ومضات من تاريخنا السوري ماني والمانوية

بين الباحث في التاريخ وعضو جمعية العاديات في حمص المهندس نهاد سمعان في بحثه المعنون ب«ومضات من سورية» أن الومضات المشرقة أكثر من أن تعد وتحصى في تاريخنا فهي في مجال الاختراعات ..تبدأ من الإبرة والدولاب وسكة المحراث….ولا تنتهي باكتشاف الخبز والنبيذ والصابون والدبس والحلاوة والحرف والقلم والتقويم والمقاييس والمكاييل والنوتة و الأورغ والدف والمزمار …. أما في مجال الفكر والفلسفة والأدب والثقافة فقد أنجبت لنا سورية حمورابي وأشور بانيبال وزينون الرواقي… وسرجون الأكادي ونارام سين.
*ثم بين الباحث ان المؤرخين ظلموا ( ماني وأتباعه) فقد ولد ماني في ماردين من أب اسمه فاتك وقد تولى تربيته حتى الثانية عشرة من عمره, إلى أن أتى الوحي على ماني كما ادعى فهجر طائفة أبيه ,وذهب لينشر دعواه في أرجاء المعمورة لقد كان رساما وخطاطا وطبيبا وخطيبا وبليغا وكان يدعي أن توءمه الروحي قرينه يظهر له ويرشده إلى ما يجب أن يقوم به .. بدأ دعوته من المدائن عاصمة الفرس ثم الهند ثم عاد إلى مابين النهرين بلاده ثم عاد وتوجه إلى خرسان وأرسل المبشرين من أتباعه إلى الشطر الغربي لبلاد الشام ويقال أن زنوبيا قد اعتنقت المانوية بل وحاولت نشرها في مصر .. وقد كانت المانوية ديانة توافقية مسالمة … عندما استلم بهرام عرش فارس قام بالقضاء على ماني إرضاء لكهنة البلاط ..حاكمه محاكمة صورية وكان يعرف نتائجها سلفا فوضعت الأغلال بيديه ورجليه حتى مات بعد 26 يوما ….

« انطيوخوس ابيفانيوس »
أما الشخصية الثانية التي عرفنا بها الباحث نهاد سمعان فهي «انطيوخوس ابيفانيوس » الذي أمضى 13 سنة في الإقامة الجبرية في روما كرهينة , عندما كان ولياً للعهد تنفيذا لمعاهدة أفاميا بعد خسارة أبيه الحرب … وقد أصدر الملك انطيوخوس أمراً خطياً إلى شعوب سورية كافة , بأن يكونوا جميعهم شعباً واحدا, فأذعنت الأمم بأسرها لكلام الملك, وأمر الشباب المتحمس للاندماج بالدعم المادي والمعنوي فأقاموا مدرسة لتعليم اللغة الأبيقورية والرواقية , وأبطل ضرائب الشريعة, توفي انطيوخوس نتيجة المرض وهو يقوم بحملته باتجاه الشرق بالقرب من أصفهان أهم أعماله احتلال مصر, وإنهاء أحلامهم المجوفة بفلسطين وتثبيت هوية فلسطين ومدن الساحل.
سلوى ديب

المزيد...
آخر الأخبار