بعيداً عن النمطية القديمة في الأداء المسرحي لقصة الكاتب الشهير ( شارل بيرو ) الموجهة للأطفال تحت عنوان (سندريلا )لتعليمهم ثقافة نشر الحب والتسامح وأن الصبر مفتاح الفرج وأن العدالة لابد أن تتحقق , تمكنت المخرجة سحاب جحجاح من إضافة أبعاد غاية في الأهمية على القصة من خلال التصرف فيها بحنكة بارعة بإضافة أبعاد الصداقة الحقيقية وأهمية القراءة والثقافة والإرادة على تحقيق الطموح وإضافة نكهة كوميدية شدت المتابعين بشكل كبير .
اللمسات الفنية الجمالية للمخرجة جحجاح كانت واضحة بشكل كبير على العمل الذي اختصر بشكل كبير دون المساس بجوهره رغم التعديلات عليه وبحبكة محكمة أخذت قصة سندريلا طابعاً جديداً فيه الكثير من المعاني السامية والعلاقات الإنسانية ( الصداقة والحب والتسامح ) إضافة إلى أهمية القراءة لتعزيز الثقافة العامة وهذا ما يحتاجه أطفالنا واليا فعون منهم بعد كل ما مر على بلادنا خلال عقد ونيف من الزمن وحرم أطفالنا من التمتع بطفولتهم البريئة بل دفعهم في بعض أحيان إلى أمور أكبر من أعمارهم وألعاب لم تكن مألوفة لمن في مثل سنهم من قبل أو كانت على الأقل محدودة بشكل كبير .
وهنا لابد من الإشارة إلى بزوغ نجم مواهب فنية في عالم الفن أبدعت وأتقنت دورها في العمل وإن تمت العناية بها كما يجب حكماً سيكون لها شأن كبير مستقبلاً وهذا ليس غريباً عن محافظة حمص التي خرجت الكثير من النجوم في مجال التمثيل والفن ولهم بصمات واضحة على مستوى الوطن العربي .
وتأكيداً على جمالية العرض أشار مشرف قسم الفنون المسرحية في الإدارة المركزية في وزارة التربية كمال سكيكر إلى ضرورة إعادة عرض العمل المسرحي أكثر من مرة في محافظة حمص ودعوة طلاب مدارس المحافظة لحضوره مع إمكانية إقامة عرض مركزي على مسرح دارة الثقافة بحمص .
وأخيراً من المهم متابعة إقامة مثل هذه العروض الفنية ( مسرحية – موسيقية ) الموجهة للأطفال والتي من شأنها اكتشاف مواهب جديدة للعمل على صقلها إضافة لبث قيم إنسانية وأخلاقية في نفوس أطفالنا تبعث على الفرح وتعمل على إزالة آثار الحرب ومخلفاتها كما إنها تعيد للمسرح عموماً ألقه وبريقه فهو أبو الفنون ومدرسة تربوية قائمة بذاتها .
العروبة – يوسف بدور