شكلت إنجازات التصحيح الزاخرة والراسخة في وجدان الأمة ،وعلى كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغيرها ، مدخلاً لتسجيل عمق التحولات التي تمت في رحاب مجتمعنا ، ولعل أهم تلك المعادلات تحقيق التوافق بين مفهوم بناء الدولة وبناء المجتمع ، والتوازن بين مسارات التقدم الاقتصادي والنمو المجتمعي ،وقد حسم نهج التصحيح اتجاهها فكان نحو التكامل والتضافر والعمل على بناء الدولة العصرية القوية وتحقيق المنجزات التي ارتكزت على طابعين اثنين هما الطابع المادي والطابع الفكري , فالمنجزات الاقتصادية و الاجتماعية والسياسية والثقافية التي أرخت بظلالها على المجتمع أصبحت واقعاً ملموساً لايزال يعيشه المواطن السوري، وتكوين إمكانات بشرية فنية جديدة وتحولات في البنية الاجتماعية للمجتمع.
ولهذا نرى أن نهج التصحيح أبدع طرائق وفلسفة زاخرة بالقيم الإنسانية تجلت من خلال إيلاء بناء الإنسان أهمية بالغة بالتوازي مع بناء الوطن.
يوم السادس عشر من تشرين الثاني عام 1970، يوم ليس كبقية الأيام لأنه يمتاز عنها في معايير النهج والتوجه والأصالة والفكر والسلوك إنه ((مجد وطن ))00
فالتصحيح المجيد كان استجابة لأماني الشعب وآماله و استلهاماً لرغباته وحاجاته ، وحقق الإنجاز تلو الإنجاز ، و كانت حرب تشرين طليعة الإنجازات إضافة لإرساء أسس الوحدة الوطنية والديمقراطية الشعبية .
لقد أبدع قائد التصحيح فلسفة جديرة بأن تكون أنموذجاً يحتذى ، فلسفة زاخرة بالمصداقية والمبدئية والثبات ،إضافة إلى الانطلاق من استقراء تاريخ الأمة وتراثها العظيم ، وتحسس آلام وآمال جماهيرها،
واليوم وفي خضم الحرب الكونية التي تشن على سورية ورغم كل التحديات ،أثبتت للعالم أن نهج التصحيح الخالد والمتجدد بيد أمينة قادرة على خوض معارك العزة والشرف بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد مهما بلغت وعظمت التضحيات في سبيل رفعة ومجد سورية .
غالب طيباني