سبيل لتأمين عليقة خضراء في الأوقات الحرجة .. استنبــات الشعيـر وفـر اقتصـادي جيـد ومـردود إنتاجـي كبيـر
تستمر مديرية زراعة حمص بتمكين الفلاحين ومربي الثروة الحيوانية ودعمهم بأحدث الأفكار والأساليب العلمية والتي تؤمن الحلول الاقتصادية في ظل غلاء أسعار مستلزمات العملية الإنتاجية في القطاع الزراعي بشقيه النباتي و الحيواني.
وعن فكرة استنبات الشعير بدون تربة ذكر المهندس محمد نزيه الرفاعي مدير زراعة حمص بأن المديرية بمهندسيها و فنييها تعمل جاهدة لإرشاد المزارعين والمربين لأسهل الطرق العلمية وأحدثها لتحقيق المردود الأكبر وحالياً وعن طريق الوحدات الإرشادية الموجودة في ريف المحافظة و الوحدات الداعمة التابعة لها سيتم إيصال فكرة استنبات الشعير دون تربة و ذلك لتمكين المربين من تأمين عليقة خضراء جيدة وذات فوائد متعددة وبأقل التكاليف خاصة في الأوقات الحرجة ..
مشيراً إلى أن فكرة الاستنبات ليست حديثة وظهرت في عهد الفراعنة حيث كانوا يعلمون قيمته الغذائية و قدرته العالية على الخصوبة وظهر ذلك جلياً على أوراق البردي كما ظهر في الصين قديماً , و لكن لأن محافظة حمص غنية بالمراعي لم يفكر المزارعون باللجوء لهذه التقنية , ولكن مع تراجع كميات الأمطار خلال السنوات الأخيرة أصبحت الحاجة ملحة للعلف الأخضر كونه جيد لتربية الثروة الحيوانية كفائدة غذائية وعليقة خضراء..
وعن التفاصيل ذكر المهندس محمود غصة رئيس دائرة المركز الغربي بأنه تم اللجوء لاستنبات الشعير وتدريب الفنيين في المديرية لنقل هذه التقانة إلى المربين , حيث تم تجهيز عرض للفنيين وأجري التطبيق العملي بالتعاون مع مركز التدريب على الأبقار في المختارية وتم استنبات الشعير , و يقوم المركز حالياً بتطبيق هذه التقنية أثناء انقطاع الأعلاف الخضراء و تطبق حقلياً و بغرف مغلقة دون أي معوقات ولاتحتاج إلا المحافظة على الرطوبة بأوقات معينة والإضاءة ببعض الأحيان .. و باستطاعة أي مرب أن يقوم بتنفيذ هذه التقنية بسهولة كبيرة جداً .. و ليست حصراً على منطقة معينة و يستنبت الشعير في صناديق أو صوان بالحقل أو بغرفة أو بأي مكان و غير مقيدة بزمان أو مكان.. وهي طريقة مجدية اقتصادياً إذ أن كل كيلو واحد من الشعير الجاف بعد المعاملة يعطي 6-7 كيلو شعير أخضر لتكون تكلفة الكيلو الواحد 30 ليرة فقط …
وبذلك يؤمن المربي علفاً أخضر بعيداً عن المواد الكيميائية و المبيدات و الأسمدة و يزيد إدرار الحليب و المقاومة و المناعة بشكل مجرب ..
وأضاف غصة :إن الاستنبات الزراعي للشعير يتم عن طريق تعريض بعض حبات الشعير للظروف الجوية التي تساعد على النمو ومع الوقت يتحرر النشاء داخل الحبة و يتحول إلى سكريات صغيرة وهذه السكريات التي توجد في الحبة تعطي بروتيناً بسيطاً يتحول إلى أحماض أمينية تكون سهلة الهضم و تتضاعف قيمتها الغذائية و خاصة في الشعير حيث تحتوي على البروتين و الفيتامين ..
مؤكداً أن الشعير المستنبت كمشروع إنتاجي يدر ربحاً عالياً نظراً لمميزاته الكثيرة ويساعد على تحسين أداء الحيوان و تحسين حالات العضلات و جودة اللحم و ذلك لاحتوائه على كمية عالية من البروتينات سهلة الامتصاص , و يزيد من إنتاج اللحم ليصل في عجول التسمين إلى 1,5 كغ يومياً و الخراف إلى 300 غرام يومياً …
خطوات الاستنبات
وعن خطوات استنبات الشعير ذكر غصة أن المرحلة الأولى هي نقع وتعقيم البذور , ويتوجب قبل النقع تصفية البذور من الشوائب و الحبوب المكسرة خاصة أن الحبوب المكسرة هي أحد أسباب البكتريا و تولد العفن ونستمر بعملية التصفية حتى نحصل على ماء صاف , و بعد التصفية يتم تعقيم البذور بالكلور السائل المتداول في الأسواق ذي المادة الفعالة 6% أو 4% أو 2% وهو أفضل معقم للبذور لمدة تتراوح بين ربع ساعة و نصف ساعة و بعدها تغسل البذور جيداً من بقايا الكلور..
وعن مدة النقع ذكر غصة بأنه في المناطق الباردة تكون لمدة لا تتجاوز 24 ساعة بشرط أن تنقع لمدة 12 ساعة وبعدها تصفى من الماء و يريح لمدة ساعة ثم ينقع من جديد لمدة 12 ساعة , أما بالنسبة للمناطق الحارة و في فصل الصيف يجب ألا تزيد مدة النقع عن 12 ساعة لأن طول المدة لايفيد وأحياناً يسبب زيادة في النشاط البكتيري عن الحد المطلوب الذي يؤدي للتعفن ..
الاستنبات بالصواني
تزرع البذور في صوان مناسبة بقياسات مختلفة ومتعددة ومختلفة ويجب اختيار قياس مناسب للعمل ووضع كمية الشعير المناسبة حيث تحسب مساحة الصينية و تقسم على 2 وتكون كمية الغرامات التي يجب وضعها في الصينية الواحدة أو يتم وضع 5 كغ من البذار للمتر المربع الواحد أو بسماكة لا تزيد عن 1,5 سم…
وبعد التوزيع المناسب للبذور في الصواني يعامل المنتج و يؤمن له الجو الشتوي في أول يومين حيث تترك البذور بدون إضاءة و كأنها مدفونة في الأرض و في اليومين التاليين تسلط عليها إضاءة بسيطة كجو شتوي غائم و في اليومين الخامس و السادس يؤمن جو ربيعي بالنسبة للإضاءة أما اليومين السابع و الثامن فجو صيفي من ناحية الإضاءة كل هذا يتم بنقل الصواني من مرحلة لأخرى فالإضاءة ثابتة و الصواني تنتقل من يوم لآخر نحو الإضاءة ..
أما بالنسبة لوقت رش الماء فهو كل 4 ساعات لمدة 5 دقائق أوأقل حسب ضغط المرشات..
الأهمية الغذائية
يحتوي الشعير المستنبت في تركيبته الطبيعية على مجموعة من الفيتامينات و الأملاح المهمة والضرورية والعناصر الطبيعية و الأحماض الأمينية وكذلك البروتينات العديدة التي تجعل منه غذاء جيداً يضاهي في أهميته الأعلاف الجافة و يحتوي أيضاً على العناصر المعدنية بما فيها البوتاسيوم والكالسيوم والفوسفور والمغنزيوم وكذلك الحديد وعنصر الزنك ومجموعة من الفيتامينات الطبيعية على رأسها فيتامينE و فيتامين B وفيتامين C .
وله دور في تسهيل عملية الهضم عند الحيوانات و يرفع من معدل الخصوبة لديها و ذلك بفضل احتوائه على كل من أحماض RNA و DNA حيث يحفز من إنجاب التوائم و يزيد من المناعة وبالتالي يقلل من تكاليف العلاجات البيطرية ..
كما أنه يعتبر مفيداً لتغذية الأبقار الحلوب و الأغنام و الماعز و ذلك بفضل احتوائه على مدرات للحليب تفوق 30% من الشعير الجاف لأنه غني بالأنزيمات المدرة للحليب , وللشعير دور في تحسين الصحة العامة للحيوان و يزيد من جودة الجلد و صحته و يحفز من لمعان لونه و يحسن قوة حوافره وأسنانه مما ينعكس إيجاباً على قوته و قدراته , كما أنه يزيد من كمية وجودة صوف الأغنام و يزيد كميات حليب الأمهات بصورة تكفي لرضاعة صغارها مما يغني عن الحاجة للرضاعات الصناعية, و يساعد على وصول صغار الحيوانات لمرحلة البيع بأقل التكاليف مما يعد بالأرباح الكبيرة حيث يزيد من الأوزان بوقت قياسي و قصير, وبالتالي التخفيض من تكاليف تغذية الحيوانات بأنواعها المختلفة ,كما أنه يرفع من القيمة الغذائية للحليب الناتج , كما يزيد من نسبة اللحوم و يقلل من نسبة الدهون الضارة إلى حد كبير حيث يزيد من معدلات التحويل بوزن يصل إلى 1700 غرام لدى العجول و الأبقار الصافية و إلى 1300 غرام في العجول المختلطة وما يقارب الكيلو غرام لعجول الأبقار البلدية ..
وأشار إلى أن المديرية حالياً في طور نقل هذه التقنية للمربين عن طريق الوحدات الإرشادية والوحدات الداعمة التابعة عن طريق فنيين للعمل بها..
محمد بلول