مسيرة فنية حافلة بالعطاءات المسرحية امتلكتها فرقة المسرح العمالي بحمص لتضيف إلى رصيدها الكثير و لتحقق مكانة مميزة وحضور واسع وكبير ليس على مستوى سورية وحسب وإنما على مستوى الوطن العربي، لتقدم الفائدة والمتعة والتفاعل من خلال عروضها المسرحية التي تهم الناس وتغني معرفتهم .
عن تأسيس الفرقة ونشاطاتها المسرحية حدثنا سامر إبراهيم أبو ليلي مدير المسرح العمالي بحمص :
مواضيع تهم الناس
تأسست فرقة المسرح العمالي بحمص على يد الكاتب والمخرج فرحان بلبل في سبعينيات القرن الماضي وقدمت العديد من الأعمال المسرحية المحلية والعربية والعالمية ، ونالت شهرة على مستوى سورية والوطن العربي وتوقفت الفرقة لعدة سنوات خلال فترة الحرب لتعاود نشاطها عام 2016 وقدمت عدة عروض داخل وخارج حمص ومن هذه الأعمال (خارج السرب _الأمهات –المفتش السري ) ويبلغ عدد أعضاء الفرقة 25 شخصا منهم 17 ممثلا وممثلة والباقي إداريين وفنيين تتراوح أعمارهم من 18_53 عاما .
وتحاول الفرقة تقديم أعمال جادة تتوخى من خلالها طرح مواضيع تهم الناس وتغني معرفتهم وثقافتهم وتثير الأسئلة حول تلك المواضيع ، لذلك حاولنا من خلال عرض (خارج – داخل السرب ) للكاتب الكبير محمد الماغوط طرح بعض أسباب الحرب التي تشن علينا ودور القوى الخارجية فيها ،ثم قدمنا مشهدا مسرحيا طويلا بمناسبة عيد العمال بعنوان (الأمهات ) يتحدث عن قيمة الشهادة ،وبعدها قدمنا عرض (المفتش السري )للكاتب الروسي غوغول الذي يتحدث عن الفساد والنفاق الاجتماعي, ومؤخرا قدمنا ضمن احتفالية اليوم العالمي للمسرح عرض(حمص مدينة مطرزة بالحكايات )تسرد قصص من مدينة حمص وتاريخها القريب البعيد .
مرهون بالبيئة
وعن أسباب نجاح وتعثر بعض الفرق المسرحية أكد أن ذلك مرهون بالبيئة و الثقافة الحاضنة للعمل الثقافي بالعموم والمسرحي بالخصوص ويجب الاهتمام أكثر بالفرق الناشئة وتقديم الرعاية والتدريب والدعم المادي واللوجستي وخاصة بعد ظروف الحرب القاسية وتراجع العمل الثقافي .
تقديم كل ما هو جديد
وأضاف :إن العرض المسرحي الناجح هو العرض الذي يلامس هموم الناس ويحرك مشاعرهم وعقولهم ويثير لديهم رغبات البحث وعدم الاستكانة إلى المعرفة المعلبة الجاهزة في عصر يجنح نحو الاستسهال والمعلومة السطحية ،ويجب أن يحقق معادلة المتعة والفائدة ويقدم ما هو جديد ومبتكر وإبداعي على صعيد الشكل والمضمون.
العمل والتدريبات
وتابع : نحاول الحفاظ على مستوى الفرقة من خلال الجدية بالعمل والتدريبات الدائمة ،ومن خلال حسن الاختيار وتدقيق النص .
وفي مهرجان العمال المركزي بدمشق 2016 تم منح الفرقة ثلاث جوائز (أفضل إخراج _أفضل ممثل _ أفضل ممثلة )في عرض خارج داخل السرب .
تمكين المواهب
و قال : نعمل على تطوير الفرقة من خلال استقطاب مواهب شابة بشكل دائم ورعاية وتمكين هذه المواهب من خلال البرامج الثقافية التي يخضع لها أعضاء الفرقة من قراءة وبحث في علوم المسرح والتمثيل .
وبالنسبة للصعوبات التي تعترضهم قال :إنها صعوبات تعترض معظم الفرق المسرحية في سورية وهي نتيجة لصعوبة الأوضاع الاقتصادية التي فرضتها العقوبات الجائرة على سورية وتداعيات الحرب.
وتحظى الفرقة بدعم من اتحاد عمال حمص وضمن الإمكانيات المتاحة .
هيا العلي