قفزات صاروخية للأسعار في أسواق حمص ولهيبها يكوي المواطنين .. الأسعار في صالات السورية للتجارة لا تختلف عن المحال فأين التدخل الايجابي ؟؟ الأسعار تختلف من محل لأخر فأين الرقابة التموينية..
يبدو أن مسلسل ارتفاع أسعار المواد والمنتجات الغذائية مستمر في الأسواق ، فما يلبث المواطن أن يستوعب صدمة ارتفاع الأسعار اليومي حتى يفاجأ بارتفاع خيالي آخر لأسعار أهم المستلزمات الحياتية والمعيشية والتي لم يعد باستطاعته تأمينها بالحد الأدنى وخاصة الخضار والألبان واللحوم التي بات تأمينها صعب..
وبهذا .. باتت الكثير من الأسر في قلق مستمر من كيفية تأمين وجبة أولادها الغذائية كل يوم .. وأصبح الشغل الشاغل للمواطن ارتفاع أسعار المواد التموينية والغذائية وانعكاس ذلك بشكل سلبي على الحياة المعيشية مما زاد الوضع سوءاً للكثيرين
“العروبة” قامت بجولة على الأسواق والمحال خلال الأيام الماضية بعد أن شهدت الكثير من السلع قفزات كبيرة فاقت التصور مما انعكس على حركة الأسواق ودفع المواطن إلى شراء المستلزمات الضرورية لحياته اليومية فقط وترك العديد من السلع التي أصبح يصفها بالكماليات.
تقول أم طاهر : ما يحصل في الأسواق لا يصدق فارتفاع الأسعار بات يومياً وجشع التجار أصبح واضحاً فاحتكارهم للبضائع يسبب فقدانها وبالتالي ارتفاع أسعارها ، فما ذنب المواطن ؟! إنها لعبة تجار …فلم تعد الأرباح القليلة تقنعهم وباتوا يطمحون بأرباح خيالية مما انعكس على الكثير من العائلات التي لم يعد بمقدورها تأمين ( طبخة اليوم ) فأين الجهات الرقابية مما يحصل : فهل من المعقول أن يصل سعر كيلو السكر إلى (5000-6000) ليرة وليتر الزيت 14 ألف ليرة والرز تبدأ أسعار الكيلو منه ( 4000 )ليرة وتصل إلى( 10000) ليرة والبرغل( 5000-6000) ليرة
أم عبد الله قالت عندما سألناها عن الأسعار بعد جولة لها في أسواق الخضار : لم أتمكن من تأمين مستلزمات عائلتي بأسعار معقولة من الخضار لتحضير وجبة غداء فأسعار الخضار كل يوم في ارتفاع ، سعر كيلو البندورة وصل إلى 1400 ليرة وكيلو الكوسا ما بين 1200-2000 ليرة( حسب السوق وحسب الجودة) والبطاطا 2200 ليرة فقررت شراء القليل من الزيت في كيس بلاستيكي حتى أستطيع طهي ما قد أجده في البيت من مؤونة.
أم معن قالت : أصبحنا نرى منتجات الألبان في منامنا فقط ، ونحلم بشراء البيض لأولادنا فسعر البيضة ذات الحجم الصغير 650 ليرة وسعر صحن البيض وصل إلى 18 ألف ليرة.
وأضافت : في كل مرة تقفز فيها الأسعار تزداد معاناتي وعدم قدرتي على تلبية احتياجات أولادي وغالباً ما اضطر إلى اللجوء إلى الاستدانة ، علماً أن أكثر الأشخاص لم يعودوا قادرين على إقراضي المال لأنهم يعانون نفس المشكلة .. فكيف سنتدبر أمرنا ؟!
والرواتب لم تعد تكفي لأكثر من خمسة أيام ولم نعد نعرف ما تحمله الأيام القادمة لنا.
أبو عصام موظف متقاعد قال : كنا نلجأ إلى صالات السورية للتجارة حتى نشتري حاجياتنا كون الأسعار فيها أقل من المحال الأخرى ، لكن حالياً أسعار المواد فيها سواء المواد الغذائية أم الخضار مثل أسعار باقي الأسواق رغم أن الجودة في أغلب الأحيان أقل… فأين التدخل الإيجابي ؟! وكيف يستطيع موظف متقاعد راتبه لايتجاوز 100 ألف ليرة أن “يصمد” لنهاية الشهر ويطعم أطفاله الخضار فقط دون دفع الفواتير وأجور النقل وغيرها .. هذا الموظف الذي نسي شكل وطعم اللحوم بأنواعها والبيض واللبنة والجبنة ..و..و..
الرقابة غائبة
حاولنا بشتى الوسائل والطرق التواصل مع مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك لننقل حال المواطن ومعاناته من ارتفاع الأسعار اليومي ومعرفة أسباب هذا الارتفاع والإجراءات التي تقوم بها المديرية للحد من جشع التجار .. لكننا لم نوفق بذلك رغم الاتصالات المتكررة مع مدير التجارة الداخلية .. لكنه لم يرد على تلك الاتصالات – وبقيت التساؤلات والشكاوى معلقة ولكن ” الكلام للمحررة ” إذا كنا نحن “كجريدة” لم نلق الرد من مديرية التجارة الداخلية رغم اتصالاتنا فكيف سيستطيع المواطن العادي التواصل معهم والأمل بإنصافه من جشع التجار وارتفاع الأسعار ..
ويبقى الموضوع برسم الجهات المعنية
بشرى عنقة
تصوير :ابراهيم حوراني