يقدم الأديب الدكتور (هيثم يحيى الخواجة) في كتابه (معا نمثّل ونلعب) عشر مسرحيات للأطفال اعتمد فيها تقنيات متعددة في طريقة العرض، وصنع الحدث، وانتقاء الشخصيات. إضافة إلى أغان لطيفة خفيفة الوزن، أضفت المزيد من التشويق والمتعة والحيوية على المسرحيات.
في مسرحية (الفرسان الثلاثة) تبرز شخصية (الراوي) الذي يتحدث إلى الأطفال، فهو يمهد لدخول أجواء المسرحية، ثم يشرح بعض الأحداث ويعلق عليها، ليصل في نهاية المسرحية إلى طرح بعض الأسئلة على الأطفال وليوزع الهدايا على الذين عرفوا الأجوبة الصحيحة، وبذلك تحول الطفل إلى مشارك حقيقي في اللعبة المسرحية. ويحضر الراوي أيضا في مسرحية (القاضي الصغير) التي استفادت من إحدى قصص (ألف ليلة وليلة). ومثل هذا التوظيف يقدم التراث الحكائي العربي للطفل بأسلوب يربطه بتاريخه الثقافي بطريقة مناسبة. وفي مسرحية (أسرار المغارة) يستفيد المؤلف أيضا من القص الشعبي، فالحكاية تدور عن شيخ التجار الذي يستغل الناس بنشر الخرافات بالاعتماد على سلطته، ولكن سرعان ما يتصدى له مجموعة من الأبطال بالحيلة التي لا يملكون سواها. كذلك نجد في مسرحية (الحقيبة الملعونة) من يريد استغلال الناس بالطريقة ذاتها، ولكن هناك دائما من يكشف الخدع ويجهر بالحقيقة، وبذلك تتعزز قيم الخير التي تنتصر في نهاية المطاف.
أغلب شخصيات المسرحيات من الأطفال، وقد يكون أبطال المسرحية كلهم من الأطفال كمسرحية (مدينة الأزهار) وجميع الأطفال يتميزون بالمبادرة، ولا تنقصهم الشجاعة. ففي مسرحية (مسرحية الكنز) يقوم الأطفال بمغامرة جريئة داخل كهف عجيب، ليكتشفوا أن الكنز الحقيقي ليس في أكوام الذهب والفضة، بل في نشر الحب بين الناس والتعاون على مقاومة الشر. ومثل هذه الأطروحات تتكرر بطرق مختلفة، كما في مسرحية (أبو ليرة) حيث ينجح الأطفال بإيقاف صاحب معمل يلوث البيئة عن الاستمرار في استغلال العمال والإساءة إلى الموارد الطبيعية.
تتميز مسرحيات الأديب الدكتور (هيثم يحيى الخواجة) بالمضمون التربوي الجيد بالدرجة الأولى، حيث لا تخلو أي مسرحية من مجموعة من القيم الأخلاقية الإيجابية التي تنمّي طبع الطفل على محبة الناس، وعمل الخير، ومحاربة الشر، والدفاع عن الوطن، والاهتمام بالبيئة. وذلك دون إغفال القالب المسرحي الذي يعطيه المؤلف أكثر من شكل واحد.
سامر أنور الشمالي
المزيد...