قدم فرع اتحاد الكتاب العرب بحمص بالتعاون مع مديرية الثقافة مونو دراما “ليلة أخيرة” تأليف وإخراج محمد الحفري و تمثيل مدين رحال في قاعة الدكتور سامي الدروبي في المركز الثقافي بحضور جمهور من المهتمين ومتابعي الأنشطة الثقافية .
عرض ليلة أخيرة تتحدث عن شخصية بائع كتب يكسب عيشه من هذه المهنة التي لا تدر أموالا كثيرة ومعاناته مع زوجاته اللواتي يتزوجهن واحدة بعد أخرى وكل واحدة منهن لها قصتها ,يكشفها عبر أحاديثه عنهن.. فالأولى لم تطق استمرار العيش معه لأنه عقيم لذلك تقيم عليه دعوى قضائية تخلعه من حياتها بعد أن يقتنع القاضي بوجهة نظر الزوجة ، والثانية تكون شرهة للطعام وتصبح سمينة جدا ولا تستمر بالعيش معه و تموت بسبب إصابتها بأحد الأمراض ، والثالثة تخونه داخل بيته حيث تضع له بالأكل ما يجعله يفقد وعيه لكنه يسمع أصواتاً في الليل من الغرفة المجاورة لكنه لا يستطيع الحركة, والزوجة الرابعة يكتشف أنها تسرقه وتستعد لتركه بعد أن يتأزم الموقف بينهما ، وذلك بعد أن تفشل محاولاتها بإقناعه بتبني طفل من الأيتام لينتهي العرض بصرخة لبطل العرض أمام هذا الواقع المؤلم والانكسارات التي يتعرض لها الإنسان في ظل الحصار الاقتصادي والغلاء المعيشي الذي يزيد من الضغوط التي يتعرض لها الإنسان.
جهد الفنان مدين رحال أن يقدم عرضا مسرحيا مونودراميا جذابا لكن الإمكانيات لم تساعده خاصة المؤثرات الصوتية التي غابت عن العرض والموسيقا التصويرية التي يمكن أن تساعد الممثل بإيصال مقولته ,فقاعة الدكتور سامي الدروبي غير مهيأة فنيا لتقديم العروض المسرحية ومع ذلك فإن عرض مونودراما الليلة الأخيرة وصل للجمهور على الرغم من غياب بعض الأدوات لهذا العرض المسرحي ولم تذهب جهود المؤلف والمخرج عبثا في إيصال ما يريده من خلال الاعتماد على الجهود التمثيلية لبطل المونودراما وللديكور البسيط الذي أشار بشكل أو بآخر إلى المكان الذي جرت فيه الأحداث وهو بيت بائع الكتب .
أخيرا ..
عرض “ليلة أخيرة” كان يمكن أن يكون عرضا مهما ومثيرا فينا لو توفرت له الإكسسوارات المتممة وأهمها المؤثرات التي كان بإمكانها تقريب الأحداث أكثر من ذهن وعين المشاهد .
عبد الحكيم مرزوق