تدر عائداً اقتصادياً كبيراً.. النباتات الطبية والعطرية ثروة مهدورة وغير مستثمرة بالشكل الصحيح .. د.القشلق: سورية من أهم الدول الغنية بالأعشاب الطبية والعطرية
أوضح الدكتور عبد المؤمن القشلق لـ”العروبة” أن النباتات الطبية والعطرية تسمى بالثروة المنسية أو الثروة المهدورة, لافتا أن سورية تعتبر من أهم الدول الغنية بالأعشاب الطبية والعطرية كونها تمتلك أربع بيئات مختلفة (الساحلية، الجبلية، الداخلية، البادية) لذلك فهي تحتل مركزاً متقدماً عالمياً في تصديرها في الشكل الخام و لو تم تحويلها لمنتجات مصنعة أو وسيطة تدر عائداً اقتصادياً كبيراً.
وأضاف: هناك مجالات كثيرة يمكن أن تستخدم بها النباتات الطبية والعطرية أهمها: استخراج الأدوية، وإنتاج الزيوت الثابتة والطّيارة، والصناعات الغذائية وتحضير مساحيق التجميل وكريمات الشعر، واستخلاص العطور، كما تستخدم كمضادات أكسدة ومضادات للميكروبات، وتعمل على إطالة فترة حفظ الأغذية وتستخلص منها مبيدات حشرية للمكافحة العضوية…الخ
منوها أن العالم يتجه إلى استخدام النباتات الطبية والعطرية، وقد أصبحت ” الصين والهند” في مقدمة الدول ذات المنظومة الصحية العالية والتي تمكنت من القضاء على الكثير من الأمراض المستوطنة والسيطرة عليها بالنباتات الطبية.
وأكد أن هناك بضعة آلاف من النباتات الطبية السورية وتساءل ماذا نحتاج لنحافظ على هذه الثروة ونستثمرها ونتعامل معها كثروة وطنية؟ لننظر إلى تجارب الآخرين في هذا المجال…
الصين سباقة في هذا المجال بحيث أن المشاريع الإنتاجية للنباتات الطبية كانت على مستوى كبير من اهتمام الدولة, كما أن الهند غزت العالم بشركات دوائية نباتية أثبتت وجودها عالمياً وأصبحت منتجاتها في جميع دول العالم وأصبح الوارد الوطني من القطع الأجنبي من خلال هذه الشركات يعادل عدة أبار نفط مجتمعة,ومن دول الجوار نجد أن مصر أصبح ترتيبها الرابعة عالميا في تصدير الأعشاب الطبية.
وتابع قائلا :علماً أن ما نحن بحاجة إليه لهذه المنتجات النباتية هو شهادة منتج عضوي خال من الكيماويات والإشعاعات لتدخل هذه المنتجات إلى العالمية بشكلها الطبيعي وبأسعار عالية فكيف إن تمت معالجتها واستخلاص المواد الفعالة منها؟
- مشيرا أنه لابد من صدور قوانين جديدة لتعديل قوانين ومعايير وزارة الصحة فيما يخص موضوع الصناعات الدوائية المقيدة بمعايير صارمة وعدم السماح بتصنيع أدوية من مواد محلية وهذا ما تجاوزته الهند والصين من خلال فرض معايير قياسية وتفعيل الرقابة ولكن بنفس الوقت سمحت باستخلاص المواد الفاعلة محليا للصناعات الدوائية وأصبحت من أكبر مصدري الأدوية النباتية أو المواد الفعالة التي تحتويها لتعبأ في الدول الأخرى كأدوية. إضافة لإدخال دراسة طب الأعشاب في الكليات الطبية العامة والخاصة وأن يدرج كمادة أساسية في كليات الطب البشري,كما أنه لابد من صدور تشريعات بخصوص منع تصدير الأعشاب الطبية كمواد خام أو على الأقل تقييدها بحيث لا يتم تصدير إلا الفائض عن الحاجة,إضافة لفرض معايير علمية صارمة ومراقبة فعالة على المنتجات بما يتناسب مع المعايير العالمية, وضبط الحصاد الجائر للأعشاب الطبية البرية كون بعضها أصبحت مهددة بالانقراض من خلال قوانين نافذة,وعلى وزارة الزراعة الاهتمام بالأعشاب الطبية كثروة وطنية وتركيز البحوث عليها,وتوجيه المزارعين إلى زراعة الأعشاب الطبية ذات الجدوى الاقتصادية وإجراء دورات تدريبية للعناية بها ومعالجة أمراضها بالاشتراك مع الروابط الفلاحية, ودعم مراكز البحوث الزراعية للتركيز على توطين نباتات طبية عليها طلب عالمي للصناعات الدوائية بغية الاكتفاء الذاتي الذي نحن بأمس الحاجة إليه,وزيادة مساحات النباتات الطبية والعطرية ضمن الشروط العالمية (زراعة عضوية) لرفع الإنتاج والتصدير للخارج بأسعار مناسبة..
وحول قوننة طب الأعشاب قال :من الضروري إتاحة الفرصة للتعامل مع طب الأعشاب بشكل علمي بعيدا عن الجهل والدجل والشعوذة فالتعامل مع طب الأعشاب الأكاديمي الصحيح هي مهمة الصيدلي والطبيب وذلك من وجهة نظر علمية وقانونية,و أن تتاح الفرصة للجامعات العامة والخاصة بافتتاح كليات جديدة تستقطب الطلاب من مختلف الدول العربية .
وأشار الدكتور قشلق أن النباتات الطبية تشكل مصدر دخل كبير للمزارعين ولكن لابد من التعرف على طرق الزراعة الجيدة للحصول على منتج جيد يمكن تسويقه ويكون له قدرة على المنافسة ويحصل مردوداً جيداً بما يضمن تحويل النباتات الطبية السورية إلى منتجات لها شهرة وسمعة دولياً.
وأضاف : بدأنا في سورية بخطوات عديدة وصرنا بأمس الحاجة لاستكمال الدرب بخطى علمية وتجارية مدروسة.
وختم قائلا :اليوم يتوجه العالم كله إلى قاعدة إستراتيجية هامة وهي:(الطبيعي مقابل الكيماوي)…