استطاعت الفنانة التشكيلية عفاف خرما من خلال تجربتها الطويلة في عالم الفن التشكيلي أن تسجل حضورا مميزا بأسلوبها المنفرد وبراعتها في التعبير عن كل ما تراه من أشياء تستهويها بنظرة مختلفة وخيال فنان مبدع متمكن من أدواته ولتحوله إلى قيمة فنية تشكيلية تأسر خيال كل متذوق .
تجارب وأعمال بتقنيات مختلفة
عن تجربتها الفنية ونشاطاتها قالت : أحببت الرسم منذ الصغر وكنت أنفذ موضوعات المدرسة بكل رغبة ومحبة وازداد تعلقي بالرسم في المرحلة الثانوية ولاقت أعمالي إعجاب الأهل والمدرسة وكان هذا مشجعا لمتابعة دراسة الفن بعد الثانوية، وبعد تخرجي من كلية الفنون الجميلة واجهتني بعض الصعوبات بسبب عملي في التدريس ومسؤوليتي تجاه الأسرة وأعباء المنزل ، وقمت بفترات متقطعة برسم بعض الأعمال المائية وفي عام 2006 كان لي مرسمي الخاص في حي من أحياء دمشق القديمة والذي سمي بحي “الفنانين” في تلك الفترة لتواجد مراسم لأكثر من عشرين فنانا ولهم مكانتهم في الحركة التشكيلية وكان لتواصلي معهم دور هام ومشجع لي للعمل والمتابعة .
وتابعت :في البدء كانت لي تجارب وأعمال بتقنيات ومواد مختلفة وألوان مائية كولاج ألوان الباستيل الذي أحببت العمل به ونفذت العديد من أعمالي بهذه المادة .
مستقاة من الواقع
وعن المواضيع التي تتناولها قالت : موضوعاتي مستقاة من الحياة اليومية وأرسم كل ما يقع عليه بصري من أشياء مهملة ومنسية تستهويني بشكلها وتوضعها والعلاقة فيما بينها وربما بلحظة انسكاب الضوء بدرجاته عليها وتماهيه مع الألوان والظلال أنقله إلى لوحتي ضمن تكوين معين قد أضيف إليه أحيانا أو أحذف بما يتناسب مع التكوين وتوزيع اللون ضمن اللوحة .
المرأة بحالاتها المتعددة
وأضافت :رسمت المرأة في حالات متعددة بعضها بورتريهات وتنحى أعمالي نحو الواقعية وربما أقرب إلى الكلاسيكية في التكوين والعمل على الضوء والظل نفذته بألوان الباستيل والاكريليك .
مشاركات متعددة
وعن نشاطاتها الفنية قالت :أشارك سنويا في معرض الخريف السنوي للفنانين التشكيلين في سورية ولي العديد من المشاركات في معارض جماعية داخل القطر ومشاركة خارجه و معرضي الفردي الأول عام 2020 في صالة عشتار بدمشق ومعرضي الفردي الثاني في حمص في صالة الاتحاد .
الثقافة الفنية
عن أهمية الموهبة والدراسة الأكاديمية للفنان قالت :الفن موهبة لدى الفرد ولكن يجب صقلها بالدراسة والمتابعة والاهم متابعة الموضوع بجدية وتغذيته بالثقافة الفنية والتعرف على المدارس الفنية المتعددة والاطلاع على أعمال الفنانين وأساليبهم وتقنياتهم .
حافز للعمل
عن رأيها بالنقد قالت : النقد الإيجابي يعطي الفنان حافزا للعمل أما النقد السلبي عندما يكون موضوعيا وهادفا فهو بناء ولابد من تقبله والأخذ بعين الاعتبار اختلاف وجهات النظر و الآراء حول العمل الفني.
مرحلة فنية جديدة
عن رأيها بالحركة التشكيلية قالت : تزخر الحركة التشكيلية السورية بالعديد من التجارب الهامة والمتميزة منذ الستينيات وحتى اليوم، وقد ساهم افتتاح صالات العرض الخاصة بالإضافة لوجود الصالات والمراكز الحكومية وإقامة المعارض لأهم الفنانين وتسويق الأعمال واقتنائها إلى زيادة النشاط في الحركة ولكن خلال الحرب التي شنت على سورية تراجعت الحركة الفنية بسبب إغلاق صالات العرض ومنذ فترة استطاعت الحركة الفنية أن تنهض من جديد وسيكون ذلك بناء لمرحلة فنية جديدة .
يذكر أن الفنانة التشكيلية عفاف خرما من مواليد حمص عام 1951 خريجة كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق دبلوم في التأهيل التربوي وعملت في تدريس مادة التربية الفنية في ثانويات ومعاهد: حماة وحمص ودمشق .
العروبة-هيا العلي