يهتم الإحصاء من الناحية العلمية بجمعِ وتلخيصِ البيانات وتمثيلها و القدرة عبر الاستقراء من الوصول إلى استنتاجات لحل مشاكل معينة , ويقترح العاملون فيه الحلول معتمدين على عدم تجانس البيانات في المخططات الناتجة..
و اليوم يعتبر من أهم العلوم التي تتوقف عليها التنمية السياسية والاقتصادية والثقافية الخ… وعلى مبدأ (من يحسب .. يسلم) فإن اتباع خطوات دقيقة و صحيحة قبل البدء بأي مشروع يمكّن المنشآت سواء التابع منها للقطاع العام أو الخاص القيام بالأعمال والمهام والواجبات المنوطة بها على الوجه المطلوب إذا ما توافرت لها المعلومات والبيانات والمؤشرات الإحصائية وعلى درجة من الدقة والشمول ..
وبشكل عام يعتمد الاقتصاديون اعتماداً كبيراً في رسم السياسات الاقتصادية على الأساليب الإحصائية من خلال دراستهم لعدد من المواضيع ذات العلاقة الوطيدة بالاقتصاد كإحصاءات الدخل القومي والإنفاق الاستهلاكي والتجارة الداخلية والخارجية والإنتاج الصناعي والزراعي والأرقام القياسية لأسعار السلع والخدمات وتكاليف المعيشة والإحصاءات المتعلقة بالبنوك والاستثمارات والمدخرات والإحصاءات السكانية والحيوية…
ومن المعروف أن استخدام الأساليب الإحصائية أصبح من الأعمدة الأساسية التي يركن إليها في التوصل للحلول المناسبة لكثير من المشاكل والقضايا التي تهم المجتمع كقضايا الصحة والتعليم والزراعة والصناعة والتجارة, حيث تكمن أهمية علم الإحصاء في أنه استطاع في الآونة الأخيرة أن يضع أساليبه العلمية ونظرياته موضع التطبيق بالإضافة إلى أهميته النظرية وفوائده التطبيقية الواسعة ويعكس ذلك الاتجاه الحديث للإحصاء واستخدامه بواسطة المنشآت على اختلاف أنواعها وأنشطتها في سبيل الوصول إلى قرارات أقرب للصواب ..
اليوم …و بعد معرفتنا بأن كل التقارير الإحصائية التي تدرس وترصد تقلبات الأسعار و التضخم غيرالمقبول في تسعير كثير من المواد الاستهلاكية الرئيسية ….وغيرها من التفاصيل كلها توضع على طاولة الجهات المعنية بهدف إصدار قرارات تحسن من معيشة المواطنين ..
ويبقى السؤال المطروح هنا إذا كانت كل عمليات الإحصاء واضحة وأمام المعنيين فإلى متى ستبقى حسابات الإحصاء مختلفة و بعيدة كل البعد عن حسابات البيدر,ولسان حال المواطن يقول (من يَحسب …ليس بالضرورة له أن يَسلم)!! فالواقع ليس بحاجة لمزيد من الحسابات المتكررة ,و إنما لقرارات فعلية وجادة تحسن من واقعه المعيشي ..
هنادي سلامة
المزيد...