تتعدد اضطرابات الكلام التي تنتشر بين الأطفال الصغار بحيث تجعل الأهل متخوفين من وضع أبنائهم المصابين بأحد هذه الأمراض و متلهفين لكيفية علاجها و بنفس الوقت يعيش الطفل الذي لديه حالة تعيق النطق و الكلام بقلق و توتر ربما يؤثر في المستقبل على سلوكه إذا لم تتم المعالجة الصحيحة في الوقت المناسب…
عن هذه الأمراض و أساليب التعامل معها تحدث الدكتور هاني رومية فقال :
من أكثر الاضطرابات شيوعاً بين الأطفال – اللجلجة – العي – التلعثم – الثأثأة
وتعتبر اللجلجة من أكثر عيوب النطق شيوعاً بين الأطفال و لعل من أهم العوالم التي ترجع إليها الإصابة بها هي ما يشعر به الطفل من قلق نفسي و انعدام الشعور بالأمان و الطمأنينة منذ طفولته و الطفل الذي يعاني من اللجلجة يستطيع التكلم بطلاقة في بعض الأحيان عندما يكون هادئ البال و قد دلت بعض البحوث العلمية على أن الأسباب الأساسية للقلق النفسي الذي يسبب اللجلجة تتلخص في إفراط الأبوين و مغالاتهم في رعاية و تدليل الطفل أو محاباته على إخوته و قد يكون سبب اللجلجة أحيانا أن الطفل يتكلم في موضوع لا يهمه أو يعنيه أ و لا يفهمه معتمدا على الحفظ الآلي و بذلك تكون اللجلجة وسيلته
وفي حالة العي يعجز الطفل عن النطق بأية كلمة بسبب توتر العضلات الصوتية و كثير من حالات العي تبدأ في أول الأمر على شكل لجلجة أو حركات ارتعاشية متكررة ثم يتطور الأمر بعد ذلك إلى العي الذي تظهر فيه حالات التشنج التوقفي .
أما التلعثم فيقصد به عدم قدرة الطفل على التكلم بسهولة و يبدأ التلعثم عادة في سن الطفولة و قد يشفى الطفل منه و لكن يعاوده من جديد إذا أصيب بصدمة نفسية و أول ما يشعر به المتلعثم هو شعور الرهبة أو الخجل ممن يكلمه فتسرع نبضات قلبه و يجف حلقه و يتصبب عرقاً و الطفل المتلعثم في المدرسة موقفه صعب للغاية لأنه يدرك عدم قدرته على التعبير بفصاحة ووضوح عما داخل نفسه و لذلك يجد أمامه طريقين إما أن يصمت و لا يجيب عن أسئلة المعلم و إما أن يبذل جهده ليعبر عما في نفسه
و الثأثأة يقصد بها إبدال حرف بحرف آخر و ينشأ ذلك نتيجة تشوهات في الفم أو الفك أو الأسنان تحول دون نطق الحروف على وجهها الصحيح و ينطق الطفل في الحالات الشديدة بألفاظ كثيرة غير مفهومة و هذا سببه عيب في سمع الطفل يمنعه من تمييز الحروف و الكلمات التي يسمعها ممن حوله
أساليب العلاج
يحتاج علاج اضطرابات و أمراض الكلام إلى صبر و تعاون الآباء و الأمهات و ينحصر العلاج في الخطوات التالية:
العلاج الجسمي: و يعتمد على التأكد من أن الطفل لا يعاني من أسباب عضوية خصوصاً النواحي التكوينية و الجسمية في الجهاز العصبي و كذلك أجهزة السمع و الكلام
العلاج النفسي : و الهدف منه تقليل الأثر الانفعالي و التوتر النفسي للطفل و تنمية شخصيته مع تدربه على الأخذ و العطاء و يعتمد العلاج النفسي للأطفال على مدى تعاون الآباء و الأمهات و ذلك من خلال قيامهم بجعل جو العلاقة مع الطفل جوا يسوده الود و التفاهم و الثقة المتبادلة كذلك يجب عدم توجيه اللوم و السخرية للطفل الذي يعاني من أمراض الكلام وقد يستدعي العلاج النفسي تغيير الوسط المدرسي بالانتقال إلى مدرسة أخرى
العلاج الكلامي : وهو ضروري و مكمل للعلاج النفسي و يتلخص في تدريب الطفل عن طريق الاسترخاء الكلامي و تمرينات النطق على التعليم الكلامي من جديد بالتدريج من الكلمات السهلة إلى الكلمات الصعبة و تدريب جهاز النطق و السمع عن طريق استخدام المسجلات الصوتية و من الواجب توجيه نظر الإباء و المربين إلى عدم الاستعجال في طلب سلامة مخارج الحروف و المقاطع في نطق الطفل ذلك لأن التعجل و الإصرار على سلامة مخارج الحروف و المقاطع و الكلمات من شأنه أن يزيد الطفل توترا نفسياً و جسميا
العلاج البيئي : و يعني إدماج الطفل المريض في نشاطات اجتماعية تدريجياً و توجيه إرشادات للآباء بأن يتبعوا التعامل السوي مع الطفل الذي يعاني من حالة مرضية ما و عدم إجباره على الكلام تحت ضغوط انفعالية أو في مواقف يهابها.
رفعت مثلا