متفقون أن حرب الثماني سنوات على سوريتنا كانت حربا ثقافية استهدفت تراثنا وآثارنا وكذلك استهدفت فكرنا , ما يجعلنا أمام مواجهة حقيقية وتحدٍ كبير في تحصين أبنائنا وإنساننا من أجل إعادة إعمار البشر قبل الحجر ,ولعل ما تقوم به وزارة الثقافة من النشاطات يندرج في هذا الإطار بهدف النهوض بالواقع الثقافي في جوانبه كافة ,وقد ختمت نشاطات العام المنصرم بمؤتمر ثقافي دعت إليه المعنيين بالشأن الثقافي والمجتمعي كافة في ظل العزوف عن حضور المحاضرات والنشاطات في المراكز الثقافية على امتداد مساحة القطر ,فالأمر لم يعد يقتصر على محافظة دون أخرى خاصة وأن الفعل الثقافي ليس رفاهية بل مسؤولية حقيقية تجاه أبنائنا الذين تشبعت ذاكرتهم بصور الحرب ويجب غرس ثقافة أخرى في نفوسهم تقوم على الحوار .ومن الجميل أن تفتتح وزارة الثقافة نشاطاتها لهذا العام بالإعلان عن مسابقة لقراء المراكز الثقافية مع مكافأة مالية للفائز بهدف نشر ثقافة المطالعة لدى أكبر شريحة ممكنة في مجتمعنا ,وسيتم تكريم القارئ الأول على مستوى سورية بجائزة مقدارها مئة ألف ليرة سورية وستكون هذه المسابقة شهرية وهي بادرة جيدة خاصة وأننا شهدنا مثل هذه المسابقات على مستوى الوطن العربي وهي تشجع على القراءة التي تعد مفتاحاً حقيقياً للتعرف على حيوات أخرى وتجارب جديدة مما يؤكد أن الثقافة ليست ترفاً نخبوياً بل فعل شغف وحياة.
ميمونة العلي
المزيد...