استطاعت المغنية اكتمال حاماتي أن تسجل حضورا بارزا في عالم الغناء فعشقها وشغفها بالغناء منذ الصغر وتأثرها بصوت “السيدة فيروز” كان الدافع القوي وراء صقل موهبتها أكاديميا في معهد” إعداد المدرسين ” لتتعلم أصول وقواعد الغناء وتتألق في مشاركاتها الغنائية .
منذ الطفولة
عن بداياتها ومشاركاتها الغنائية قالت : البداية كانت منذ الطفولة فقد كنت أستمع بشغف إلى الأغاني الجميلة, وكان صوت السيدة فيروز يسحرني ،وهذا دفعني لأترقب الأوقات التي تذاع فيها أغانيها لأستمع إليها بكل أحاسيسي وخاصة الفترة الصباحية ، و كانت هذه فرصة لكي استمتع بصوتها الساحر و أحفظ ما استطعت من أغانيها لأرددها في البيت والمدرسة من خلال النشاطات التي تقيمها مدرستي آنذاك، وكان زملائي وزميلاتي يبدون إعجابهم بصوتي ويشجعونني على الغناء ووقتها لم أكن على دراية بأصول وقواعد الغناء وكان غنائي عفويا لأغاني السيدة فيروز وبعض الأغاني الشعبية .
وبعد حصولي على الشهادة الثانوية كان معهد إعداد المدرسين (قسم الموسيقا ) هدفي بقصد اكتساب العلم والمعرفة في مجال الموسيقا والغناء ومن خلال دراستي في المعهد تعرفت على جميع قوالب الغناء العربي وتعلمت العزف على آلة العود والأكورديون وكم كانت سعادتي عارمة عندما بدأت التعرف على المقامات الموسيقية والإيقاعات التي تعتبر من أهم أسس الغناء العربي وكان جل اهتمامي التمكن من مخارج الخروف والنطق السليم لحروف اللغة العربية وطريقة التنفس الصحيحة أثناء الغناء وكل ذلك ساهم بتطوير أدائي وساعدني على الغناء التعبيري .
الغناء الأصيل
وعن نوع الغناء الذي تؤديه قالت : أعشق الغناء الأصيل وأفضل الغناء باللغة الفصحى واطمح للمساهمة في الحفاظ على أصالة الغناء العربي من خلال تقديمه على المسارح وعدم التخلي عن القصيدة والموشح والموال وقوالب الغناء العربي .
انطلاقة جديدة
وعن مشاركاتها الغنائية قالت :خلال دراستي في المرحلتين الإعدادية والثانوية كانت مشاركاتي تقتصر على بعض النشاطات المدرسية ، وفي السنة الثانية من دراستي في المعهد شاركت مع فرقة نقابة المعلمين التي أسسها الفنان محيي الدين الهاشمي والتي تتبنى بشكل أساسي الغناء العربي الكلاسيكي (موشحات _قصائد ) إلى جانب بعض الأغاني لمطربين كبار كالسيدة أم كلثوم والسيدة فيروز ، وشاركت هذه الفرقة في مهرجان الموسيقا العربية بمصر لمرتين متتاليتين و مشاركات في مهرجان الثقافة الموسيقية الذي يقيمه فرع نقابة الفنانين بحمص وكان لي مشاركتي وحضوري مع فرقة فرع حمص لنقابة الفنانين بعدة حفلات ضمن محافظة حمص ، أما في عام 2019 فقد شاركت مع فرقة السلام التابعة لمعهد إعداد المدرسين ضمن فعاليات مهرجان الثقافة الموسيقية الثامن عشر وغنيت بعض من ألحان الفنان وسام مشرقي ، وفي عام 2018 قمت بتشكيل كورال كنسي لأداء التراتيل وتم تقديم برنامج الكورال على مسرح دار الثقافة عام 2019 ،أما المشاركة الأخيرة وهي الأهم فقد كانت مع فرقة فرع حمص لنقابة الفنانين بقيادة الفنان مروان غريبة خلال الشهر السادس من هذا العام وقدمت ثلاث أغان ولاقت استحسان الجمهور ، وأعتبر هذه الحفلة من الحفلات التي شكلت مفصلا هاما وانطلاقة جديدة بالنسبة لي في عالم الغناء ومنحتني الثقة لكي أتابع مشواري مع الغناء على المسرح بعيدا عن الغناء المنتشر حالياً و الفاقد للهوية والذي لا استسيغ معظمه .
وأضافت :كم هائل من الأغاني يتم طرحها عبر وسائل الإعلام المرئي والمسموع ووسائل التواصل التي لا يعنيها نوع ومستوى الغناء بقدر ما يعنيها الربح من خلال استثمار أصوات عدد كبير من المطربين وتقديم غناء استهلاكي يتم تسويقه عبر برامج تجارية لا تحمل أي قيمة فنية أو قيمة وجدانية تخدم الإنسان وإنما قد تكون مخربة لجيل الشباب الذي تتم مصادرة ذوقه من خلال تقديم صورة بصرية (فيديو كليب ) تجعل من المتابع يفقد التركيز على اللحن والكلمة أو الصوت لينشغل بالصورة بشكل أساسي وبالتالي تمرير ألحان سطحية وكلمات خالية من أي قيمة إنسانية.
التمكن من العلوم الموسيقية
وعن مواصفات المطرب الناجح قالت : من وجهة نظري فإن جمال الصوت وعذوبته شيء أساسي ولكنه غير كاف فلا بد من صقله وبنائه بالشكل الصحيح بالتدريب والتمكن من العلوم الموسيقية الأساسية كعلم المقامات والإيقاع وأصول الأداء وضبط مخارج الحروف والاهتمام بالثقافة العامة والموسيقية بشكل خاص ومن الضروري إجادة العزف على إحدى الآلات الموسيقية وأن يكون محبا للشعر وقادرا على فهمه وتذوقه .
ألوان مختلفة
وعن رأيها بالأغنية السورية قالت : لا يوجد أغنية سورية أو مصرية أو لبنانية بل هناك أغنية عربية ولكن لها ألوان مختلفة منها اللون السوري وغيره, لأن الأساس في الغناء العربي هو القصيدة العربية التي تفرعت عنها الأغاني العربية بكل ألوانها سواء باللهجة العامية والفصحى ، و هناك حالة من الجمود… و ما يتم طرحه لا يحمل سمات واضحة كما توجد حالة من الضياع والتشتت بسبب التقليد وافتقاد الأصالة وأستثني الموشحات الحلبية باعتبارها لونا سوريا بامتياز فهي حاضرة بخصوصيتها مع القدود والأغاني الشعبية القديمة التي مازالت متداولة حتى يومنا هذا.
هيا العلي