الصداقة الحقيقية في ميزان الاختبار

الإنسان كائن اجتماعي بطبعه ،لا يستطيع العيش بمفرده، وانطلاقا من هذه الصفة نشأت العلاقات بين الأفراد، بين الأهل والجيران، في المدرسة وفي الجامعة وأماكن العمل المختلفة، وغيرها، واختلفت درجاتها من مجرد المعرفة العادية إلى الصداقة، وهي درجة عالية في شكل العلاقة بين الأفراد، ففيها يستطيع الصديق أن يبوح لصديقه بما يشعر به وأسراره التي يخفيها حتى عن أهله وأقرانه الآخرين.

وتختلف أشكال الصداقة ، فهناك الاجتماعي المحب لتكوين صداقات وغير الاجتماعي الذي يكتفي بالمعرفة البسيطة، لكن يتفق الجميع على وضع شروط خاصة للعلاقة كي تصل إلى درجة الصداقة التي تزهو وتنتشر خاصة في فترة الشباب, فيا ترى كيف ينظر شباب اليوم إلى الصداقة والعلاقات الاجتماعية، وهل من شروط لهذه العلاقات؟ التقينا بعضهم فكانت الآراء التالية :
صداقات ومعارف جديدة
يؤكد جمال – طالب هندسة معلوماتية على أهمية العلاقات الاجتماعية في حياة كل فرد منا، فلا يوجد إنسان يعيش بمفرده، والحاجة إلى الناس ضرورة للترويح عن النفس فقال : تختلف نظرتنا – نحن الشباب – عن الفتيات في اختيار تلك العلاقات، وذلك لطبيعة الرجل غير العاطفية في نظرته للآخرين, فيحرص على تكوين صداقات ومعارف عديدة ومختلفة، لكن معظمها لا يستمر على المدى البعيد، إلا مع فئة محددة من الأصدقاء الذين يجمع بينهم التفاهم والحب والاحترام وتقارب السن والميول والهوايات نفسها، قد تكون طباعهم مختلفة لكن يوجد وفاق.
اكتساب خبرات ومهارات
عبد الرحمن بدر يحب التعرف على شخصيات جديدة لكسب الخبرات والمهارات التي تعينه على فهم الحياة بشكل جيد، ويستطرد قائلا: لكن لدي بعض التحفظات عندما يتعلق الأمر بالمعارف والأصدقاء المقربين إلي بشكل شخصي، حيث لا بد أن تتوافق أفكار من أقوّي علاقتي به وأتعامل معه مع أفكاري ، مما يقرب المسافة بيننا في أسلوب التعامل، حيث تجمعنا العادات والتقاليد التي نشأنا عليها. أما غير ذلك فيمكن أن يكون من أتعرف عليه زميلا ولا تصل علاقتي به إلى درجة الصداقة.
التشابه مطلوب
بتول – طالبة صيدلة تقول : هناك فرق كبير بين الزميلة والصديقة، فزميلة العمل تختلف كليا عن الصديقة رفيقة الدرب، لذلك لا أطبق الشروط والمواصفات التي أريدها في صديقتي القريبة مني على زميلتي في العمل أو الجامعة التي أقدرها وأتعامل معها على الرغم من الفروق بيننا، لكن من أتخذها رفيقتي أريدها أن تشبهني في التفكير والنظرة للحياة , مما يقلل المشاحنات، وبالتالي حدوث مشاكل كثيرة تنجم عن الاختلاف في أسلوب التفكير والآراء .
الخبرة في الحياة
صباح – طالبة جامعية قالت : الانفتاح على الآخر يكسب الشخص المرونة في التعامل مع محيطه وفهم الحياة وترجمة الأحداث بكافة أنواعها , والآن أصبح العالم قرية صغيرة فتعيّن علينا فتح باب التعرف على ثقافات الدول الأخرى من حولنا.
وأضافت :في علاقاتي لا أفرق بين صديق أو زميل إلا بالأخلاق والذوق في التعامل معي، فأحرص على تكوين الكثير من الصداقات والمعارف في جميع مراحل حياتي لتعطيني خبرة واسعة تساعدني على اجتياز اختبارات الحياة الصعبة، وتحقيق النجاح في وقت أسرع بسبب مهارة التعامل مع الكثير من الشخصيات المختلفة في الطبائع.
مازلنا أصدقاء
صفاء – طالبة جامعية تقول:لا يهمني في من أتعرف عليها أن تكون من بيئتي ، فالأخلاق هي الأهم إلى جانب الراحة النفسية، فهما يمثلان أولويات فتح باب التعامل مع أحد ما وتكوين صداقة معه، سواء كانت زميلة عمل أو أحد الأقرباء، فحينها يتكون بيننا تفاعل واضح وتولد بعد ذلك صداقة حميمة لا نستغني عنها.
وتابعت حديثها قائلة: إنني حتى الآن على صلة قوية بصديقات عمري منذ الطفولة وهن لا يعوضن، فقد مرّت علينا سنوات طويلة من شد وجذب وتفاعل في الحياة، فأصبحنا نفهم بعضنا البعض أكثر.
مصلحة شخصية
نضال – طالب جامعي قال :مع تطور الزمن ووجود التكنولوجيا قل التواصل الاجتماعي بين الناس المتمثل في الزيارات واللقاءات , وبسبب التكنولوجيا طغت المحادثات عبر وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقة بين الأصدقاء ,و أصبح الجميع الآن مشغولا في دائرة الصراع مع الحياة، وأغلب المعارف تعتمد على المصلحة الشخصية.
تبادل الخبرات
يقول أسامة : انه بطبيعته شخصية اجتماعية يحب التعرف على الآخرين ، لتبادل الخبرات والثقافات المختلفة, وبرأيه أن الصداقة مهمة في حياة الإنسان فقد يرتاح الشاب للصديق أكثر من الأهل، ويشعر أنه الأقرب له والأكثر فهما لهمومه ومشاكله وهو من يستطيع مشاركته أفراحه وأحزانه.
لغة متقاربة
فاديا – طالبة جامعية قالت : لا يوجد شخص يعيش من دون أناس حوله يحبهم ويحبونه، فالإنسان في حاجة إلى صديق “ يفضفض “ معه أكثر من أقربائه الذين قد يخجل من الحديث معهم في بعض الأمور الشخصية، وأحيانا قد يسبب الحديث بعض الحساسيات في التعامل بين الأقرباء,فمع الأصدقاء تتوافر لغة متقاربة وهي عامل مهم في التعامل مع الطرف الآخر، لأنها تقرب الأفكار وتسهل التفاهم والتواصل بحيث يكون بشكل أكبر وأسرع فيما بيننا.