أقامت غرفة زراعة حمص ورشة عمل بعنوان:”مشاريع صغيرة نحو تنمية مستدامة “وكانت محاور الورشة عن زراعة الزعفران والستيفيا .
تحدث في المحور الأول الدكتور عبد المسيح دعيج حول زراعة الزعفران و فوائده وأهميته الاقتصادية.
وفي المحور الثاني تحدث الدكتور عزة خلوف عن زراعة الستيفيا والبيئة المناسبة لها واستعمالها الطبي والغذائي وواقعها في سورية، مبينا أن الستيفيا نبات معمر, يعيش في المناخات الحارة في الصيف حيث تؤدي إلى احتراق أوراقها مباشرةً.
تنمو بنجاح في معظم الترب، ولكن تفضل الترب المائلة للحموضة قليلاُ و الغنية بالمواد العضوية،, تنقل شتول الستيفيا في شهر نيسان عادةً , ويفضل استخدام التسميد العضوي المتخمر , مع مراعاة التسميد النتروجيني, مع إضافة سوبر فوسفات, وسلفات البوتاسيوم سنوياً عند تجهيز الأرض.
و يتم ري النباتات بفترات متقاربة ومنتظمة ويفضل ريّه مرتين أسبوعياً لأنه لا يتحمل العطش, وتبقى النباتات تعطي إنتاجاً جيداً من الأوراق لعمر 7 سنوات ثم يتم قلعها.
تعطي النباتات موسماً واحداً خلال السنة الأولى من الزراعة ويزيد إلى 3-5 مواسم سنوياً مع تقدم النبات في العمر, حيث يتم جني المجموع الخضري مع ترك الساق بارتفاع 7- 10 سم فوق سطح التربة من أجل تجديد النمو مستقبلاً.
وعن الاستعمال الغذائي والطبي قال الدكتور خلوف : تستخدم الأوراق الجافة المطحونة أو مشروب مغلي الأوراق كمواد محلية طبيعية للمشروبات والحلويات لأنّ حلاها يزيد 200 مرة عن حلاوة السكر العادي ومنخفضة السعرات الحرارية كما ينصح بإدخالها في البرامج الغذائية للأشخاص المصابين بمرض السكري أو السمنة الزائدة لأنها تعزز إفراز الأنسولين وتعمل على تخفيض ضغط الدم ومنع تصلب الشرايين ومعالجة الالتهابات الهضمية لكونها مضادات أكسدة طبيعية، ومستخلصها المائي يستعمل لعلاج البقع والتصبغات الجلدية والتخفيف من التجاعيد, وآلام اللثة.
أما عن الأشكال التجارية المتوفرة لمادة الستيفيا فإنها تكون إما أوراق جافة كاملة أو مطحونة معبأة في عبوات أو أكياس مسحوب منها الهواء,أو خلطات ورقية مع بعض المشروبات الساخنة ضمن نسب محددة لتحسين الطعم والنكهة, أو كبسولات سكرية مستخلصة من المركبات الفعالة للستيفيا, أو مستخلص مائي لأوراق الستيفيا حلو المذاق معبأ.
وتابع : بدأت زراعة الستيفيا في سورية عام 2009 في مراكز البحوث العلمية الزراعية في مناطق ريف دمشق وطرطوس والسويداء بقصد اختبار ملاءمة نموها ضمن البيئة السورية الزراعية, وتحديد أفضل البروتوكولات الزراعية المطبقة لتحقيق أمثل إنتاجية بالتعاون مع كليات الهندسة الزراعية في الجامعات السورية لتكون رديفاً فيما بعد لزراعة الشوندر السكري في الحصول على مادة السكر والتخفيف من أعباء الاستيراد كما تطورت زراعتها مع مرور الوقت كنوع من الزراعات الأسرية الصغيرة التي تحقق دخلاً مقبولاً ببيع أوراقها كمادة خام لمعامل العصائر والمحليات الطبيعة بالإضافة لانتشارها نتيجة لسهولة زراعتها , وتتالي عمليات القطاف خلال الموسم الواحد , وسعرها الجيد.
و عن الاقتراحات قال الدكتور عزة :ضرورة التشجيع على زراعة النبات في المناطق البيئية الملائمة له كنوع من الزراعة الأسرية الصغيرة التي تحقق ريعاً ربحياً جيداً خلال فترة مقبولة, و نشر ثقافة عملية التعبئة والتغليف لهذا النبات بصورتها التجارية التي يحتاجها المستهلك لسهولة انتشارها بصورة أكبر في الأسواق المحلية, و العمل مستقبلا على استغلال هذه المادة من الناحية التصنيعية لاستخلاص المركبات الفعالة منها إما بصورتها النقية كسكر أو كمعلق مائي بما نمتلك من خبرات وطنية عالية في هذا المجال لتحقيق عائد اقتصادي أكبر وأنّ لا نكتفي بتسويقه بشكله الخام , و اعتبار هذا النبات من المحاصيل الطبية الرديفة في زيادة الدخل القومي, ووضعه ضمن الخطط والاهتمامات في وزارة الزراعة.
متابعة : جنينة الحسن