جرت العادة على اعتبار التأمين شيئاً من الكماليات و لايلجأ إليه إلا من يعيش في (بحبوحة) و يخشى على مقتنياته الثمينة من السرقة أو التعرض لأي خطر…
لكن يغيب عنا في الوقت ذاته أن التأمين بحر واسع من بحور العلوم الاقتصادية و الخدمية المتطورة و فيه منفعة كبيرة لكل الشرائح و على جميع المستويات, و لابد من الحديث عن أنواع متعددة من العقود التأمينية و أهمها التأمين الصحي و التأمين على الحياة سواء لرب الأسرة أو للزوجة و الأولاد و التأمين التقاعدي ,و غيرها من الأنواع التي تهم الناس كلها دون استثناء و إذا تمعنا جيداً في تفاصيل عقودها لرأينا بأن فائدة كبيرة فيها لكل المواطنين سواء بشكل فردي أو جماعي ..
و من الملاحظ أن أكثر العقود التأمينية شهرة هي التأمين على السيارات كونها إلزامية و ليست طوعية وهذا يعكس مدى عدم الاكتراث بأهمية هذه العقود و غيرها بالنسبة للجميع ..
ومن جهة ثانية يشكل اطلاع المؤمن (العميل) على وثيقة التأمين وقراءتها وتمحصها بعناية وتدقيق وفهم محتوياتها، إحدى أهم النقاط الإيجابية التي تشكل عنصراً دافعاً في نشر ثقافة الوعي التأميني والحد من سلبيات خطر الوقوع في عدم فهم صناعة التأمين والهدف منها.
ويتفق العديد من الخبراء والعاملين في قطاع التأمين على أهمية إدراك المستهلك لحاجاته الحقيقية في التأمين ومدى أهمية وثيقة التأمين في توفير الحماية للمؤمن له أو للمستفيد من عقد التأمين من بعض الأخطار التي قد تداهمه وتلحق به وتحمله أعباء مالية باهظة، وبحيث توفر المظلة التأمينية له كل الوسائل التي تمنع عنه إلحاق الأضرار الفادحة سواء المادية أو المعنوية..
إذاً و مع توسع الدائرة و تعدد الخدمات ,ولأن نجاح الأهداف الاجتماعية والاقتصادية للتأمين تأتي من خلق مصداقية تعامل حقيقية فعالة بين الطرفين المتعاقدين, وبالضرورة ستنعكس إيجاباً على الفرد والمجتمع و الاقتصاد الوطني لابد من قفزة حقيقية في العمل تقوم بها مؤسسات التأمين سواء في القطاع الحكومي أو الخاص لتعزيز الوعي و تحقيق المنفعة لكل الأطراف…
هنادي سلامة
المزيد...