سعى الموسيقي ماهر شرف الدين إلى بناء كيانه الموسيقي وتطوير قدراته الإبداعية من خلال مسيرة بدأها منذ السبعينيات عزف خلالها العود ،و استطاع من خلال التعلّم والتدريب المستمرين أن يوسع خبرته ويقدم بصمته الخاصة به وتعلقه بآلة العود دفعه لإغناء تجربته الموسيقية والغوص في أسرار هذه الآلة التي أسرته بروعتها.
آلة جذابة
وعن بداياته ونشاطاته الفنية قال : أنا أميل للموسيقا منذ الصغر بشكل عام وقد استهوتني آلة العود و تأثرت بعزف الفنان فريد الأطرش على هذه الآلة حيث كنت أستمتع وأنجذب لعزفه بشكل لا يوصف ، وهناك عوامل عديدة ساهمت في دفعي للخوض في هذا المجال الموسيقي الرائع وهي وجود الموهبة وتعلقي بالموسيقا كذلك وجود هذه الآلة في البيت ما شجعني على الاستمرار في هذا الطريق الذي اخترته لكن بدايتي الفعلية كانت في فترة السبعينات فقد قام أخي بإعطائي معلومات بسيطة عن كيفية العزف على آلة العود إلا أن طموحي كان كبيراً وبدأت بالتدريب وبجهود شخصية من خلال البحث في الكتب والدراسات العلمية الموسيقية بشكل عام وآلة العود بشكل خاص وتعمقت فيها بشكل كبير و اعتبر أن المعلومات التي تلقيتها في المدرسة خاصة في المرحلة الإعدادية كانت بالغة الأهميّة في عمليّة صقل الطالب موسيقياَ وكشف موهبته، كما أن من شأنها تمكين الطالب موسيقياً، عملياً ونظرياً، وهنا أريد التأكيد على أهمية حصة الموسيقا في حياة الطالب وعدم إهمالها واعتبارها مجرد رفاهية .
وأضاف: بدأت أصقل موهبتي في العزف على آلة العود مع النوطة الموسيقية حتى أصبحت أعزف على هذه الآلة من غير النظر إليها وللأصابع.
تمثيل بلدنا
و عن تجربته في فرقة نقابة المعلمين الغنائية قال : في عام 1971 انتسبت لنادي دوحة الميماس كعازف عود واستمريت ما يقارب عشرة أعوام إلى أن انتقلت إلى منظمة اتحاد الشبيبة وفرقة نقابة المعلمين الغنائية و في فترة التسعينات ومع توسع خبرتي في العزف على آلة العود انتقلت إلى آلة القانون وفي فترة وجيزة تمكنت من العزف عليها بعدها انتسبت إلى فرقة نقابة المعلمين في عام 1990 وكنت مدربا بالشبيبة فرق «الغناء الجمالي» ( الكورال ) والعزف الجماعي للفرق الموسيقية و بقيت بالعمل في هذا المجال ما يقارب 20 عاماً ،بالإضافة إلى تدريباتي في فرقة نقابة المعلمين الغنائية برئاسة المرحوم الأستاذ محي الدين الهاشمي حيث كنا نقدم أغان تراثية من موشحات وأدوار وقدود واستطعنا خلال فترة عشرة أعوام أن نمثل سورية في مؤتمر الموسيقا العربية بالقاهرة ثلاث مرات من سنة 1995وحتى 1999 وقد نالت الفرقة إعجاب الجمهور وتم الإشادة والثناء على أدائها ،وبعد عودتنا من مصر تسلمت قيادة الفرقة بعد وفاة الأستاذ محي الدين الهاشمي و استمرت الفرقة في تقديم عروضها والمشاركة بأسبوع الثقافة الموسيقية الذي تقيمه نقابة الفنانين في حمص، وفي عام 1989 انتسبت إلى نقابة الفنانين بدمشق وبعد فترة أربع سنوات قمنا بتشكيل فرقة موسيقية وقمنا بتسجيل حفلات فنية في التلفزيون العربي السوري مع المطرب المرحوم سمير عماري إضافة لعملي في النقابة إلى أن توقفت الفرقة عن نشاطها في أواخر التسعينيات كما ذكرت سابقا ،وبعد فترة الحرب التي تعرض لها بلدنا الحبيب وعودة نادي دوحة الميماس عدت للمشاركة بنشاطاته الفنية وقد تأسس في عام 1933 ويهتم بالموسيقى العربية والتراث الفني الموسيقا .
جزء من حياته
وعن سبب اختياره لآلة العود قال : أصبح العود جزءاً من حياتي، وشغفي بهذه الآلة الرائعة كان سبب اختياري لها باعتبارها آلة شرقية طربية تستخدم سواء كان بالعزف الانفرادي أو بمرافقة الفرقة الموسيقية أو مع مرافقة المطرب وقديما يكاد لا يخلو منزل من وجود هذه الآلة ومع احترافي العزف عليها انتقلت للعزف على آلة القانون ونظراً لقلة وجود هذه الآلة فقد دفعني هذا إلى التعلم عليها والتدريب بشكل شخصي إلى أن تمكنت من العزف عليها وقد ساهمت معرفتي وخبرتي في العزف على آلة العود في التمكن من العزف على هذه الآلة.
خبرة وتدريب متواصل
وعن مقومات العازف الموهوب قال: إن العازف المتمكن من العزف على آلته الموسيقية يستطيع أن يرافق المطرب بالعزف سواء أكان الغناء موزوناً أو غير موزون وتكمن خبرته في كثرة التمرين على الآلة الموسيقية والفترة يجب أن تكون أكثر من ثلاث ساعات وكذلك أن يجيد قراءة النوطة الموسيقية بالدرجة الأولى وأنصح العازفين المبتدئين بكثرة التمرين ولا يستطيع العازف أن يكون ذا خبرة ومعرفة جيدة بالعزف على آلته الموسيقية إلا من خلال التدريب اليومي المتواصل .
لغة عالمية
وعن أهمية الموسيقا في حياتنا قال : الموسيقا لغة عالمية وهي غذاء الروح والإنسان من دون موسيقا يشعر أن هناك نقصا في حياته كما أن لها أهمية في جميع المجالات .
الموهبة والمعرفة
وعن أهمية الموهبة والدراسة الأكاديمية للعازف قال : إذا لم تتوفر الموهبة لدى المرء فمن الصعب أن يتعلم الموسيقا وإذا حاول أن يتعلم يبقى ضعيفاً جداً فالموهبة أولاً ثم صقلها بالمعرفة والدراسة والاطلاع.
نشاطات متعددة
وعن نشاطاته الفنية قال :مشاريعي القادمة مع نادي دوحة الميماس وحالياً أقوم بالتحضير لتقديم حفل فني في رابطة الخريجين الجامعيين والمشاركة بأسبوع الثقافة الموسيقية الذي ستقيمه نقابة الفنانين بحمص بالإضافة لنشاطاتي الفنية التي ذكرتها سابقا
إقبال كبير
وعن رأيه بالفرق الموسيقية التي ظهرت قال : أنا متفائل بظهور فرق موسيقية جديدة وهذا يعني أن هناك إقبالا كبيرا على الموسيقا بشكل كبير.
صعوبات مادية
وعن الصعوبات التي تواجه الموسيقي قال :صعوبات مادية تتعلق بارتفاع الأسعار وهذا انعكس على أسعار الآلات الموسيقية خاصة وأنني خسرت عددا من الآلات الموسيقية مابين (عود و قانون وكمنجا) كنت أملكها في منزلي الكائن في حي القصور بسبب الحرب التي تعرضت لها مدينتنا هذا عدا عن عدم وجود الوقت الكافي لكي يتمرن العازف بسبب حاجته لتأمين عمل آخر يساعده في الظروف المعيشية الصعبة .
هيا العلي