خصائص وأشكال الأدب الشعبي 

الأدب الشعبي أو التراث الشعبي هو فرع مهم  من فروع المعرفة الإنسانية ولد في النصف الأول من القرن التاسع عشر وهو واحد من أبرز موضوعات الفولكلور الذي يعتمد على دراسة الأدب الشعبي.
وهو ما تتناقله الأجيال من جيل إلى جيل بالطريقة الشفوية وتتألف من أنواع السرد النثري والشعري والقصائد والأغاني والأساطير والمسرحيات والألغاز وكانت حصيلته مادة غنية واسعة من المعارف .
وقد تناولت كل مجموعة بشرية أدبها الشعبي بطريقتها الخاصة الذي يمثل تاريخا من التغير الدائم لأنه يقوم على الرواية الشفهية فضلا عن المؤثرات المادية والاجتماعية التي تمارس دورا مهما في تطور هذا التقليد الشفوي والمدون وقد حلت أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة محل الأدب الشعبي في تلبية الكثير من الأغراض التي كان يلبيها اجتماعية ونفسية وثقافية وتربوية كما أسهمت الإذاعة والتلفزيون في تقديم الأدب الشعبي لمختلف فئات الشعب .
أما عن خصائصه فهو أدب شفوي معن بالحديث والغناء ويعتمد على ثقافة حية تعنى وتقوم بحمله من جيل إلى جيل وهو يعتمد على الذاكرة لذلك يتعرض للنسيان أو الإضافات أو الاستبدالات المقصودة وغير المقصودة مما يجعل مادته في طور التشكل الدائم الذي لا يكاد ينتهي.
لكن شفوية الأدب الشعبي التي تميزه عن الأدب المدون لا تعني انقطاعه عن النشاطات الإنسانية وهو جزء لا يتجزأ من التراث الذي يشمل العادات والتقاليد وأنواع الرقص والموسيقا الشعبية وهي جميعا تدرس ضمن حقل معرفي يعرف (بالأنثولوجية ) ويعتمد بقاء الأدب الشعبي على استمراره حيا في أذهان الناس وهو معن أيضا بمساعدة الذاكرة الإنسانية على حفظه بتقنيات مختلفة أهمها :
1 ـ التكرار : لا يقتصر على الأغنية الشعبية بل يشمل الخرافة والحكاية اللتين كثيرا ما يتكرر المشهد فيهما دون تغيير وقد يكون طفيفا .
2 ـ استخدام الصيغ التعبيرية الجاهزة مثل ( كان يا ما كان ) (عاشوا في سبات ونبات وخلفوا صبيان وبنات ) لأنها تشكل مرتكزا بين الراوي والمتلقي
3 ـالارتجال مع الاحتفاظ بالبنى العامة للمادة المنقولة إذ يجتمع نمط سردي أساسي وحرية المادة المسرودة ضمن حدود التقاليد المرعية
4 ـ استخدام التفاصيل الواقعية المستمدة من البيئة الخاصة بالراوي أو المتلقي  مما يساعد خيال المتلقي على استيعاب عالم الخرافة أو الحكاية الشعبية ويضفي على هذا العالم مصداقية مرغوبا فيها ولكنه لا يلغي حقيقة أن جل الأدب الشعبي تخيل وغير واقعي
5 ـ هو ربط الحوادث المسرودة بعقدة محكمة تسوغ تتابعها علىنحو معين وهو شرط مهم لشعور التوحد مع شخصيات الحكاية الشعبية أو الخرافة .
والأدب الشعبي لصيق بالمجموعة البشرية وهو أدب متنوع ويختلف باختلاف الشعوب والظروف التي نشأ فيها وهذا مرده الى الاختلاف الجغرافي وهو سبب تنوعه الخلاق والمثير في شكله ومضمونه وتقنياته وموضوعاته .
وللأدب الشعبي عدة أشكال نذكر منها :
1 ـ الأغنية الشعبية : وهي شكل تعبيري شائع في معظم الثقافات يستخدم الكلمة والموسيقى في آن معا وتوظف الأغنية الشعبية عادة في الحرب والحب حيث تخفف عبء العمل الجماعي .
2 ـ المسرحية الشعبية : وهي شكل تعبيري يتصل بالأدب الشعبي من بعيد والمسرحيات الشعبية فيه تقوم على رقصات بعضها بدائي وبعضها متطور وتتضمن أحاديث أو أغنيات .
3 ـ الحكاية الشعبية : وهي شكل تعبيري شائع شيوعا واسعا في كل الأزمنة والأمكنة يكون بعضها بسيطا وبعضها معقدا إلا أن ثمة نسقا واحدا مشتركا فيما بينها يتمثل في وجود الراوي والجمهور ومن أهم ما يميز موضوعاته الحكاية الشعبية وهي لا تختلف كثيرا عن الأساطير وموضوعاتها مستمدة من المغامرات والعجائب والرحلات إلى العالم الآخر وغالبا ما تكون مجهولة المؤلف .
4 ـ الخرافة : هي شكل تعبيري يختلف عن سابقه التخيلي قابلة للتصديق وغالبا ما تصور الخرافة المخلوقات الغريبة وخيول طائرة وحيوانات ناطقة وحوريات وساحرات وشخصيات تاريخية .
وأخيرا لا يسعنا إلا أن نقول: إن التراث الشعبي كان وما زال خير مؤنس لنا في حياتنا وهو معين لا ينضب لأدب الأطفال وملهم للكتاب والأدباء خاصة بعد أن أصبح الكون قرية كل شيء فيها في متناول الجميع .
شلاش الضاهر

المزيد...
آخر الأخبار