نزرع البسمة.. لتزهر أملاً

لقد أثبتت الجمعيات الأهلية يوما بعد آخر وجودها في المجتمع السوري وقدرتها على إحداث تغييرات إيجابية فيه حيث تحولت لرديف حقيقي للمؤسسات الحكومية في الارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين ويبقى تطورها وتجربتها محكوما بتعزيز الدعم لها وتهيئة البيئة المناسبة لتفعيل الدور المنوط بها والتوسع فيه.
للعمل على تحسين الواقع الصحي والاجتماعي للأطفال المصابين بالسرطان في سورية وتقديم الدعم النفسي والمعنوي لهم ولأسرهم خلال فترة العلاج ودعمهم ماديا لتحمل نفقاته الى جانب دعم وحدات معالجة السرطانات في المشافي وتحسين واقع الخدمات الطبية المقدمة للأطفال وتشجيع المبادرات المتعلقة بإنشاء وحدات جديدة محليا ونشر التوعية المجتمعية حول مرض السرطان عند الأطفال.

انطلقت جمعية بسمة فعلياً من بداية عام 2005 حين بدأت مجموعة من الشباب والشابات بترتيب زيارات دورية إلى مشفى الأطفال في دمشق وحدة أمراض الدم والأورام (المركز الوحيد في سورية المعني بعلاج الأطفال المصابين بالسرطان) بغية تقديم الدعم المعنوي والنفسي والاجتماعي لهؤلاء الأطفال. سبق ذلك سنة كاملة من البحث وجمع المعلومات سعياً للاطلاع على واقع هؤلاء الأطفال وأهاليهم وطبيعة ونوعية الخدمات المقدمة لهم في سورية، وللاطلاع أيضاً على تجارب دول أخرى كالمغرب واليونان ومصر والأردن ولبنان وكيفية تعاملهم مع هؤلاء الأطفال من منظور اجتماعي ونفسي و تنموي. وفي نهاية عام 2005 كان لدى الفريق رؤية واحدة وهي ضرورة إنشاء جمعية مستقلة تخدم هذه الشريحة… فكانت ولادة « بسمة». وقد اتخذت بسمة منذ تأسيسها منحى التركيز على الجانب الاجتماعي للمرض وأثره على عائلة الطفل المصاب نفسياً واقتصادياً، بالإضافة إلى الاهتمام بالجانب الطبي للمرض أيضاً انطلاقاً من حقيقة وجوب العمل على الجانبين من أجل ضمان حصول الطفل على علاج ورعاية مناسبين. أشهرت جمعية بسمة وهي أول جمعية من نوعها في سورية لدعم الأطفال المصابين بالسرطان وأهاليهم بعد فترة تحضيرية دامت سبعة أشهر في 18 نيسان 2006. كما قامت بسمة بافتتاح وحدتها التخصصية لمعالجة الأطفال في مشفى البيروني والتي تتألف من 16 سريراً داخلياً وغرفة إجراءات وعيادة نهارية وغرفة ألعاب وصيدلية. وتم البدء بالعمل بالوحدة بتاريخ 28/4/ 2009 وافتتحت الوحدة رسمياً من قبل السيدة أسماء الأسد بتاريخ 15/9/2009
لجنة الدعم النفسي والمعنوي
تعمل هذه اللجنة على تقديم الخدمات الاجتماعية النفسية والمعنوية للأطفال المصابين بالسرطان وأهاليهم خاصة خلال فترة الاستشفاء وذلك من خلال:
– برنامج زيارات المشفى : يهدف هذا البرنامج إلى تصميم زيارات دورية خمس مرات أسبوعياً إلى وحدة معالجة الأورام عند الأطفال الموجودة في دمشق والتي تقوم بسمة بدعمها كوحدة الدم والأورام في مشفى الأطفال ووحدة بسمة التخصصية لعلاج الأورام عند الأطفال في مشفى البيروني الجامعي حيث يتم الترفيه عن الأطفال من خلال فعاليات وأنشطة مختلفة مبرمجة مسبقاً كما يتم تصميم زيارات خاصة خلال المناسبات يتم خلالها توزيع الهدايا للأطفال الموجودين في هذه الوحدة. .
برنامج النشاطات خارج المشفى : يهدف هذا البرنامج إلى إبقاء الجمعية على اطلاع بحالة الأطفال خلال الأوقات التي يتواجدون فيها في منازلهم خلال الاتصال الدوري بعائلات هؤلاء الأطفال والاطمئنان على حالتهم وتقديم أي دعم ممكن لهم خلال هذه الفترة. كما يضم هذا البرنامج إقامة نشاطات جماعية خارجية لعدد معين من هؤلاء الأطفال شهرياً للترفيه عنهم وإقامة نشاطات نوعية تهدف لدعمهم وتمكينهم من التعامل مع المرض بشكل أفضل ويتم العمل حالياً على إقامة زيارات دورية للمتطوعين للأطفال في منازلهم لتقديم الدعم اللازم.
لجنة التوعية
تعمل هذه اللجنة على نشر التوعية حول مرض السرطان عند الأطفال وشيوعه وأساليب الكشف المبكر عنه وأسلوب العناية بالطفل المصاب بالسرطان ، بين عائلات الأطفال المصابين أولاً و في المجتمع عموماً ثانياً من خلال البرامج التالية :
برنامج توعية عائلات الأطفال المصابين بالسرطان : يهدف إلى رفع مستوى الوعي لدى هذه العائلات حول طبيعة المرض و كيفية التعامل مع هؤلاء الأطفال و رعايتهم بالشكل الأمثل.
برنامج التوعية المجتمعية : يهدف هذا البرنامج إلى نشر الوعي بين المتطوعين أولاً و المجتمع ثانياً حول مرض السرطان عند الأطفال و كيفية الكشف المبكر عنه و التخطيط لإجراء نشرات دورية و غير دورية فيما يتعلق بهذا المجال.