في حال اقتصادي هو الأكثر قسوة تأتي الأوبئة لتزيد الواقع المتردي مرارة.. فصخب كورونا والتحذير من وبائه لم يزل قائماً ورعب انتشاره كان هاجس البشرية جمعاء، رافق علاجه إرشادات طبية وصحية وحملات تلقيح وحجر للمصابين ومجموعة إجراءات حدت وقللت من فرص انتشاره تم فيها إغلاق مؤقت للمدارس والمؤسسات وطالت حملات التعقيم الشوارع والساحات والحدائق و…. ومع حالة الطوارئ هذه تفشى الوباء وإن كان بنسب قليلة مقارنة مع الدول الأخرى وتسبب بوفاة عدد لا بأس به من المصابين المرضى …. ولم تكد تهمد نار كورونا حتى جاء وباء الكوليرا هذا الوباء الذي وصف بالأسرع قتلاً خلال ساعات لما يسببه من أعراض لا يحتملها الإنسان ، وناقوس خطره وانتشاره بدأ يقرع في بعض المحافظات السورية التي هي أكثر عرضة من غيرها لانتشاره نتيجة تلوث مياه الشرب وسقاية المزروعات بمياه الصرف الصحي إضافة إلى البيئة الخصبة لانتشاره حيث الحالة الصحية والمادية متهالكة نتيجة الحرب الشعواء التي لوثت وخربت وعاثت فساداً في الضرع والزرع … ومحافظتنا ليست بمنأى عن الوباء فالمعطيات تشير إلى أنه تم إتلاف محاصيل كاملة بسبب سقايتها بمياه الصرف الصحي والمحاصيل هي خضار صيفية أساسية : باذنجان وملوخية وفليفلة وسبانخ وبامياء و,,,
والإتلاف جاء كإجراء وقائي لتطويق الوباء ومنع انتشاره … وقبل أن نصبح في حضرة الوباء بقلة مبالاتنا وحيلتنا وقصور أجهزتنا الرقابية والصحية فإنه على جهاتنا الرسمية رفع نسبة الأداء قدر الإمكان ، فزراعاتنا ليست كلها مضمونة المصدر ومياه الشرب ليست بالنقاء الكافي والمعقم ما يحد من انتشار الوباء.. ومعلوم أن الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالكوليرا وحال مدارسنا يتحدث عن قلة النظافة وانعدام التعقيم ومياه الخزانات حدث ولا حرج وعادات صحية سيئة تتبع في المدارس بحاجة إلى تقويم …من الضرورة تكثيف الجهود وإمكانات الدفاع والتي قوامها النظافة والتعقيم ومحاضرات توعية تحذر وتنبه من انتشاره فالكوليرا يمكن أن تغزونا وتنتشر على نطاق واسع إن لم نكن على مستوى الدفاع عن صحتنا وسلامة غذائنا ودرهم وقاية خير من قنطار علاج.
حلم شدود