يقفون في مدارسهم في كل مدينة وقرية ويقدمون لأبناء هذا الوطن ،العلم والمعرفة أهم حاجات البشرية وهذا ليس مقياسا للتقدم والحضارة فقط ، بل مقياس لمدى وأهمية الحياة الحقيقية التي يحياها الإنسان .
من هنا كانت المدارس دائما منارة يعبر الناس من خلالها من الظلام إلى الضياء ، وكان المعلم في بلادنا حاملا راية وطنية في وجه الحرب وضد التخلف ، و مؤمنا بحتمية الانتصار .
في عيد المعلم تسمو الكلمات لترتقي إلى مستوى العطاء .
محمد الدباغ – رئيس المكتب الفرعي لنقابة المعلمين في حمص قال : « المعلمون بناة حقيقيون لأنهم يبنون الإنسان والإنسان هو غاية الحياة وهو منطلق الحياة » مقولة للقائد المؤسس حافظ الأسد يتمثلها المعلمون ويقتدون بها ، فالمعلم لا يعطي المعرفة – وهي مهمة – فقط بل كان أيضا مقاتلا يشارك الكادحين ويبذل العرق والدم من أجل قضايا الوطن .لقد بقي المعلم في ظل هذه الحرب الكونية صامدا مقاوما يؤدي رسالته ويلقن الأطفال والشباب حب الوطن والذود عن حياضه رغم كل الظروف الصعبة .
محمد سلامة – رئيس مكتب التنظيم في فرع نقابة المعلمين قال : للمعلم دور كبير في بناء الإنسان وقد قال القائد المؤسس حافظ الأسد : « أنتم أيها الإخوة المعلمون الأساس في ربط الإنسان بأرضه ووطنه أنتم الأساس في تخليص الإنسان من رواسب التخلف أنتم الأساس في تلقين أطفالنا وشبابنا بديهية حب الوطن والدفاع عنه ضد أعدائه أنتم الأساس في بناء العقل والعقل محور الحياة »
فمن هذه المقولة يكون الدور الأهم للمعلم هو بناء شخصية متكاملة معرفياً و علمياً و أخلاقياً و وطنياً لدى طلابه و تلامذته و ذلك من خلال غرس القيم السامية لديهم .
التصدي للفكر الوهابي التكفيري
كما أكد السلامة على هذا الدور فقال : حس الانتماء للوطن يضفي على نفس الفرد الاطمئنان والاستقرار، وفقدان هذا الحس يؤثر على الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي للوطن، وبالتالي فإن التربية والتنشئة على الانتماء للوطن و نبذ الفكر التكفيري الوهابي جزء مهم و دور أساسي للمعلم لأنه الأقدر على التأثير في عقول الناشئة. فتعتبر مرحلة الطفولة و الشباب من أهم المراحل لغرس المفاهيم والمعارف والقيم، وخاصة المتعلقة بحب الوطن و الانتماء إليه، وذلك لأن ترسيخها يتم في مرحلة الطفولة، وتنشئة الطفل عليها يجعلها عنصراً مكوناً في بناء شخصيته. و التصدي للفكر التكفيري التدميري يتم من خلال غرس قيم المواطنة والتي تظهر في العلاقات التربوية بين الأبناء والمربين، بحيث تجعل من المدرسة والتعليم والتربية والإعلام فرصة توفر لهم جواً من مشاعر التعاون والتضامن والتكامل.
المعلم وإعادة الإعمار
أضاف : إعمار الحجر أسهل بكثير من إعمار العقول و بنائها بناءً علمياً وطنياً بنَّاءً لا هدَّاماً، و بناء العقول يقع على عاتق المعلم لأنه الأقدر على ذلك من خلال المعلومة و النصيحة الأبوية و التوجيه الصحيح لحب الوطن و التفاني في خدمته و المساهمة الفاعلة في إعادة إعمار ما دمره الإرهاب التكفيري خلال السنوات العجاف الثمانية فنحن بحاجة للمهندس و الفني و العامل و غيرهم و جميع هؤلاء من قدم لهم المعرفة و العلم هو المعلم .
هموم ..والرؤى لتطوير العملية التعليمية
أكد السلامة : القطاع التربوي من القطاعات الاستراتيجية الهامة، التي شكلت تاريخياً رافعة حقيقية، أسهمت بصورة قوية وفاعلة في عملية النهوض بالواقع الاقتصادي والاجتماعي في سورية. و هذا القطاع الهام تعرض خلال سنوات الحرب الثماني الماضية للعديد من الاعتداءات أهمها الاعتداء على زملاء لنا ارتقوا شهداء في مدارسهم أو في طريقهم إليها من خلال القنص أو التفجير الإرهابي الآثم، و على الرغم من ذلك ما انقطعت مدارسنا عن الدوام فكان الزملاء و طلابهم يرفعون آثار الاعتداء عن مدار سهم و يعودون لتقديم عصارة فكرهم و علمهم لبناء الطلبة، و خلال هذه السنوات قامت وزارة التربية بتعديل المناهج في معظم المراحل التعليمية وفق أنماط تعليم متطورة و لكن لا توجد لها أرضية للتنفيذ في الصفوف الدرسية بسبب الازدحام الشديد للطلاب حيث يصل العدد أحياناً إلى /65/ طالبا أو تلميذا في الشعبة الواحدة إضافة إلى تخريب بعض المدارس و سرقة مخابرها العلمية و أجهزة الحاسوب . و في هذا العام كان لافتتاح العديد من المدارس في المناطق المحررة من سيطرة العصابات الإرهابية الأثر الإيجابي على العملية التعليمية و تخفيف الازدحام نسبياً في بعض المدارس.
صعوبات تواجه العملية التعليمية
وأضاف : في فترة الحرب ظهرت العديد من الممارسات و السلوكيات لدى بعض الطلاب و للأسف بعض الأهالي أيضاً تجاه الزملاء المدرسين حيث تعرض العديد من الزملاء لإهانات مباشرة من الطلاب أو ذويهم و دائماً يكون الحلقة الأضعف هو المعلم و بصفة النقابة كمدافع عن الزملاء المعلمين نقترح مراجعة بعض القرارات التي صدرت في السنوات السابقة لإعادة العملية التربوية و التعليمية إلى وضعها الصحيح منها : عدم التشدد باللباس المدرسي – المظهر العام كالشعر و اللحية الطويلة عند بعض الطلاب – عدم فتح أبواب المدارس دائماً أمام الطالب المتأخر عن الدوام – عدم السماح للطالب بإدخال هاتفه الجوال إلى المدرسة ……. و غيرها.
و نقترح أيضاً عدم إخراج الزميل من مدرسته خلال ساعات الدوام و خاصة في الشكوى التي تخص المهنة، حفاظاً على كرامته أمام طلابه و زملائه.
الوضع النقابي
بلغ عدد الزملاء المنتسبين إلى نقابة المعلمين – المكتب الفرعي بحمص – / 33065/ معلماً ومعلمة موزعين على نوعين من العضوية النقابية هي :
عضوية طبيعية : و هم الزملاء القائمين على رأس عملهم في مديرية التربية بحمص و الزملاء في التعليم الخاص و عددهم / 20744/ معلماً ومعلمة .
عضوية اختيارية: و هم الزملاء المتقاعدون و العاملون في مؤسسات تعليمية تابعة لوزارات أخرى و عددهم /12321 / معلماً ومعلمة .
أما الصناديق النقابية فهي:
صندوق نهاية الخدمة يستحق للمعلم حين التقاعد أو الاستقالة و المبلغ متعلق بعدد سنوات الخدمة.
صندوق خزانة التقاعد : يستحق الراتب التقاعدي المعلم المتقاعد عن عمر /60 سنة/ فقط بواقع 25% من الراتب المقطوع، أو المسرح صحياً براتب نسبي له معادلة حسابية، على أن يسدد المعلم مبلغ يتم حسابه في المكتب الفرعي – قسم خزانة التقاعد لاستكمال عدد سنوات الاشتراك إلى 25 سنة. أما المستقيل أو المتقاعد غير الراغب بالاستمرار يسترد المبلغ المدفوع. و في هذا الصندوق يتم منح قروض بشريحتين « 100000ل.س و 200000ل.س»
صندوق المساعدة الفورية عند الوفاة: الاشتراك بهذا الصندوق يجب أن يكون من تاريخ التعيين والاشتراك الشهري بعد 1/1/2016 هو /1000ل.س/ و قبل 13/12/2015 الاشتراك الشهري /300ل.س/ . يستحق المشترك بهذا الصندوق مبلغ يصل كحد أعظمي / 150000 ل.س/ عند الاستقالة أو التقاعد. و مبلغ /500000 ل.س/ بعد وفاة المشترك بعد تعديل الحساب في 1/1/2016و /300000ل.س/ للمشترك المحال على التقاعد أو المستقيل قبل 1/1/2016 حسب الوصية أو حصر الإرث الشرعي. و في هذا الصندوق يوجد قرار مجلس مركزي في الدورة العاشرة لنقابة المعلمين بتقديم مبلغ /300000 ل.س/ لأسرة المعلم الشهيد الغير مشترك بهذا الصندوق و هي واجبنا اتجاه زميلنا الذي ضحى بنفسه فداءً للوطن.
صندوق الإحالة على المعاش: و قيمة المبلغ المستحق للمشترك تتعلق بعدد سنوات الاشتراك بهذا الصندوق و هو من تاريخ رغبة الزميل بالاشتراك و حالياً وصل المبلغ المستحق حتى 130000 ل.س مع العلم بأن الاشتراك الشهري هو 150 ل.س فقط مائة و خمسون ليرة سورية لا غير.
جمعية سكنية لنقابة المعلمين
أوضح السلامة أنه يوجد سوء فهم بشأن الجمعيات السكنية السابقة فجميعها ليست لنقابة المعلمين لكن سميت باسم المعلمين،وأكد : نحن الآن بصدد بدء ترخيص جمعية خاصة بنقابة المعلمين تدعى جمعية بناة الأجيال بعد اكتمال عدد الزملاء المسجلين وفق شروط الترخيص للجمعيات السكنية.
الخدمات التي تقدمها نقابة المعلمين لأعضائها
أهمها الخدمات الصحية من صندوق التكافل الاجتماعي وقد نوه : يتم صرف المساعدات الصحية بموجب بطاقة صحية (الدفتر الصحي)للعضو ويقبل فيه كل من يتقاضى عنهم التعويض العائلي ، ويمكن قبول أبناء المعلمات في البطاقة الصحية إذا تقدمن ببيان عائلي ووثيقة تثبت أن الزوج لا يتمتع بمساعدة صحية من دائرته أو نقابته عن الأولاد، و هنا نذكر تكريماً لأسر الشهداء من الزملاء المعلمين قرر المكتب التنفيذي في الدورة العاشرة للنقابة عدم استرداد الدفتر الصحي من أسرة المعلم الشهيد ويتم الاستفادة من خدمات صندوق التكافل لمستحقي الإعانة (زوجة وأولاد) بعد تقديم بيان عائلي وتسديد 1 % من الراتب الذي استحقه من الدولة.
و يوجد حالياً /3/ صيدليات تابعة لنقابة المعلمين – فرع حمص موزعة على النحو التالي “ الصيدلية المركزية – مقابل نادي الضباط – الصيدلية الرابعة في حي عكرمة – مدرسة فائق محمد / الصيدلية الخامسة في حي الزهراء – مدرسة سناء محيدلي» تقدم خدماته للزملاء بشكل جيد.
و بالنسبة للمعلمين في ريف المحافظة فقد تم التوجيه من قبل نقابة الصيادلة لجميع الصيدليات بقبول وصفات نقابة المعلمين و صرفها أصولاً.
و من الخدمات المقدمة للمتقاعدين غير المشتركين في التأمين الصحي للمتقاعدين منحهم وصفة دائمة لمدة عام كامل تصرف شهرياً من صيدليات نقابة المعلمين حيث تم منح وصفة دائمة لما يزيد عن 2100 معلم ومعلمة بالإضافة لمنح الوصفة الدائمة للزوجة غير المعلمة و للابن المعاق.
أما المركز الطبي و المخبر فهما حالياً متوقفان عن العمل بسبب تعرضهما لسرقة جميع الأجهزة الطبية و المحتويات الأخرى خلال فترة سيطرة العصابات الإرهابية المسلحة على مركز المدينة. و حالياً يتم تشغيل المركز الطبي على شكل عيادة بسيطة و بدون أجهزة و باختصاصات محددة.
من آثار الحرب
مقر المكتب الفرعي حالياً هو في بناء ثانوية نقابة المعلمين لأن المقر الرئيسي للمكتب الفرعي في حي الغوطة مدمر بشكل كامل و يحتاج إلى صيانة و المقر الحالي لا يتسع لمكاتب المكتب الفرعي و انعكس سلباً على عمل الثانوية و بالتالي على الموارد الذاتية للمكتب الفرعي.
وجود عجوزات مالية كبيرة في جميع الصناديق النقابية تصل إلى مئات الملايين بسبب العدد الكبير للاستقالات و بالتالي استحقاقات الدفع أصبحت كبيرة، ما أدى إلى تأخر صرف المستحقات المالية للزملاء مع العلم بأن صندوق نهاية الخدمة و الإحالة على المعاش مركزيان.
تخريب كامل لمعظم المؤسسات الخدمية التابعة لنقابة المعلمين منها ( صيدلية بابا عمرو – صيدلية المثنى – صيدلية الرستن– روضة نقابة المعلمين في حي القصور – المبنى الاستثماري لنقابة المعلمين مقابل الساعة الجديدة الذي يحوي مقر المركز الطبي و المخبر و العيادة السنية و مقر بعض الشعب النقابية – مقرات الشعب النقابية التالية : (الرستن– القصير – تدمر – القريتين) و صيانة هذه المقرات يحتاج إلى مبالغ مالية كبيرة.
تأمين أجهزة للمركز الطبي و المخبر و العيادة السنية لإعادة التأهيل و الترخيص من جديد في ظل هذه الضائقة المالية.
منار الناعمة