جني محصول الزيتون يصطدم بعراقيل عديدة… أسعار مستلزمات الإنتاج مرتفعة وأجور العصر زادت الوضع سوءا ً.. المزارعون: التكاليف لا تتناسب مع المردود… شراء “بيدون زيت” بات حلماً صعب المنال..
مع بداية شهر تشرين الأول الجاري بدأ موسم جني ثمار الزيتون في بعض المحافظات في حين يبدأ جني المحصول في محافظات أخرى منتجة للزيتون بمواعيد أخرى مختلفة .
إذ يمتاز الزيتون في بلدنا بأهميته الاقتصادية الكبيرة و يعتبر الزيت الناتج عن عصر الثمار أحد أهم عناصر الأمن الغذائي حيث يتم بعد جني الثمار تصريف الإنتاج إما بالاستخدام المنزلي أو زيتون للمائدة .
وللاطلاع على واقع محصول الزيتون وأنواعه والصعوبات التي تعيق إنتاجه خاصة بعد رفع سعر تكلفة عصر الزيتون كان لـ”العروبة” اللقاءات التالية :
يعاني مزارع الزيتون من ارتفاع تكاليف الإنتاج و تكاليف حراثة الأراضي أيضاً و ارتفاع أسعار الأسمدة والمحروقات وغلاء أجور اليد العاملة مما انعكس على إنتاج زيت الزيتون بالشكل الأكبر ..
نورس “مزارع” قال: تكاليف إنتاج الزيتون مرتفعة جداً خاصة هذا العام مع قرار رفع سعر تكلفة عصر الزيتون سواء مع البيرين أو بدونه.
وبرأيه أن المزارع هو الخاسر الأكبر في النهاية ويتحمل وزر العملية الزراعية سواء من أعمال الحراثة أو السماد وانتهاء بجني الثمار .
وأضاف المزارع نزيه إن أجور اليد العاملة مرتفعة أيضاً وهي مرهقة للمزارع الذي يملك مساحات واسعة مزروعة بالزيتون، مما يجعل تكاليف الإنتاج لا تتناسب مع المردود وينعكس ذلك سلباً على الفلاح … علماً أن موسم هذا العام جيد لدى الكثيرين إلا أن بعض الصعوبات تزيد هموم المزارع وأهمها ارتفاع سعر تكلفة عصر الزيتون ، إذ أن كل كغ زيتون يكلف200 ليرة إذا بقي البيرين لصاحب المعصرة و250 ليرة للكغ الواحد من ثمار الزيتون والبيرين يعود للمزارع ناهيك عن ارتفاع أجور نقل محصول الزيتون إلى المعصرة والتي قد تصل إلى 50 ألف ليرة وأكثر “حسب البعد عن المعصرة” وهذه التكاليف بالتأكيد ستضاف على سعر صفيحة الزيت لاحقاً .
وأضاف أيضاً: سيساهم ارتفاع أسعار المبيدات الحشرية والأسمدة وأجور المعاصر في رفع أسعار زيت الزيتون مما يزيد من معاناة المواطن وعدم قدرته على شراء حاجته من الريف .
وبين أن ارتفاع سعر صفيحة زيت الزيتون سعة (16 كغ) إلى ما يزيد عن 300 ألف ليرة سيحرم الكثير من المواطنين شراء المادة نظرا ً للظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة التي يعيشونها .
أبو عبدو “صاحب معصرة” في ريف حمص الغربي قال: إن أجور عصر ثمار الزيتون ورغم ارتفاعها عن العام الماضي إلا أنها مازالت منطقية ولا تؤثر على المزارع خاصة وان كان لديه مساحات كبيرة مزروعة بأشجار الزيتون ، مبيناً أن أجور صيانة الآلات والقطع التبديلية كبيرة جداً إضافة إلى أجور العمال وقطع تبديل المعاصر ارتفعت بشكل لافت قياساً بالعام الماضي ..
ارتفاع التكاليف
أشار مدير زراعة حمص المهندس يونس حمدان أن محصول الزيتون يعتبر من المحاصيل الهامة ومصدر دخل ورزق للغالبية العظمى من الأسر في الريف ..وأن الإنتاج المقدر من الزيتون للموسم الحالي يبلغ 93000/طن وعدد أشجار الزيتون المثمرة 8ر13 مليون من إجمالي 5ر15 مليون شجرة زيتون مزروعة في محافظة حمص علما ً أن المساحات المزروعة تقدر بـ 96600 هكتار ، منها 84400 بعل و2200 هكتار سقي.
رئيس دائرة المكاتب المثمرة المتخصصة في مديرية الزراعة المهندس ناجي ساعد أشار أن محصول الزيتون لهذا العام جيد وخاصة في مناطق الريف الغربي، قياساً لمناطق الريف الشرقي والتي تعتبر متوسطة ، ولا توجد أمراض وبائية مبينا ً أهمية توفر مستلزمات الإنتاج بأسعار مناسبة بما يحقق إنتاجية عالية بهذا المحصول .
وحول جاهزية المعاصر لاستلام المحصول أشارت المهندسة لمى قسيس من “دائرة الزيتون” من المتوقع أن تعمل هذا العام 54 معصرة بعد أن أنهت عمليات الاستعداد لاستقبال المحصول ..
وأوضحت المهندسة قسيس أنه توجد لجنة مهمتها مراقبة عمل المعاصر تقوم بجولات ميدانية تضم مندوبين من مديرية التجارة الداخلية ومديرية البيئة والموارد المائية والصناعة ومندوب عن دائرة الإنتاج النباتي ومندوب مديرية الزراعة (رئيس اللجنة) وتتأكد هذه اللجنة خلال جولاتها من التزام أصحاب المعاصر بالتسعيرة ووجود سجلات لعمل المعصرة والتصريف المناسب لمياه الجفت، ويتم سحب عينات البيرين (العرجوم ) ومياه الجفت للـتأكد من عدم وجود تهريب لمادة الزيت .
وفي حال كانت عينات البيرين مخالفة تقوم مديرية التجارة الداخلية باتخاذ الإجراءات المناسبة وإغلاق المعصرة وتحول للقضاء إضافة لوجود غرامات مالية ، حتى في حالة عدم الإعلان عن تسعيرة العصر تتم مخالفة صاحب المعصرة .
وأشارت أن هناك لجنة محروقات تشكلت من المحافظة قامت بتحديد احتياجات كل معصرة من مادة المازوت .
بشرى عنقة