شكاوى عديدة تصلنا يومياً من مختلف المناطق في المحافظة مدينة وريفاً يشكو أصحابها من قلة المياه أو ضعفها وعدم تمكنهم من تعبئة خزانات منازلهم مبينين أنهم تواصلوا مع الجهات المعنية ” الوحدات الاقتصادية أو مؤسسة مياه حمص” وغالباً ما تكون الحجج جاهزة : “مشكلة انقطاع الكهرباء أو قلة المازوت اللازم لتشغيل المحطات” وأحياناً يتم معالجة الشكاوى سريعاً بحلول اسعافية لا تستمر إلا لأيام قليلة وتعود المشكلة مجدداً .
أما شكوى أهالي قرية جباب الزيت الواقعة في ريف حمص الشرقي فهي مختلفة تماماً حيث يبين الأهالي في شكواهم أن المياه غائبة عن قريتهم منذ 5 سنوات بعد أن جفت مياه البئر المغذي للقرية حسب رأي مؤسسة مياه حمص وقيامها بسحب التجهيزات التي كانت على البئر من مضخة وغاطسة وبواري ومولدة واللافت في الأمر أن مؤسسة المياه قامت بتلك الإجراءات دون أن تحاول إيجاد أي حل بديل لمشكلة الأهالي بتأمين مصدر مياه للشرب مما يضطر الأهالي لشراء المياه من إحدى القرى المجاورة وهذا الأمر يكبدهم تكاليف مادية باهظة حيث يصل سعر الصهريج إلى 40 ألف ليرة سورية مؤكدين أنهم راجعوا رئيس بلدية المنزول الذي أكد عدم إمكانية تنفيذ أي مشروع حالياً بسبب ارتفاع التكاليف وأشار الأهالي في شكواهم إلى أن القرية لا يوجد فيها شبكة مياه نظامية وإنما كان سابقاً يوجد فيها 3 نقاط موزعة في القرية موصولة بالبئر والأهالي كانوا يمدون خراطيم بلاستيكية من الخط الرئيسي إلى منازلهم على الرغم من أنهم مشتركون بشكل نظامي ويملكون عدادات نظامية ويدفعون ما يترتب عليهم من فواتير بشكل دوري منتظم
وطالب الأهالي عبر جريدة” العروبة” مؤسسة المياه بإيجاد حل سريع لمشكلتهم وتأمين المياه للقرية ومد شبكة مياه نظامية علماً أنه يوجد بئر في منطقة وادي الكشف مغلق حالياً لأسباب مجهولة ويمكن الاستفادة منه لتغذية القرية بالمياه .
رئيس الوحدات الاقتصادية في مؤسسة مياه حمص المهندس دحام السعيد بين أن مشروع جباب الزيت مشروع قديم وهو مشروع مناهل ولكن عدم وجود حامل مائي صالح للشرب في المنطقة دفع المؤسسة لدراسة حفر بئر في منطقة حسياء وهي اقرب نقطة تحوي حامل مائي يغذي المنطقة حيث سيتم تنفيذ خط جر يغطي قرى الكشف وجب الصدي وجباب الزيت ويدعم قرى الوازعية والحمرات وهذا المشروع هو الأمل الوحيد في المنطقة ويعتبر المشروع الاستراتيجي الأخير بالنسبة لمؤسسة مياه حمص في القطاع الجنوبي الشرقي لمحافظة حمص نتيجة الواقع المائي للمنطقة التي تعاني من عدم وجود مياه سطحية والمشروع مدرج ضمن خطة المؤسسة منذ عامين ولكن ارتفاع تكاليف تنفيذه وقلة عدد المستفيدين تعقد الأمور نوعا ما ولكن لابد من تنفيذه وغالبا ليس ضمن خطة العام القادم لان الاعتمادات التي ترصد للمؤسسة هي التي تحدد أولوية المشاريع . وأشار المهندس دحام إلى أنه بعد تنفيذ المشروع وتأمين خطوط الجر والخزانات تبدأ المرحلة الثانية من المشروع وهي مد شبكة مياه للقرية لافتا انه لا يوجد أي حل إسعافي في الوقت الراهن . وبما يخص البئر الموجود في القرية والذي تعود ملكيته لوزارة النفط ” حسب كلام الأهالي ” أكد السعيد وجود معلومات عن هذا البئر عن طريق رئيس بلدية المنزول الذي أكد وجود البئر فتمت مخاطبة شركة الغاز لبيان إمكانية الاستفادة من البئر إلا أن شركة الغاز لم تزود مؤسسة المياه بأي معلومات عن البئر وبالتالي لا يمكن تأكيد وجود البئر من عدمه أو الاستفادة منه دون موافقة شركة الغاز .
العروبة – يوسف بدور