فقأ لعيون كل من يقول ( إن سورية لا تكرم مبدعيها وهم أحياء ) أقام اتحاد الكتاب العرب في سورية ندوة تكريمية للناقد والمترجم حنا عبود في قاعة الدكتور سامي الدروبي في المركز الثقافي في حمص ، بدأت الندوة التكريمية بشهادة للمسرحي فرحان بلبل صديق درب الإبداع للأستاذ حنا عبود، بين فيها جذور الصداقة المشتركة وانعكاسها على تجربة كليهما .
الدكتور غسان لافي طعمة بين في كلمته أن نقد الأستاذ حنا عبود ليس آنيا طارئا بل يؤسس لنظريات نقدية ،فقد تحدث في علم الاقتصاد الأدبي الذي وقف في مواجهة علم الاقتصاد السياسي القائم على الربح,وأضاف أن نقده يشعر القارئ بأنه اكتشف الجواهر الكريمة لأنه نقد لطبيعة حياة الإنسان وتطلعاته فهو يستثير علم النفس وعلم السلالات البشرية وعلم الجمال ليقدم طريقة بكرا في النقد ,وله باع مؤثر وكبير في نتاجات أدبية كثيرة كتجربة الروائي أتماز السباعي والشاعر محي الدين البرادعي ،والروائي حسن حميد ،لقد هضم في تجربته الثقافتين الغربية والشرقية وتمثلهما في نتاجه النقدي .
وشارك الشاعر الدكتور حسان الجودي بقصيدة مدهشة تمثل فيها ما لملمته الذكريات المشتركة من حنين مكتو بنار الغربة والاغتراب مع الناقد حنا عبود ألقتها بالنيابة عنه الأديبة أميمة إبراهيم.
الناقد الدكتور هايل الطالب بين أن الجامع المشترك بين الناقدين حنا عبود والدكتور سعد الدين كليب أن كليهما شيوخ الكار ،تمثلا النقد التطبيقي في نتاجهما ,من هنا جاءت مشاركة الدكتور سعد الدين كليب بمجهر خاص نقب فيه عن الجزئيات مستخدما تلسكوبا لغويا ليعنون الكليات المحددة لتجربة الناقد حنا عبود بادئا مشاركته بتساؤل مشروع عن المشترك بين الموضوعات المتنوعة التي اشتغل عليها الناقد حنا عبود من تاريخ القصيدة والرواية والمسرح والنقد والمثلوجيا والترجمة، ورأى أن الجامع لهذا كله هو التطبيق العملي المترافق مع التنظير المبني على الوعي النقدي دون إشعار المتلقي برتابة التنظير ،لذلك فالناقد حنا عبود لم يأخذ حقه وكان ينبغي أن يدرس أكاديميا في عدة وجوه ،فنتاجه موسوعي كلي جمالي مغلف بوعي جدلي ،فهو مثلا ينطلق من الجزئيات في (النحل البري والعسل المر) ليشكل من الجزئيات ظاهرة عامة،فالنقد قبل حنا كان انطباعيا ذواقا ،ومعه أصبح النقد ممنهجا يتنقل بخفة بين الماركسية والبنيوية والاجتماعية والتكوينية ،وختم مداخلته أن حنا عبود رأى الجمال متعة وفن وحياة.
بعد ذلك تكلم الناقد حنا عبود عن ذكريات لطيفة صبغت تاريخه النقدي مع مسرحيين كبار أمثال سعدالله ونوس وفرحان بلبل موجها الشكر لكل من ساهم في هذه الندوة التكريمية .
الدكتور فاروق سليم عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب في سورية ،بين أن اتحاد الكتاب العرب يسعى لتكريم المبدعين الذين قدموا ذوب أرواحهم لخدمة القيم الجمالية في حياتنا خلال حياتهم ,وحنا عبود لؤلؤة لامعة ضمن هذا الطوق آملا من كليات الآداب والمعاهد العالية اللغوية أن توجه طلبة الدراسات نحو تجربة حنا عبود بكل أبعادها .
وفي ختام الندوة قدم الدكتور فاروق سليم درع اتحاد الكتاب العرب تكريما للناقد المحتفى به حنا عبود مؤكداً بهذا التكريم أن سوريتنا تكرم مبدعيها وهم أحياء .
الجدير بالذكر أن الناقد حنا عبود من مواليد القلاطية عام ١٩٣٧ نال جائزة الدولة التقديرية من وزارة الثقافة السورية عام ٢٠١٢ونال سابقا جائزة اتحاد الكتاب العرب في النقد الأدبي عمل في تحرير مجلة الآداب الأجنبية والموقف الأدبي صدر له أكثر من ٢٠مؤلفا وأكثر من ٥٠كتابا مترجما من مؤلفاته تفاحة آدم ،النحل البري والعسل المر.
ميمونة العلي