رحلة معاناة المواطن مع شركة تكامل .. ازدحام كبير وانتظار طويل والمراكز محدودة .. تساؤلات عديدة دون إجابة !!
شكاوى كثيرة نسمعها يومياً حول معاناة المواطنين مع شركة استحدثت لضبط وتنظيم عملية إيصال المواد المدعومة بالشكل الأمثل حسب تصريحات المسؤولين على مدى السنوات التي بدأ تطبيق العمل بالبطاقة الالكترونية ولاسيما فيما يتعلق بالمواد الأساسية التي تهم المواطن / المحروقات والسكر والأرز والزيت و و و…/
وعلى الرغم من وجود بعض الثغرات إلا أن الأمور كانت تسير بشكل لا بأس به حتى أصدرت الحكومة قرارها بترشيد الدعم الحكومي وإيصال الدعم لمستحقيه فعلا وبدأت باستبعاد شرائح معينة من المجتمع وفق أسس ومعايير تم تحديدها بدقة متناهية وأيضاً حسب تصريحات المسؤولين وانقسم المواطنين مع بدء تطبيق الآلية الجديدة ما بين مرحب بالفكرة ورافض لها لما لها من عواقب وانعكاسات على حياته , باعتبار أن من استبعد من الدعم سيعمل على التعويض من جيب المواطن ” المدعوم” وهذا ما حدث في حقيقة الأمر ..
إلا أن اللافت بالأمر هو حجم الأخطاء الكبيرة التي ظهرت مع بدء تطبيق قرار الاستبعاد حيث أن البيانات أظهرت سفر عدد كبير من المواطنين خارج القطر وهم على رأس عملهم وآخرون يملكون سيارات لا علم لهم بها وغالباً لا يملكون ثمن أحد عجلاتها والبعض يملك أكثر من سيارة حسب البطاقة الذكية والعديد من القصص التي أظهرت حجم التخبط وعدم دقة البيانات والإهمال مما اضطر المواطن المنهك أصلاً للإسراع بتدارك الأمر حتى لا يقع في فخ دفع مبالغ مالية عالية لقاء الحصول على مستحقاته من المواد المدعومة خصوصاً بعد موجات رفع الوزارة لأسعار هذه المواد لمن استبعدوا من الدعم .. وحينها بدأت رحلة معاناة المواطن مع شركة تكامل المعنية بتصحيح البيانات والتي باشرت بتوجيه المواطنين لمراجعة الجهات المعنية بأسباب الاستبعاد ليتم تصويب الأخطاء مثل الهجرة والجوازات ومديرية النقل ومديرية التجارة الداخلية وبعد مراجعة كل الدوائر المذكورة وتقديم الطلبات لمعالجة الخطأ يكتشف المواطن أنه مازال مستبعداً وأن طلبه لم يعالج ليعيد الكرة من جديد ويراجع مراكز تكامل التي تعيد توجيهه مرة أخرى إلى نفس الدوائر دون أي فائدة تذكر لأن تلك الدوائر نفت علاقتها بالأمر بعد افتتاح المنصة على موقع وزارة الاتصالات والتي يجب على المواطن تقديم اعتراضه عبرها ورفض تكامل معالجة أية قضية بشكل مباشر بذريعة أن عملية الاستبعاد ليست من اختصاصها ليبقى المواطن في حيرة من أمره محاولاً إيجاد حل لمشكلته خصوصاً في ظل عدم وجود إدارة مركزية لشركة تكامل أو إدارة فرعية يمكن للمواطن مراجعتها واقتصار الأمر على وجود مراكز للشركة لا صلاحيات لها سوى استصدار بطاقات جديدة / غير موجودة حالياً / إضافة للازدحام الكبير على أبواب هذه المراكز والتي تضطر المواطن لمراجعة المراكز أكثر من مرة وانتظاره لساعات طويلة حتى يحظى بفرحة الدخول لشرح معاناته .
صحيفة العروبة وبعد الشكاوى العديدة التي وردتها من المواطنين لإيصال صوتهم والعمل على حل مشكلاتهم والتي من بينها استبعاد عائلة من الدعم لمغادرة رب الأسرة القطر على الرغم من أنه متطوع في الجيش العربي السوري منذ العام 2014 ومازال على رأس عمله والآخر مستبعد لنفس السبب على الرغم من أنه دكتور جامعي ويمارس مهامه التدريسية منذ سنوات طوال ومواطن عجز عن تحويل بطاقة سيارته لاسمه لأن بطاقة الميكانيك يحمل كلمات باللغة العربية وبالتالي لايمكن إدخال البيانات لنظام شركة تكامل المحدث باللغة الانكليزية وانطلاقا ً من حرص الصحيفة على تسليط الضوء على معاناة المواطنين وواجبها المهني في المساعدة بحل مشكلاتهم زارت أحد مراكز تكامل الموجود في مبنى السورية للتجارة في حي عكرمة للاستفسار عن أسباب الازدحام أولا ً على أبواب المراكز وعدم إيجاد حلول منصفة للمواطنين رفضت المشرفة على المركز الإدلاء بأي تصريح أو السماح لنا بالتصوير أو الاستماع للمواطنين على الرغم من إبرازنا لمهمة رسمية من صحيفتنا واقتصر جوابها على انه يمكننا الاتصال على أحد الأرقام المدونة على ورقة ملصقة على الجدار الخارجي للمركز والتي حاولنا مرارا ً وتكرارا ً الاتصال بها إلا أنها خارج نطاق التغطية فعدنا مطالبين المشرفة والموظفين بإرشادنا للمسؤول عنهم للتواصل معه أو تزويدنا برقم هاتفه على الأقل فكان الرفض جوابا ً حاسما ً لعدم الصلاحية علما ً أننا تواصلنا مع مدراء المؤسسات المعنية /محروقات- التجارة الداخلية- النقل/ ونفوا علاقتهم بالموضوع جملة وتفصيلا ً وان الاعتراضات لا تقدم عن طريق مديرياتهم وإنما عبر المنصة المتوقفة حاليا ً لأسباب مجهولة إلا أننا علمنا بطريقتنا الخاصة أن عمل الشركة يقتصر على إصدار بطاقات جديدة وإدخال بيانات من يصدر قرار باستبعادهم من الدعم ..
والسؤال هنا لماذا ليس للشركة مقر معروف يمكن للمواطن زيارته وطرح مشكلته للعمل على حلها ؟.
ألم تُستحدث البطاقة الالكترونية لحل مشاكل المواطنين وإنصافهم ؟.
فمن يتحمل عبء التكاليف المادية التي يتكبدها المواطن المستبعد من الدعم الحكومي بسبب خطأ ما ؟
كل هذه الأسئلة نضعها برسم القائمين على شركة تكامل وهدفنا هو إيصال صوت المواطن لمن يلجأ في ظل غياب إدارة شركة باتت كل أمور حياته اليومية متعلقة بها على أمل أن يصل صوتنا وصوت المواطن وتتم الإجابة عن أسئلتنا المشروعة .
العروبة – يوسف بدور