تهب نسمات رقيقة آتية على أطباق من تباريح فضاءات ، مداها فساحة حقل معجمي لمكوّنات الطبيعة، و عوالم من متسع قرى و مدن ، و بلدات ، فتنطق ثغور الورود نفحها فتيق عبق ، و رياحين شذا ، و تتثنّى ميادة أماليد يافعات أغصان فتهتز لوقع هاتيك النسمات سوق تلك الأزهار لكأنها تراقص وقع الرقّة عذوبة نقاء في أناقة رهافة ، و بوح إحساس في ارتعاشات صدى ، حال عصفور مدّ جناحيه ممازحاً زرقة السماء شقاوة ذهابٍ و إياب ، ووشوشات فراشٍ لحبات ندى في مغازلة أنداء غمام و قد باكره شعاع الصباح ليفيض نضارةً على مطلول مساحب غزلان .. إنها الأشياء في مباشرة أسمائها عناق أثرٍ بأثر في رحاب الطبيعة الغناء لكأنها تحاكي تعاضدها و بهذا تزف بهاءها تلاوين جمالٍ على جمال إنه الإحساس المتأتي حراكاً في مكونات ، و كائنات ما بين واقعٍ و مجاز و بكليهما تشرّع الحياة أبوابها سعةً بألف ترحاب و ترحاب ، حيث سر التكامل أغاريد أنغامٍ ، تراها العيون مشاهد تتشربها دفق دهش ، و دلالات تأمل ، و تتقرّاها البصيرة في كثيرٍ من سانحات تأمل ، إنّه الشعور الجميل في مقاربة الجمال إدراك فرق عتبةٍ ما بين شاهقات ذرا الأطواد , و ساحقات وديان في تموجات سفوح ، و حنو منحيات تسترق استواء الطبيعة غنج تعرجات لترسم مسار الغدران ، و على مصاطب المدى باسقات أشجار ووافرات زروع ، فتتملى العين ، و تكون في البصيرة البلاغة في الفطن نباهة كل بلاغة ، و جمال كل تعبير . إنه نسج التناغم في مكين مواطن الإحساس الطافح حتى الثمالة بتفاصيل دلالات الإدراك جمعاً لعمليات عقلية ووجدانية في تمثل قيمة اللحظة في الانتباه, وروعة المدرك في المشهدية, وعظمة التلاقي في القراءة والتبصر في غنائية الروح, وهي تنشد ترانيم الحياة,وقد زهت حبوراً بمثاقفات الحروف والكلمات وقرائح المبدعين في القوافي والعلوم والفنون ما بين قراءات ودراسات ليعتمر العقل بسعادة المعرفة,وليتقد الوجدان دفء اصطلاء في حنايا الروح همهمات لهفات تسابق الأنفاس تشدها صوب العلا فِكرٌ وأفكار فما الشّعور إلا وجدان , وما الإحساس إلا الصورة الأولية للوعي ما أجمله الشعور بوح إحساس يوقد كل جُذا في مداخل السارحات خواطر, والنافحات هواجس, والمشرئبات مؤشرات كل مقدح للذهن معمارية صروح وصروح من رؤى وتصورات وما أحلاه هذا التناغم في ثقة المرء بذاته ثنائية قدرات, واستثمار للوقت, ونتاجات ذات قيم مضافة تتجاوز المألوف المستهلك عبر بديع كل جديد للفكر والعمل والإنتاج فالشعور فساحة صدق في بذار كل بناء ما أحلاه! وهو يمد ذراعيه ,عبا, لأنفاس النسمات الطيبة من كل تراحم وتعاضد, وإحساس يحاكي جذور الينابيع في قراءة سُقياها فتكون الحياة حتى يصير المرء ملمس النبالة نضارة على محيا وجوه, فإذ به الدنا على مطالع أصباح دهورها قيمة وقامة,لها المدى كل حضور وما أجمل بوح بدوي الجبل في مكارم الشعور على أهداب القوافي: أشقى لمن حمل الشقاء كأنما أتراح كل أخي هوى أتراحي وودت حين هوى جناح حمامة لو حلقت من خافقي بجناحي
نزار بدّور