أسئلة كثيرة متوقعة أثارتها محاضرة محمود نقشو المعنونة بـ :” الفن والأدب في العالم الكوانتي ” ألقاها في فرع اتحاد الكتاب العرب في حمص ,لقد برر هدم القواعد الكلاسيكية للأدب ضمن مفهوم العالم الكوانتي مما أثار الكثير من الأسئلة حول استسهال كل أنواع الفنون الكتابية بحجة “لماذا لا تفهمون ما يكتب ” مقولة المتنبي المشهورة ,رغم أنه في الوقت ذاته رأى أن الأدب الذي لا يحظى بجمهور المتلقين هو أدب لا يعول عليه ورأى أن نظريات علمية كثيرة غزت العالم تحدثت عن أثر أي فعل تقوم به الطبيعة ومنها نظرية أثر الفراشة المعروفة وقد مر الفن بمدارس معروفة عبر التاريخ واتجهت الكتابة لتقويض النظريات الكلاسيكية وردم الحدود بين الفنون الأدبية حتى صار الأدب غير خاضع للقوانين بل يصنع قوانينه بنفسه وهذا ما يفسر ظهور القصيدة الحديثة المتفلتة من القواعد الكلاسيكية ونظرية الكوانتوم في الأدب تدعو إلى تحرير الفكر والمخيلة من سطوة الجماليات التقليدية كما تدعو إلى عدم اليقين في أي شيء فكل شيء قابل للتغيير والتطور والشك في عصر النانو ووادي السيليكون .
هذا ما أرد نقشو توضيحه في محاضرته مما دعا الجمهور الحاضر للتساؤل هل الأدباء يتبعون العلماء أم العكس وقد أجاب الدكتور غسان
لافي طعمة في مداخلته عن هذه النقطة بالذات بأن الكثير من أدب الخيال العلمي أوحى للعلماء بالكثير من الاختراعات ومنها مؤلفات ميخائيل الصقال المعنونة بـ”لطائف السمر في الزهرة والقمر” التي تنبأت بالخلوي والمركبة الفضائية قبل اختراعها بعشرات السنين .
ورأى المحاضر محمود نقشو أن أوجه التقاطع بين فيزياء الكم والشعراء أو الفنون عموماً تتجاوز معجماً مشتركاً بينهما مهما اتسع أو ضاق نحو مقاربة مشتركة للعالم تشكل فيها الحواس المدخلَ إلى معرفة لا تطمئن إلى الخصائص أو الصفات النهائية لعناصر الكون أو الحياة بقدر ما تنشغل بالحالات المتمازجة المتقلبة والقلقة لتلك العناصر ورأى نقشو أن أوجه التقاطع بين فيزياء الكم والفنون كثيرة جداً تسعى نحو مقاربة مشتركة للعالم تشكل فيها الحواس المدخل إلى معرفة لا تطمئن للخصائص النهائية لعناصر الكون وتنشغل بالحالات المتمازجة المقلبة لتلك العناصر , فالكوانتوم أصغر مقدار من الطاقة يمكن أن يكون مستقلاً هو من أجزاء الإلكترون وهو عالم شديد الغرابة قلب الفيزياء الكلاسيكية رأسا على عقب ,وقد تركت نظرية الكوانتوم أثرها على الحياة الأدبية.
متابعة : ميمونة العلي.