يعد مسرح تدمر التاريخي من أجمل المباني الأثرية بطرازه الروماني الذي يشتمل على مقاعد حجرية مرسومة بدقة فنية متناهية ومدرجاته التي تفصل بينها ممرات موزعة بشكل شعاعي.
ويمكن للجالس بأي مكان في هذا المسرح العريق رؤية ما يدور على منصة التمثيل التي تعتبر أهم وأبرز نقطة في المسرح والذي سعى تنظيم داعش الإرهابي إلى تدمير واجهته من أجل طمس الحضارة والثقافة التدمرية ومنع قيام المهرجانات التراثية الفنية والفعاليات الثقافية في هذه المدينة.
كما أن أبراج المسرح متوازية ومداخله ورحبته مزينة بالزخارف والنقوش الأخاذة وأعمدته الضخمة الرشيقة تحمل بدورها جبهة مثلثة نقش عليها قرص الشمس الذي يرمز إلى مدينة تدمر تتفرع عنه أشعة على شكل أغصان مثمرة ما يضفي قيمة جمالية على البناء والنمط المعماري.
و تميز المسرح بوجود خمس فتحات لأبواب الدخول بدلا من ثلاث كما هي العادة مزينة بجبهات مثلثية الشكل والباب المركزي يفتح نحو الداخل بمحور نصف دائري وفي حائط البوابة ثقوب لتعليق البرنامج والعروض التي كانت تعرض فيه من الكوميديا والتراجيديا والموسيقا.
و عثر خلال عملية رفع أنقاض هذا المسرح الذي كان مطمورا بالرمال في خمسينيات القرن الماضي على حاملة تمثال دلت الكتابة المنقوشة عليها على أن نقابة الدباغين أقامت تمثالا في المسرح عام 258 ميلادية لابن الملك أذينة كما تم الكشف عن 32 صفا من المدرجات المبنية بالحجارة الكلسية.
المزيد...