مربوالثـروة الحيوانية :غياب فرع مؤسسة الأعلاف عن ساحة المنافسة ! …المؤسسة : الكلام منفي جملة و تفصيلاً والتواصل جيد!
يعود سوء التنسيق إلى صدارة الأزمات الموجودة و خاصة بما يخص قطاع الثروة الحيوانية و الذي تشكل الأعلاف الحجر الأساس وخاصة في فصل الشتاء
ويؤكد أغلب المربون الذين التقتهم العروبة أن الروتين و البطء هو السمة الغالبة في التعامل مع مؤسسة الأعلاف وسط سباق محموم مع الزمن من قبل القطاع الخاص و التفنن كل مرة بإيجاد صيغ للتعامل المالي بين المربي و التاجر تمكن الأخير من تحصيل (الخمير و الفطير)..
و يعتبر المربون أن غياب فرع مؤسسة الأعلاف عن ساحة المنافسة بهذا الوقت من السنة بشكل خاص أمر يضر بالمصلحة العامة بشكل مباشر, و يتركهم تحت رحمة التاجر…
ومرة أخرى يشتكي المربون و في قرى عدة من سوء نوعية الأعلاف التي يستجرونها و ليس السبب الحقيقي هو النوع إنما سوء التخزين وطول مدة وجودها في مخازن المؤسسة..
و يتساءلون لماذا يصر القائمون على العمل بتخزين الأعلاف في المستودعات على أن يتم توزيعها في الوقت المناسب و بذلك يستفيد المربي كما تستفيد المؤسسة وذلك أفضل من أن تصب كل الأرباح في جيوب تجار القطاع الخاص ..
و طرح مربون آخرون تساؤلاتهم عن سبب انخفاض سعر الأعلاف عند تجار القطاع الخاص عن السعر في المؤسسة بفارق لابأس به و يشكل رقماً بالنسبة للمربي وبذلك تكون النوعية الجيدة و السعر الأنسب عند التاجر بدلاً من أن تكون في مؤسسة الأعلاف وهي قطاع حكومي وقوي ..!!
وتحدث أحد المربين عن المصاعب التي تعترض تربية الثروة الحيوانية و أهمها ارتفاع سعر العلف بشكل كبير و عدم التعامل من قبل المؤسسة بصيغة الدين أو القروض و بالتالي التعامل حصري مع تاجر القطاع الخاص و الذي نستجر منه كل ما يلزم و الدفع (على المبيع أو الموسم) بنسبة الفائدة التي يحددها التاجر و بذلك تتراكم الديون و ينعدم الربح تقريباً..
المربي محمد سليمان تحدث عن سوء تصنيع العلف من حيث استخدام الذرة المعفنة وعدم التقيد بنسبة وضع فول الصويا والمتممات و البيركسات ,وتلجأ بعض المعامل لوضع الثوم و الكمون لتغطية روائح العفن في العلف..
تسهيلات الخاص أفضل
و أوضح الدكتور أحمد شحود نقيب الأطباء البيطريين أنه وبسبب التسهيلات التي يمنحها معمل أعلاف القطاع الخاص و اتباع أسلوب التقسيط مع الفوائد,ووسط غلاء المعيشة والارتفاع الجنوني بالأسعار,تحول الخاص إلى نقطة جذب مهمة للمربي صاحب رأس المال الضعيف نسبياً..
وأضاف : نعمل جاهدين – كنقابة – لدعم المنتجات وتوجد مقترحات لمنح قروض ميسرة للمربين وإلغاء الضرائب على الأعلاف المستوردة و بالتالي تخفيف التكلفة على المربي , كما نعمل على إيصال اقتراح يقضي بحصر استيراد مادتي الذرة والصويا بالمؤسسة العامة للأعلاف للحد من تحكم تجار القطاع الخاص بالأسعار..
المؤسسة تنفي
بدوره نفى المهندس زياد اليوسف مدير فرع المؤسسة العامة للأعلاف أي سوء بالنوعية مؤكداً بأنها ذات مواد أولية بمواصفات جيدة مستجرة من جهات القطاع العام (كسبة ونخالة) أو من المزارعين (شعير) أو مستوردة (ذرة و شعير و كسبة صويا)و تنطبق الجودة على المواد الجاهزة المصنعة لدى معامل الأعلاف في المؤسسة حسب خلطة مدروسة علمياً ومناسبة لنوع الثروة الحيوانية (جاهز أبقار حلوب) ,مؤكداً أن شكوى المربين من وجود الثوم لإخفاء رائحة العفونة غير صحيحة و الخلطات العلفية مصنعة وفق خلطة مدروسة علمياً وتحلل لدى المخابر المعتمدة أصولاً..
بين حانا و مانا
كما تضاربت الآراء بين بعض المربين و المؤسسة حيث يرى الطرف الأول بأن التخفيض الأخير على سعر النخالة لم يجد نفعاً و لم يحقق أي تقدم في العلاقة بين الطرفين , في حين أكد اليوسف أن للتخفيض آثاراً إيجابية ساهمت في زيادة حركة البيع و أدت لتصريف وبيع كميات كبيرة منها تقدر ب17500 طن..
مشيراً إلى أن القيمة الإجمالية لمبيعات فرع المؤسسة خلال العام 2018 وصلت إلى مليارين و930 مليوناً و 492 ألف ليرة ,أما الكميات المباعة وصلت إلى 7آلاف و 750 طناً من كسبة القطن بالإضافة إلى 271 ألف و 677 طن من النخالة , وعن كميات المخازين ذكر اليوسف بأنها جيدة و تغطي الحاجة حيث يوجد في المستودعات 13 ألف طن من النخالة و ألفا طن كسبة و 525 طناً من الشعير و1455 طناً من الذرة الصفراء و 4600 طن من العلف الجاهز الجريش للحلوب ..
لافروق بالأسعار !!
و أكد اليوسف أن التوزيع يتم حسب الإحصائية الصادرة عن مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي بحمص ,و أوضح أن إجمالي الثروة الحيوانية المستفيدة من التوزيع يصل إلى 1,140 مليون رأس غنم و 60485 رأس بقر و 83266 رأس ماعز .. و أكد عدم وجود فرق بالأسعار بالنسبة للمواد ذاتها في السوق السوداء و إذا وُجد الفرق فهو على حساب مواصفات المادة ,والبيع عبر المؤسسة يتم بشكل نقدي حصراً , وفي الوقت ذاته أشار اليوسف أنه بعد تخفيض سعر مادة النخالة المستجرة من المطاحن زادت المبيعات بشكل ملحوظ .
تسعة مراكز عاملة
و أوضح أن كمية المقنن بالنسبة للأغنام و الماعز يتضمن 15 كغ نخالة و 10 كغ ذرة و 2 كغ كسبة و للأبقار 5 كغ كسبة و 300 كغ جاهز حلوب وللجمال 50 كغ نخالة و 10 كغ ذرة و 5 كغ كسبة ..
وعن المستودعات والمراكز المنتشرة في المحافظة وجاهزيتها أوضح اليوسف أنه تنتشر في محافظة حمص تسعة مراكز تغطي كامل مساحة المحافظة بهدف تسهيل إيصال الأعلاف لمستحقيها من المربين وهي مراكز (حمص المركزي والفرقلس و حسياء وتلكلخ والمخرم والرقاما و المشرفة والوعر وجب الجراح)
وعن الكميات المقرر استجرارها من الشعير للعام الحالي قال : تضع المؤسسة ضمن خطتها العمل على استجرار كافة كميات الشعير العلفي من المزارعين بأسعار مناسبة ضمن خطة تضعها الوزارة…
و تقوم المؤسسة بتوزيع المقننات على المربين بموجب كتاب صادر عن مديرية الزراعة للمداجن المرخصة أصولاً بعد إجراء الكشف الحسي عليها من قبل المديرية بحيث تعمل المؤسسة على تسليم المخصصات مباشرة ونقداً ضمن ست دورات علفية في العام الواحد..
تستمر الدورة العلفية الأولى التي بدأت بتاريخ 6 كانون الثاني لغاية 28شباط بهدف توزيع المقنن العلفي لمربي الثروة الحيوانية من الأبقار و الأغنام و الماعز ..أما الدورة العلفية الثانية تبدأ من بداية شهر آذار وحتى نهاية شهر نيسان.
و أشار إلى أن المراكز المتوقفة عن العمل حالياً هي مراكز تلدو و تدمر والسخنة والقصير و القريتين و تم مؤخراً إعادة تأهيل مركز صدد ..
هنادي سلامة