يرسم ، فأحيانا اكتب الخاطرة في وسائط النقل أو في الشارع وكم من مرة خطرت في بالي مطالع لقصائد عديدة وأنا امشي بالشارع وكنت  مباشرة أدونها وأكثر من مرة استيقظت على عبارة أو كلمات زجلية موزونة رددتها أثناء نومي ، والرسم يتبع الحالة النفسية والليل صديق الشعراء والفنانين  وكثيرا ما فاجأت عائلتي في الصباح بإنجازي لوحة أو قصيدة  وأكثر الأحيان اشعر أني بحاجة لأرسم أي شيء وقد يكون الوقت غير مناسب.

الغاية المنشودة

وعن أهمية الموهبة والدراسة الأكاديمية  للفنان قال : لولا الموهبة أساسا لا يمكن الحديث عن أية إمكانية في الرسم مطلقا وهنا تأتي أهمية الدراسة والمعلومات الأساسية والضرورية لصقل الموهبة وتنميتها والارتقاء بها للوصول إلى الغاية المنشودة .

ومن الرسامين الذين تأثر بهم قال :تأثرت بالأستاذ ممتاز البحرة من ناحية الأشخاص والخطوط وبالأستاذ ناظم جعفري من حيث المواضيع والألوان.

غلاء فاحش

وعن الصعوبات التي تواجهه قال :  إنها عديدة كغلاء المواد الفاحش وصعوبة النقل والتنقل وارتفاع أسعار وأجور النقل وانقطاع التيار الكهربائي  والعرض والتسويق سواء في مواد الرسم أو في الكتابة والطبع.

 يذكر أن الفنان منيف كنوزي من مواليد 1950 وهو خريج معهد إعداد المدرسين .

هيا العلي

المزيد...
آخر الأخبار
في ختام ورشة “واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة”.. الجلالي: الحكومة تسعى لتنظيم هذه... سورية: النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الج... فرز الخريجين الأوائل من المعاهد التقانية إلى عدد من الجهات العامة أفكار وطروحات متعددة حول تعديل قانون الشركات في جلسة حوارية بغرفة تجارة حمص بسبب الأحوال الجوية… إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه الملاحة البحرية مديرية الآثار والمتاحف تنفي ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام حول اكتشاف أبجدية جديدة في تل أم المرا ب... رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من القطاعات القبض على مروج مخـدرات بحمص ومصادرة أكثر من 11 كغ من الحشيش و 10740 حبة مخـدرة "محامو الدولة "حماة المال العام يطالبون بالمساواة شراء  الألبسة والأحذية الشتوية عبء إضافي على المواطنين... 400ألف ليرة وأكثر  سعر الجاكيت وأسواق الب...