استطاعت النحاتة محبة ليون أن تصقل موهبتها الفنية في فن النحت منذ الصغر ، فنشأتها في أجواء تهتم بالفن التشكيلي انعكس على موهبتها الفنية وزاد من طموحاتها وأحلامها في هذا المجال وبالفعل استطاعت بكل مهارة ودقة صنع منحوتات فنية ولتمضي برحلتها ولتطور تجربتها الفنية ولكن متطلبات العمل النحتي والجهد المبذول في هذا المجال دفعها مؤخرا للاتجاه نحو التصوير الزيتي إلا ان مزاولتها لمهنة التدريس لم تبعدها عن النحت و إشباع شغفها به والذي مازال موجوداً فهي مدرسة لمادة النحت في معهد إعداد المدرسين (قسم الرسم )
الاختصاص الأقرب لروحي
وعن بداياتها الفنية تقول :أول بداياتي كانت في الطفولة فقد نشأت في أحضان الطبيعة في قرية وادعة جبلية غنية بالجمال وفي كنف أسرة تهتم بالفن التشكيلي فقد كان والدي فناناً تشكيلياً ساعدني وشجعني لدخول هذا المجال الرائع
وهو أستاذي الأول و علمني مبادىء الرسم والنحت، كما تدربت على يد الأستاذ الكبير غسان النعنع قبل امتحان القبول للكلية.
وقد حققت حلمي بدراسة الفن أكاديمياً ودرست في كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق واخترت الاختصاص الأقرب الى روحي و الذي أراه مفعما بالأصالة والتميز ومن خلال تجربتي التخصصية تعلمت تقنيات النحت المختلفة .
مواد كثيرة وخامات خاصة
وأضافت :النحت يعتبر رسم ثلاثي الأبعاد نرى فيه القطعة من جميع الجهات و له مواد كثيرة وخامات خاصة فهناك النحت المباشر على الصخر أو على الخشب أو بالصلصال وهذه الطريقة اعتمدها في جميع أعمالي أنفذ الفكرة من الصلصال ثم آخذ قالب من الجبس ونفذت من خلال هذه القوالب أعمال بأكثر من خامة منها الحجر الصناعي الغرانيت أو الرزين واستخدمت الألياف الزجاجية ونفذت بعض الأعمال في مادة الخزف .
العنصر الأهم
وكان لأعمالي عدة مواضيع ولكن العنصر الأهم فيها كان المرأة اعتمدت أن أظهرها دائماً بمظهر الإنسان الحر والقوي لأنها بنظري هي العنصر الأقوى في المجتمع من خلال تواجدها في جميع مجالات الحياة وقدرتها على التحمل والصبر والنجاح.
انعكاس للواقع
وعن المواضيع التي تركز عليها الفنانة في أعمالها قالت : طرح المواضيع الشخصية ضمن عمل الفنان هو نوع من الأنانية لكن سرعان ما يكتشف أن ما قدمه هو انعكاس للواقع فالفن حالة فردية تعكس ما نعيشه في المجتمع .
والفن لايعبر فقط عن الوجع بل يعبر أيضاً عن الحب وعن الحزن وعن القوة عن الحرية وهو ميدان للكلمة الحرة ولكن بأسلوب راق ، والنحت بالنسبة لي حالة خاصة يعيشها الفنان مع العمل الفني ويتوحد معه لأنه نتاج أفكار وهواجس وتطلعات تجول داخله يترجمها في العمل الفني وأجمل مافي النحت هو الملامسة المباشرة للأحاسيس والمشاعر التي يضعها الفنان في عمله دوناً عن الفنون الأخرى.
مزايا رائعة
وعن تجربتها بالتصوير الزيتي قالت : بعد التجربة الأولى للرسم الزيتي وجدت ان من الممكن الاستمرار بالعمل بعد فترة انقطاع عن النحت بسبب بعض الظروف التي حالت بيني وبينه وهناك عدة طرق للإبداع وكل فنان يختار الطريقة التي تناسبه لكي يقدم أجمل الأعمال الفنية ومنها اللوحة الزيتية فاللوحة الزيتية مزايا رائعة ايضاً والتعامل مع الألوان شيق ويثير روحانية الفنان ويدفعه للاستمرار بشكل دائم لذلك وجدته الخيار الأفضل في ظل هذه الظروف ولايعني ابتعادي الكامل عن النحت بل سيكون مشروعي القادم .
مشاركات متعددة
وعن نشاطاتها الفنية قالت :خسرت جزءاً من أعمالي بسبب ظروف الحرب التي مرت بها مدينتنا وآخر مشاركاتي كانت في معرض حمص القديمة في صالة اتحاد الفنانين التشكيليين وشاركت بعملين تصويريين بالألوان الزيتية وبحكم وجودي بين مجموعة الفنانين والأساتذة في مدينة حمص استأنفت نشاطي الفني وشاركت في عدة معارض مشتركة قدمت خلالها لوحات زيتية تحمل مواضيع مختلفة اعتمدت الألوان الحارة والباردة والمتدرجة مثل الأحمر والأصفر والأزرق النيلي وطغت على اللوحات المساحات اللونية البعيدة عن الرماديات وركزت على قيمة الدرجة اللونية وأنا أختار الألوان بما يناسب موضوع اللوحة على الرغم عن خصوصية كل لون لكن الترابط والانسجام بين الألوان يعطي معنى للوحة وقيمة عالية فعمق اللوحة وأبعادها يتطلب تلاعب باللون وتدرجاً لونياً
مقومات
وعن مقومات الفنان الناجح قالت : برأيي مقومات الفنان الناجح هو ان يترك أثره بنفس المتلقي سواء أكان رساماً أونحاتاً والفن هو روح الإنسان التي تجسد مفهومه ونظرته البعيدة لتجديد أي عمل كان ويجب أن يكون له هدف ورؤية بعيدة لتقييم العمل ويتقبل أي انتقاد إن كان يصب في مصلحة العمل أو ضده ومن أهم صفات الفنان هي الإرادة والإصرار على المتابعة والثقة بالنفس والفنان الحقيقي يجب أن يكون مجازفاً ومثابراً لايهتم للصعوبات والمعوقات التي تواجهه وهذه هي الرسالة التي أريد إيصالها لطلابي ولجميع الشباب والجيل الصاعد فعليهم ان يلتفتوا للفن والدراسة والتطور لأنهم الأمل في بناء سورية من جديد .
تغني تجربة الفنان
أما عن الملتقيات الفنية قالت : لم أشارك حتى الآن إلا أن الموضوع مطروح أمامي فالملتقيات الفنية لها أهمية كبيرة في حياة الفنان وتغني تجربته وتطلعه على خبرات الآخرين وتشجعه وتزيد من تفاعله وربما اتجاهي مؤخراً نحو التصوير لم يكن الخيار الأفضل والأنسب فالعمل النحتي له متطلبات من حيث الخامات والمكان والجهد المبذول إلا أنه ما زال جزءاً مؤكداً من طموحي .