الإسعافات الأولية وأهميتها في إنقاذ حياة الأفراد …

قد تكون في رحلة مع عدد من الأصدقاء ،أو تكون في الشارع المزدحم وتتفاجأ بمن يرافقك  يقع مغمياً على الأرض لسبب صحي عارض  ….فماذا تفعل ؟إذا لم تكن لديك خبرة ما عن الإسعافات ،أو عن التصرف الضروري لإنقاذ حياة من معك ،أو من حولك …ستجد نفسك عاجزاً عن القيام بالفعل المطلوب ….مثل هذه الحادثة أو تلك تجعل الإنسان يفكر بامتلاك ولو الحد الأدنى من المعلومات حتى لا يقف مكتوف الأيدي في الحالات الطارئة فبعض الخبرة في هذا المجال تساهم في إنقاذ حياة إنسان  …

من هنا بدأت أهمية القيام بدورات الإسعاف الأولية ،لتقديم الخدمات الضرورية ،وتزويد الأشخاص بالمهارات المطلوبة حسب الظروف والأمكنة.

وللحديث أكثر التقينا المسعف في الهلال الأحمر مجد الدين مصلا الذي قال : الإسعافات الأولية هي عناية طبية فورية تقدم للمريض أو المصاب من أجل الوصول به إلى أفضل وضع صحي ممكن ،بأدوات أو مهارات علاجية بسيطة إلى المكان الذي تجري فيه المساعدة الكاملة ،كالمشفى ،أو العيادة الطبية .

والإسعافات الأولية عبارة عن مجموعة خطوات بسيطة تؤدي إلى إنقاذ حياة إنسان  ،أو وقف حدوث الضرر له وإجراء التنفس الاصطناعي له ،أو إيقاف النزف ،أو الحد منه .

وعن لوازم الإسعاف الأولي قال :

من الضروري وجود صيدلية منزلية في كل بيت ،وإذا كان الشخص يسافر في سيارته باستمرار يجب وجود صيدلية صغيرة تحتوي : الضمادات المعقمة  وقطن طبي ، ،وميزان حرارة ومحلول مطهر ولاصقات جروح ومرهم وخافض للحرارة وأدوات أخرى من هذا القبيل وعن سؤالنا إذا كانت هناك خطوات معينة يجب القيام بها أثناء الإسعاف أو قبله قال :

أولا يجب إخلاء المصاب من مكان الخطر ومن ثم طلب المساعدة الطبية العاجلة من أقرب مكان حتى يصل إلى موقع الحادث بسرعة ،ومن ثم البدء بالإسعاف الأولية الأشد خطراً مثل النزف ،أو توقف التنفس ,وإذا كان الحادث كبيراً يجب فرز المصابين والبدء بالعلاج للشخص الذي حالته خطرة والاستمرار في مراقبته والعناية به حتى وصوله إلى المشفى ،لكن إذا كان هناك خشية من وجود كسور وخاصة في العمود الفقري أو القفص الصدري يجب عدم نقله من مكان لآخر ،لأنه قد يتأذى أثناء النقل ،وإذا كان لابد من النقل يفضل وضعه على حمالة مستقيمة .

ولا شك أن كل حالة من الحالات لها خطوات مختلفة عن غيرها ففي حالات توقف القلب والتنفس يجري العمل لإعادة الدورة الدموية وعملية التنفس وذلك باتخاذ إجراءات محددة في كل حالة من الحالات .

علماً أن التنفس الصناعي له خطواته, وتدليك القلب له طرقه, وإنعاش الطفل يختلف عن إنعاش الكبير,  وإسعاف الجروح التي يتم التأكيد على وقف نزفها وعدم تلوثها والحرص على تعقيم الجرح وضرورة أخذ الإبر المضادة للكزاز يختلف عن حالة إسعاف الغريق التي يجري التركيز فيها على تنظيف فم الغريق وأنفه من العوائق وإجراء عملية التنفس الصناعي فوراً إذا توقف تنفسه .

أما تقديم الإسعافات لمن أصابته ضربة شمس فتقتضي تمديده في مكان بارد وخلع ملابسه وترطيب جسده بماء فاتر أو بارد قليلاً وتهوية جسده ريثما يتم استدعاء الطبيب أو نقله إلى المشفى .

وفي لسعة العقارب والأفاعي تختلف الخطوات حسب نوع العقرب أو الأفعى وبكل الحالات يجب العمل لوقف انتشار السم في الجسم ومحاولة إخراجه من الجسم وبالتالي إجراء الخطوات اللازمة لمعالجة الملسوع .

أما في حالات الحروق لابد من نزع الملابس أو قصها حسب حجم الحرق ويفضل عدم دهن الحروق وذلك بعد إطفاء النار أما إذا كان الحرق كيماوياً فيجب غسله فوراً بالماء ولمدة نصف ساعة تقريباً وتكون المعالجة حسب نوع الحرق ودرجته .

والأمر يختلف أيضاً بالنسبة لحالات الصعق الكهربائي وحالات الكسور والتسمم عن طريق الفم …الخ

هذا الأمر على درجة من الأهمية لذلك لابد من إجراء الدورات المكثفة للمسعفين والدورات التدريبية لباقي الأفراد  وخاصة الشباب وهذا ما تفعله المنظمات الإنسانية كالهلال والصليب الأحمر وغيره .

ولهذا أيضاً خصصت الأمم المتحدة يوماً عالمياً للإسعافات الأولية لرفع الوعي حول أهميتها في إنقاذ الأرواح ،وتشجيع الأفراد على تعلم الإسعافات الأولية لأهميتها بالنسبة للفرد والمجتمع .

جنينة الحسن

المزيد...
آخر الأخبار