اختلاف الواقع الخدمي بين الأحياء … رئيس مجلس المدينة : العمل على تحقيق توازن خدمي بين الأحياء وإنهاء أعمال البنى التحتية
يأمل أهالي مدينة حمص مع بداية عام 2019 زيادة الاهتمام بالواقع الخدمي من قبل مجلس المدينة , خاصة وأنهم يشعرون باختلاف الخدمات بين الأحياء… التي يرى قاطنوها أن الخدمات لديهم ضعيفة قياساً بأحياء أخرى قريبة من مركز المدينة .. كالخدمات المتعلقة بالبنى التحتية « صرف صحي – مياه – الشوارع الترابية والتي تغرق برامات المياه شتاء وتعيق حركة المارة والسيارات ، إضافة إلى مشكلة الإنارة و…غيرها»
واشتكى العديد من المواطنين الذين التقيناهم خلال جولتنا في بعض الأحياء من سوء الخدمات لديهم وهم يعتبرون أن مجلس المدينة لا يلحظ في خططه الأحياء الشعبية المكتظة بالسكان نتيجة الحرب والتي أصبحت ملاذاً للكثير من الوافدين إليها من أحياء أخرى أو من بعض قرى الريف …
وانطلاقاً من ضرورة وجود رؤيا جديدة ترتقي لمستقبل أفضل لمدينة حمص بمختلف أحيائها التقينا المهندس عبدالله البواب رئيس مجلس المدينة لنقل هموم المواطن الحمصي ومعاناته مع نقص الخدمات أملاً في تحسين ذلك الواقع نحو الأفضل ، ولمعرفة خطة المجلس لعام 2019 والصعوبات التي تعترض العمل ..
قال : إن المسؤولية الملقاة على عاتق المجلس كبيرة لأننا خارجين من الحرب التي دامت (8) سنوات وما زلنا نعاني ويلاتها ، وهناك نظرة جديدة لعمل مجلس مدينة حمص وهي إعادة البناء والإعمار ، وهناك خطة عمل لمناطق يمكن أن تكون كمشاريع أكثر تطوراً وهذا الأمر قيد الدراسة في المكتب التنفيذي لمجلس المدينة ، فلا يمكن أن ننسى أن حمص قد أصابها الكثير من الدمار والخراب ، والمشاريع المتعلقة بالإصلاح وتقديم الخدمات كانت قليلة وخجولة في الفترات السابقة .
نقص العمال والآليات
وعن سؤالنا حول واقع النظافة في المدينة قال : نحن نركز اليوم على موضوع النظافة ولدينا عقود جديدة لأعمال النظافة ( الكنس فقط ) للكثير من الأحياء مثل دير بعلبة – كسارة والعباسية والبياضة وكرم شمشم والخالدية ، إضافة إلى جب الجندلي وباب تدمر وباب الدريب وباب السباع والإدخار والمروحيات – الشماس والمدينة الجامعية – ضاحية الوليد – وادي الذهب – مركز المدينة – حي الخضر – النزهة – وكرم اللوز والغوطة والبغطاسية – المهاجرين 1 و 2
وسيتم تنفيذ هذه العقود حسب الإمكانيات المتاحة ، وأشار إلى نقص عدد عمال النظافة خلال سنوات الحرب وحالياً يوجد ( 250 ) عاملاً على رأس عملهم وأن كل سيارة قمامة تحتاج أثناء العمل إلى وجود عاملي نظافة وبالتالي 125 عاملاً يرافقون السيارات إلى الأحياء وتم فرز (25 ) عاملاً إلى الأحياء الشرقية .
موضحاً أن عدد العمال الموجود لا يتناسب مع حجم العمل والضغط السكاني الكبير في الأحياء وأوضح أن الكثير من الآليات أصبحت خارج الخدمة نتيجة لتعرضها للتخريب من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة خلال الحرب وقد تم إصلاح وصيانة(45) سيارة ضاغطة أما بخصوص السيارات المكشوفة فهي تحتاج لإعادة إبرام عقود مع المستثمر من جديد .
عقود ترحيل أنقاض
وبالنسبة للأبنية المتضررة والتعويضات وكيفية إزالة الركام وتجربة إزالة الأبنية بمعدات حديثة وإعادة تدوير المخلفات قال : هناك لجنة لتقدير أضرار الأبنية المتضررة حيث تقوم هذه اللجنة بدراسة وضع الأبنية التي يمكن ترميمها وتقدير قيمة أضرارها . بينما يتم إحصاء كامل الأبنية الآيلة للسقوط واتخاذ الإجراءات القانونية حسب القانون (3) لعام 2018 والذي يحفظ حقوق المواطنين إن كانوا داخل البلد أو خارجه ويرأس اللجنة قاض تتم تسميته من قبل وزارة العدل وأوضح أن مجلس المدينة قام برفع كتاب لمحافظ حمص لمخاطبة وزارة العدل لتسمية القاضي المختص وسيتم وضع إعلانات في الصحف وتسمية أرقام المقاسم والأبنية .
منوهاً بأن العمل مستمر لإزالة الأبنية الخطرة على السلامة العامة كما في شارع أبو الهول حيث أزيل بناءان يشكلان خطراً على سلامة المواطنين حيث تم هدمهما بآليات مجلس المدينة وهذا « قرار مكتب تنفيذي « كما اتخذ قرار لإزالة بعض العقارات .
وأضاف : تم إبرام عقود ترحيل أنقاض حيث تم توقيع ( 12) عقداً لأحياء متضررة ويوجد عقود جديدة خلال عام 2019 وستتم إزالة الأنقاض من المناطق التي تمت عودة الأهالي إليها وأكثر المعوقات هو نقص الآليات والصهاريج بسبب الحرب مشيراً بأن العقود الجديدة قد تشمل أحياء المدينة .
إعادة السطوح وتعزيل المصارف المطرية
وعن الإجراءات المتخذة من قبل مجلس المدينة لتحقيق توازن خدمي بين الأحياء وخاصة فيما يتعلق بتعبيد الشوارع وإنهاء أعمال البنى التحتية أوضح أن اختلاف الخدمات بين الأحياء يعود لوجود مناطق منظمة وأخرى محدثة مما يجعل اختلاف الخدمات ممكناً ..
ويوجد عقود لتعبيد الشوارع في حي وادي الذهب « المنطقة التي نفذ فيها الصرف الصحي » وتم رصد الاعتماد اللازم لمد قميص اسفلتي خلال الفترة القريبة القادمة كما تم تعزيل المصارف المطرية وردم الحفريات عند المدارس حرصاً على سلامة الطلاب ..
وأوضح أن السبب في حدوث الانخفاضات في الشوارع التي يتم تعبيدها يعود لكثرة أعمال البنى التحتية يومياً من قبل المؤسسات المختصة « صرف صحي- مياه» إضافة إلى الصيانات الطارئة مما يتسبب بعدم وجود الزفت في الشوارع أيضا, حيث تقوم كل مؤسسة بالحفر يومياً وقد تم اقتراح أن تقوم تلك المؤسسات بإعادة السطوح على نفقتها لعدم توفر الإمكانية لدى مجلس المدينة وسيتم تبليغ الجميع بذلك .
كما قمنا بلحظ كل الشوارع التي تم إنهاء أعمال الصرف الصحي فيها وسيتم تعبيدها هذا العام .
إشغالات الأرصفة
وفيما يخص إشغالات الأرصفة المنتشرة في الكثير من أحياء المدينة قال : تم جرد كافة المحال في المدينة وتوجيه إنذارات للمحال غير المرخصة وإعطاء مهلة لأصحاب المحال إما بالترخيص أو العودة لمحالهم القديمة .
وأوضح أن هناك لجنة تقوم بالعديد من الجولات على المحال وتنظيم ضبوط بحق المخالفين ممن يفترشون الطرقات ببضائعهم من المواد الغذائية وغيرها والذين يعرقلون حركة المشاة.
استثمار المسطحات الخضراء
و عن سؤالنا عن السبب في تركيز مجلس المدينة على استثمار المسطحات الخضراء رغم أن العائدات متواضعة علماً أن هناك أماكن أخرى تشكل بيئة استثمارية أفضل.
قال :بسبب ظروف الحرب القاسية و ضعف الإيرادات للمجلس تم السماح بعقود استثمار الحدائق بمساحات محددة شرط الاعتناء بالحديقة في بعض الأحياء علما أن المستثمر لم يتقيد بشروط العقد « كما في حديقة الملعب» , ولاحظنا وجود بعض التجاوزات فتم تشكيل لجنة من أعضاء المكتب التنفيذي لمعرفة واقع كافة الحدائق و مطابقة الشروط العقدية مع المستثمرين و التركيز على إعادة التوازن السعري لزيادة العائدات « حسب المنطقة » منوها بأن هناك تعميم من الوزارة بإعادة الحدائق للوضع الذي أحدثت لأجله .
إعادة تأهيل
تحدث رئيس مجلس المدينة عن المنطقة الحرفية في دير بعلبة موضحاً بأنه تم السماح لبعض المحال المتوسطة خلال فترة الحرب بمزاولة أعمالها في بعض الأحياء و حالياً يتم إعادة تأهيل المنطقة و تحويل مبلغ 400 مليون ليرة لتركيب « مركز تحويل كهرباء » في المنطقة و تمديد خط المياه و تسوير المنطقة الحرفية وإزالة المحال من حي بابا عمرو و سيتم نقل كافة المحال الحرفية من حدادة – ألمنيوم .. وغيرها إلى المنطقة الحرفية قريباً.
استثمارات متفرقة
وأشار إلى أحد استثمارات المجلس « مجمع الوليد» و الذي بقي على حاله سنوات طويلة رغم النفقات الكبيرة للبناء موضحاً بان الكتلة الشرقية من البناء مشغولة من قبل « قيادة شرطة حمص» نتيجة لظروف الحرب
إضافة لوجود محال في الطابق الأول سيتم الإعلان عن استثمارها في الفترة القادمة أما الكتلة الوسطى فجزء منها يعود لمجلس المدينة و الجزء الآخر مباع لأحد المستثمرين و الكتلة الغربية عائدة للمجلس باستثناء بعض المحال الأرضية التي تم بيعها سابقاً .
و أضاف : مؤخراً قمنا بإجراء تعديل على تصميم البناء لإعطائها لمستثمر وهناك كتلة بناء عبارة عن ( 3) طوابق و محال تم إجراء تعديلات عليها و طرحها للاستثمار « مول مثلاً » و يبقى استثمار البرج الموجود في الكتلة الغربية سيتم طرحه كفندق « عقد طويل الأمد» .
وأشار بخصوص سينما الكندي أنه تم إرسال كتاب للمديرية العامة للسينما لإعادة تفعيل السينما و في حال عدم الاستجابة سيتم فسخ العقد معهم و طرحه للاستثمار من جديد
و بالنسبة لمدينة المعارض أوضح بأنها تعرضت لأضرار كبيرة خلا ل الحرب و أن هناك عقد شراكة مع غرفة التجارة و تم إعطاء مستثمر محال جديدة و حسب الإمكانيات سيتم العمل كون الأضرار المادية كبيرة و قد وصلت بحدود المليار ليرة سورية
عودة الأسواق
و أضاف : يتم العمل على عودة الأسواق للعمل لأنها الشريان المحرك للمدينة و هي ملتقى جميع المواطنين « ريفاً و مدينة « و هناك تنسيق بين مجلس المدينة و الشركة العامة للكهرباء بحمص من أجل عودة الحياة إلى الأسواق الأثرية
و عن المطبات التي وضعت على الطرقات السريعة قال : سوف يتم إزالة المطبات و خصوصاً المتواجدة على الطريق السريع « مدخل حمص الغربي»مع معالجة الشوارع خلال الفترة القادمة كما ذكرنا سابقا و هناك مشاريع سيتم تنفيذها في حي الوعر فأثناء زيارة رئيس مجلس الوزراء تم رصد مبلغ مليار ليرة سورية لتنفيذ عدة مشاريع منها للإنارة في العديد من الأحياء و حسب الإمكانيات و الضرورة.
المخطط التنظيمي للمدينة
أشار رئيس مجلس المدينة إلى وجود دراسة لأحياء بابا عمرو – جوبر- السلطانية على القانون» 10» و سيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة ليتم إعلانها بشكل نهائي و هناك دراسة لجورة الشياح و القرابيص و القصور وفق المرسوم (5) و حالياً سيتم دراسة أحياء الخالدية و البياضة لإعادة تنظيمها من جديد و التعديل في المخطط سيشمل الأحياء المتضررة و غير المتضررة
أخيراً
نأمل أن تكون النظرة التفاؤلية لمجلس مدينة حمص حول تحسين الواقع الخدمي للمدينة موضع التنفيذ القريب و أن لا تبقى مجرد حلم يتمنى المواطن الحمصي أن يعيشه يوماً ما .
بشرى عنقة