هاتف المساء

بيتٌ بلا وقتٍ ،وسقفُ الروحِ
من صمتٍ ينوحْ
والبابُ أوصَدَهُ الغيابْ
وقتٌ، بلا وقتٍ ..ولا..
لا منْ صباحاتٍ تهلُّ،
ولا مساءاتٌ تروحْ
والروحْ…
تنداحُ في أطباقِ وحشتِها
وترفو جرحَها
في حلْكَةِ الأفقِ المغلَّفِ بالرّمادِ وبالضبابِ لتستريحْ
وقتُ بلا وقتٍ … تُراهُ البيتُ غابْ ؟!
قمرٌ ، بلا ضوءٍ يتوهُ …
ووحدَهُ..في ظُلْمةِ الأمداء…
والنجمُ مرتجفُ المفاصلِ في العراءْ
حيرانَ..ينتظرُ النداءَ
ولا يبوحْ
مدُنٌ تُزاولُ وحْلَها
ومساؤها المنسيُّ يخبو ..علّها …
ستدقُّ بابَ خرابِها
في هجعَةِ اليأسِ المغلغلِ في الوريدِ يدُ السرابْ
صوتٌ يجيءُ مساءَها
و.. “هيْتَ لكْ “.. ياسيّدَ الأبوابْ
فيسوقُها مجرىً تَخَضَّبَ بالأنينْ
ما بينَ تيهِ الضفّتينْ
في الضّفّةِ اللهفى نداءٌ للقصيِّ المستحيلْ
والضفّةِ الأنأى… انهمارُ صدى الحنينْ
صوتٌ يجيءُ مساءَها المنسيَّ ، يقطُرُ بالضياءْ
عطْرٌ تأخّرَ سكْبُهُ ..لكنّهُ…
يطوي الضّفاف إلى حدودِ الياسمينِ المُستَباحْ
مطرٌ ، يُوافي حقلَها
نورٌ ، ويزهِرُ نجمُها
وتَرٌ
و ترٌ ، يُراوِدُ دمعَها
حَبَبٌ على شفةِ المساءِ
وصبوةُ العتباتِ
وجدُ البابِ إذ يهفو لخَطْوِ الغائبينْ
صوتٌ.. يُؤاخي بينَ شكٍّ ويقينْ
أَلَقُ المرايا في صفاءِ الروح
غُدْرانٌ منَ الألوانِ
ترقصُ في الضياءْ
نشوى ..يُنمنمُها انسيابُ الماءْ
يلهو على أغصانها الطيرُ المُعَمَّدُ بالبهاءْ
حلمٌ تاَجَّلَ
أو تأخّرَ
أو تيبّسَ
فوق أمداءِ السؤالْ
صوتٌ يؤَجِّجُ حلمَها وقدِ استحالَ
إلى مُحالْ ..
هلّا دنوتَ قصيدةً ؟
فلدَيَّ ما يكفي من الأوجاعْ
ممّا قد يليقُ بنا
لكي نبقى على قيدِ التياعْ
طيفٌ ..
بلا طينٍ يطوفْ
يسري بليلتها الصدى الماسيُّ
يطْفرُ دنُّها
ويطوفُ بالكأسِ النبيذْ
آنَ اكتمالِ حلاوةِ العنقودِ
في دنِّ الخريفْ
يتأرجحُ القمرُ الموَلَّهُ في استفاقتهِ
يُغَرْبِلُ دُرَّهُ الصافي
وينثُرُ ليلَها بالنيّراتْ
فوقَ الذروةِ القصوى
وتأتلِقُ الصلاة
غادة اليوسف

المزيد...
آخر الأخبار