تتعرض مناطقنا في فصل الصيف إلى حرارة مرتفعة قد تؤدي إلى الإصابة بضربة شمس تؤذي الأطفال و كبار السن و أصحاب الأمراض المزمنة و الذين يضطرون للعمل تحت أشعة الشمس.
ولتسليط الضوء على هذه الأضرار وسبل تفاديها التقت العروبة الدكتور فرحان القاسم الذي تحدث عن ضربة الشمس و خطرها و العلامات الرئيسية لها والنصائح لمواجهتها و التخفيف من أثرها بقوله: تعد ضربة الشمس من الإصابات الخطرة التي تهدد حياة الإنسان، وتندرج تحت قائمة الحالات الحرجة، لأنها تؤدي إلى ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم، ما ينتج عنه فقدان السوائل والأملاح المعدنية الهامة التي يحتاج إليها الجسم وينتج عنها حدوث خلل في الوظائف العصبية للمخ، وتلف جزء من الدماغ فوراً، ويتبعها حدوث خلل في أداء الأعضاء ,ويحدث ذلك عندما تصل درجة حرارة الجسم إلى 41 درجة مئوية، وقد تؤدي حالات ضربات الشمس القوية إلى الوفاة، نتيجة الخلل الذي تسببه بأجهزة الجسم الحيوية، مثل القلب والدماغ والكبد والرئتين والكليتين، والتأخير في تقديم الإسعافات الضرورية اللازمة والعلاج السريع يؤدي إلى تطور الحالة سلبياً، وتزداد سوءاً خلال ساعات أو أيام قليلة خاصة كبار السن والأطفال.
و عن العلامات الرئيسية لضربة الشمس قال: ارتفاع درجة حرارة الجسم وجفاف البشرة واحمرارها، والإحساس بالتعب والدوخة والدوار، مع حدوث نقص شديد في العرق، وتسارع ضربات القلب، والإصابة بالصداع ، و ضعف وتشنج في العضلات، والإرهاق الشديد نتيجة ارتفاع درجة حرارة الجسم، وصعوبة التنفس والبلع، وزيادة معدل النبض، و القيء والغثيان، واحمرار الجلد، وفقدان الوعي، وحدوث اضطرابات سلوكية، والهلوسة والارتباك، وقد تتطور الأعراض أحياناً لتصل إلى الفقدان الكامل للوعي وحدوث الإغماء.
و عن الإجراءات الفورية التي يجب اتخاذها قال: يعتمد شفاء المصاب بسرعة وتعافيه على تبريد الجسم سريعاً، وإبعاده عن مصدر السخونة والحرارة، أو نقله إلى مكان مكيف إن أمكن، وإن لم نتمكن من ذلك يتم رش المياه على ملابسه وجسمه وتغطيته بأغطية مبللة، ووضعه أمام المروحة بشكل مباشر، حتى يشعر المريض بالبرودة وتغيير حالة سخونة الجسم و إذا كان المصاب طفلاً يفضل ترطيبه بالماء العادي في حوض، ومن الخطأ تغطيسه في ماء بارد حتى لا يصاب بصدمة عصبية، ويراعى أن يكون هناك مصدر للهواء، ويتم قياس درجة حرارة المصاب باستمرار. كما يجب تناول كميات من العصائر الطبيعية طوال اليوم، ويظل المريض يومين في جو بارد بالمنزل، مع عدم التعرض للطقس الساخن طوال هذه الفترة، أما في ضربات الشمس القوية، وحالات الإعياء الشديد، فيجب نقل المريض فوراً إلى أقرب مشفى, و عند انخفاض درجة حرارة الجسم إلى 37 درجة مئوية يجب التوقف عن تبريد جسم المصاب .
وتابع: لتجنب الإصابة بارتفاع درجات الحرارة وضربات الشمس، ينصح بتغطية الرأس لمن يعملون تحت أشعة الشمس المباشرة، والخلود للراحة عند أي شعور بالإرهاق والتعب والإعياء، وشرب كميات كافية من المياه والسوائل، لإمداد الجسم بما فقده من أملاح ومياه تساعده على تبريد نفسه ذاتياً، وشرب المياه باستمرار حتى ولو لم يكن هناك إحساس بالعطش، كما ينصح بضرورة تهوية المنازل باستمرار، مع مراقبة الأطفال ومنعهم من الخروج أثناء موجات الحر الشديدة، ومراقبة حرارة أجسامهم ورؤوسهم باستمرار. ويعتبر الأطفال تحت سن الـ 5 سنوات وكبار السن من يتجاوزون سن الـ 65، الأكثر عرضة للإصابة بضربات الشمس لأنهم يستجيبون بسرعة لتغيرات الحرارة، والمصابون بالأمراض القلبية والمصابون بارتفاع ضغط الدم، والسكر، وأمراض الكلى، والرئة هم الأكثر عرضة للإصابة بضربات الشمس.
و عن النصائح للتخفيف من أثرها قال: تجنب تناول الوجبات الثقيلة ومحاولة تقسيمها إلى وجبات خفيفة 4 مرات في اليوم، والابتعاد عن الأطعمة الحارة والتوابل الكثيرة، وأيضاً الأغذية الدهنية والمقلية، وتناول الحساء والحليب قليل الدسم للحفاظ على الجسم رطباً وتناول الأطعمة سهلة الهضم ، مع تناول الكثير من الفواكه والخضراوات التي تحتوي على الماء وفيتامين C في النظام الغذائي,و تلطيف الجسد برشه ببعض الماء، وشرب الماء قبل وبعد ممارسة الرياضة، وتعويض الجسم من الأملاح المفقودة ببعض العصائر والسوائل الطبيعية,و أخذ حمام بارد باستمرار في الأجواء الحارة عندما يشعر الإنسان بالسخونة في جسده، والحرص على ارتداء ملابس خفيفة، فمثلاً الألوان الفاتحة تعكس حرارة الشمس. واستعمال المظلة الشمسية أو القبعات الواقية لمنع التعرض المباشر لأشعة الشمس.
مبينا أن معظم الفواكه تحتوي على نسبة وفيرة من المياه، تساعد الجسم في خفض حرارته، وترطيبه، وتزويده بالسكر الذي يحتاجه، وبسعرات حرارية أقل، وفيتامينات أكثر و أهم الفواكه التوت الذي يحتوي على نسبة مرتفعة من المياه تتجاوز الـ 70%، ويعمل على ترطيب الجسم، ويقاوم التجاعيد لاحتوائه على مضادات الأكسدة و كذلك البطيخ و التفاح اللذان يحتويان على كميات عالية من الماء و الألياف و يعملان على الحفاظ على البشرة و الجلد في الشمس بالإضافة للخيار و اللبن و كل الوجبات الغذائية الحاوية على الماء.
جنينة الحسن