أغنت الأديبة خديجة بدور المكتبة بمجموعة من المؤلفات الأدبية و البحوث الاجتماعية, وأنهت عملها الإداري في مديرية الثقافة في حمص كمديرة للمركز الثقافي بعد مسيرة عمل حافلة بالنشاطات والإبداع توجتها بتكريم جميل حظيت به من قبل زملائها وأصدقائها المثقفين ,وقد تخلل حفل التكريم مجموعة من الكلمات عبر خلالها أصدقاؤها عن تقديرهم واحترامهم لمسيرة 25 عاما من العمل الإداري في المركز الثقافي في حمص قضتها بالإخلاص والتفاني , حيث أشاد الدكتور قصي أتاسي بالصفات الأدبية التي تتمتع بها الأديبة بدور وقد تركت ذكرى طيبة في نفوس جميع من عرفها وتعاون معها وهي المعروفة بتواضعها الجم وعشقها لعملها وهي التي رفضت تركه في أحلك الظروف خاصة عندما اشتد عليها المرض …بل صار العمل هو البوابة الوحيدة للشفاء مما ألم بها حتى تعافت تماما بسبب حرصها على متابعة العمل في المركز الثقافي دون كلل أو ملل . وبينت الأستاذة فاطمة الأسعد مديرة المركز الثقافي الحالية أنها تعلمت من بدور الصبر والحكمة في إدارة مجموعة من المعطيات لإنجاح أي نشاط ثقافي يقيمه المركز ومن شخصيتها استوحت الصبر والقوة في مواجهة العقبات وما أكثرها في بيئة خارجة من الحرب وتعاني من تبعاتها في كل المجالات بما فيها المجال الثقافي.
كما ألقى الشاعر آصف شيحة والشاعرة رحاب رمضان مجموعة من القصائد التي تحدثت عن صفات السيدة خديجة الخلقِية والخلُقية ,ثم ألقت السيدة خديجة خاطرة جميلة لخصت فيها مسيرة عملها الوظيفي وحياتها الأدبية .
والجدير بالذكر أن المكرمة من مواليد ١٩٥٨تحمل إجازة في الفلسفة من جامعة دمشق ,صدرت لها خمسة بحوث اجتماعية ومجموعتان قصصيتان وديوانان قصائد نثرية وروايتان الأولى «عودة السنونو والثانية قيد الطباعة بعنوان «دماء على قامات من نور».
وعلى هامش هذا التكريم التقينا الأستاذة خديجة بدور فحدثتنا عن بداياتها الصعبة بالقول:كمعظم فتيات جيلي تزوجت باكراً وأنا ما زلت أدرس في ثانوية الغسانية بحمص وتابعت دراستي في جامعة دمشق اختصاص فلسفة وتخرجت من الجامعة سنة ١٩٨٥ وحصلت على دبلوم تأهيل تربوي سنة١٩٨٦ وبعد تخرجي عملت مدرسة في المدارس الثانوية بحمص ثم التحقت للعمل في زارة الثقافة وعملت كمرشدة ثقافية في مديرية الثقافة بحمص وفي سنة ٢٠١٣ ,كلفت بإدارة المركز الثقافي وأنهيت عملي حاملة كل المحبة للمثقفين والشعراء .
الحرب أشعلت فيَّ النار والنور
وعن أثر الحرب في نتاجاتها الأدبية قالت: هذه الحرب أشعلت أحرفي ناراَ وأدمعت عينيّ, وأعطتني صوراً لم تخطر في خيالي دوّنتها برواية وكتبتها شعراً ونثراً.
تتميز الأديبة خديجة بدور بأسلوبها السهل في سرد القصص والحكايا وتقول في هذا الصدد حول نتاجها القصصي : أحاول أن أجد طريقاً مباشراً إلى قلب القارئ فقصصي مجموعة مواقف إنسانية حدثت معي أو سمعت بها , وهي همٌّ إنسانيّ في مجتمع, يحمل هموم المرأة ومعاناتها وخوفها من أن تفقد ذاتها , فكتبتُ بنبْض المجتمع وبشعور المرأة بحزنها وقهرها وانتصاراتها , ورصدت بعض الهموم التي يرزح الإنسان تحت وطأتها ,وإن كل قصة من قصصي تحمل قضية إنسانية مليئة بالألم والعواطف السامية, والخيبة أحياناً فالكثير من قصصي تشي بعدم قدرة أبطالها على الصمود أمام صخرة الواقع وسطوة الأعراف البالية أتمنّى أن أكون قد حملت رسالة إنسانية وزرعت مبادئ نبيلة على طريق المتلقي آملة أن أبدل شرور العالم بزهور الخير , فكم هو جميل أن نحوّل المحن والعادات السيئة التي تعترض مجتمعنا إلى عطاء إنساني, فننظر إلى الجزء الممتلئ من الكأس وليس الفارغ منه.
تعيد لي توازني
وعن مرحلة ما بعد التقاعد من العمل الوظيفي قالت :لن يتوقف قلمي عن الكتابة أبدا فالكتابة بالنسبة لي كالنهر العذب الجريان.
وكتاباتي من الواقع, أنهل منه وأعكس مافي داخلي على الورق أعبر بالكتابة عن نفسي وعن هواجسي فأزيح جزءاً من الضعف النفسي داخل بوابة الكتابة في الليل وسكونه وقد تمتد كتاباتي الى ساعة متأخرة .. فالكتابة تعيد لي توازني وأرى في تقاعدي الوظيفي بداية نشاط وتفرغ لعالم الأدب.
وعن هذا التكريم الذي جاء من أعلى الهرم الثقافي الرسمي قالت: فوجئت بهذا التكريم وكنت أعتقد أن زملائي قد أعدوا لي حفلاً صغيراً وإذ بي أمام حشد كبير من القيادة الثقافية الرسمية وحشد كبير من المثقفين والشعراء وزملائي وهذا يعطيني زاد محبة يكفيني لسنوات التقاعد فشكرا وألف شكر لسوريتي التي أعطتني كل هذا الحب.
ميمونة العلي