ازدياد عمليات التجميل رغبة في التشبه بالمشاهير و هوس الموضة… مراكز غير مرخصة و ازدياد الأخطاء…ومخاطرة من أجل لمسة جمال… أطباء غير اختصاصيين يقومون بالعمليات بعيدا عن أعين الرقابة الطبية…
رغم الظروف المعيشية القاسية التي يعاني منها الغالبية العظمى من المواطنين الذين يلهثون وراء لقمة عيشهم… هناك على الجانب الآخر مشهد بات مألوفا نراه في مراكز التجميل والعيادات حيث تتسابق السيدات والفتيات وحتى الشباب لإجراء عمليات التجميل.. يدفعون مبالغ طائلة رغم ضيق الحال والأوضاع الصعبة لتعديل مظهرهم والحصول على وجه جميل أو ابتسامة مميزة أو قوام ممشوق، (وفق المعايير السائدة طبعاً) .. في بلدٍ أنهكته سنوات الحرب الطويلة ومنعكساتها على جميع المجالات وبات المواطن يلهث وراء لقمة عيشه دون جدوى .
من اللافت أن مراكز التجميل تنتشر بكثرة… سواء من يعمل منهم بشكل مرخص أو تلك المراكز التي تتخفى بعيدا عن أعين الرقابة تحت ستار وجود مختص تجميل ناهيك عن إجراء عمليات التجميل في بعض العيادات الخاصة يقوم بها أطباء ليسوا اختصاصيين في مجال التجميل .. وللأسف فقد استغل بعض الأطباء من اختصاصات مختلفة انعدام الرقابة للعمل في مجال الجراحة التجميلية وحقن البوتوكس والفيلر والتجميل بالليزر، ما يتسبب غالباً بأخطاء طبية تؤدي إلى تشوهات في الوجه أو الجسم وربما تعرض الحياة للخطر.
فمن المعلوم أن هذه المهنة تحتاج إلى خبراء تجميل يحملون شهادات اختصاص.. منذ سنوات طويلة
تحرص السيدة هيا على زيارة مركز التجميل لإجراء “البوتوكس والفيلر” وبشكل دوري،(لأسباب صحية) وبهدف تجميل الوجه وإبراز نضارته .. . فهي تحب أن تحافظ على جمال وجهها وتتابع الجديد في عالم الموضة وبخاصة التجميل باستمرار ولكن مشكلتها هذه المرة بالذهاب إلى عيادة طبيب جراحة عامة ادعى مهنيته وإجراءه لعمليات الحقن (فيلر وبوتكس) بكل سهولة لكن النتيجة لم تكن كما ترغب.. فقد ظهرت الآثار الجانبية بعد عدة أيام من إجراء الحقن وتسبب لها (على حد قولها) بارتفاع الضغط “ضغط عصبي توتري” إضافة إلى أذية العصب السمعي وورم فوق الأجفان وكل تلك الآثار وبحسب الأطباء الذين تمت مراجعتهم يعود إلى عملية الحقن.. ورغم قيامها بالتواصل مع الطبيب وشرح الآثار الجانبية للعملية لكن الرد جاء لا مباليا علما أن السيدة دفعت مليون ليرة كلفة عملية حقن الفيلر والبوتكس للطبيب الذي أجرى لها عملية الحقن في عيادته غير المجهزة أصلا بالمعدات (برأيها)…
وختمت: سأقوم بتقديم شكوى لنقابة الأطباء رغم أن تكلفتها ٧٥ ألف ليرة وأنتظر النتائج..
السيدة وفاء خضعت لجراحة تجميلية (قص أجفان ) تسببت لها بتشوه في جفن إحدى العينين حيث تم خياطة الجفن بطريقة غير صحيحة مما أثر على قدرة الجفن على الإطباق على العين .. وأوضحت بأن الطبيب الذي أجرى لها العملية هو طبيب جراحة عامة، علما أنه يجري مثل هذه العملياتٍ باستمرار ، لكنها لا تعلم ما الذي حدث في حالتها… وعند سؤالها عن سبب عدم التقدم بشكوى ضد الطبيب الذي أجرى لها العملية أجابت :أعتقد أنه لا فائدة من تقديم الشكوى ومن سيقف بجانبنا والكل يعرف أن النقابة لا تأخذ الإجراء القانوني بحق المخالفين (الأطباء غير الاختصاصيين) والذين يقومون بمثل هذه العمليات على الرغم من تسببها ربما بتشوهات أو أمراض تحتاج زمنا طويلا لعلاجها.
خبير التجميل فهد يعمل بأحد مراكز التجميل يقول : تختلف طلبات الزبائن التي تراجع المركز بحسب العمر والغالبية العظمى منهن يرغبن بعملية الحقن (بوتوكس و فيلر) إضافة إلى عمليات شد البشرة والنضارة وإزالة التجاعيد كما تسعى بعض الفتيات للحصول على جسم متناسق وملفت بوقت قصير من خلال إجراء عمليات نحت الجسم حتى ولو كانت أسعارها مرتفعة والنتائج غير مضمونة بالكامل أحيانا وذلك مواكبة للموضة أو التشبه بالمشاهير, وأضاف : تختلف أسعار المواد التي تستخدم في عمليات التجميل بحسب جودتها والبلد المنتج بالإضافة لأجهزة الليزر أيضاً ونوع الأشعة المستخدمة في الجهاز، ويتم استيراد المواد والأجهزة من الخارج وبأسعار مرتفعة ، أو (مهربة) وقد تكون تلك المواد منتهية الصلاحية (فاسدة) مما يجعل النتائج غير مضمونة للأسف وأوضح أن جودة المواد والأجهزة تنعكس على نجاح عملية التجميل ونتائجها علما أنه ينصح بعدم إجراء النساء لحقن البوتوكس والفيلر إلا للضرورة القصوى و عدم تكرار العملية لما لها من أثار سلبية لاحقاً كازدياد التجاعيد فعلى الرغم من أن جميع النساء اللواتي يخضعن لعمليات التجميل يتمتعن بجمال خاص بهن، إلا أن فكرة الجمال أصبحت عادة ، و أقرب إلى الهوس الذي ينتشر بين الجميع حتى باتت ملامح الكثير من النساء متشابهة، وكأن معيار الجمال أصبح واحدا كأن تكون الشفاه و الخدود والأنف هي ذاتها عند كل الفتيات والنساء..
الدكتور عزام حسون النجار نقيب الأطباء في حمص قال : النقابة مستعدة لتلقى شكاوى المرضى باستمرار وأيا كان نوعها وفي حال وجود شكوى على أحد الأطباء يتم عرضها على مجلس النقابة ثم تشكيل لجنة ثلاثية من أطباء مختصين للنظر في الأوراق والوثائق المقدمة من الشاكي (المريض) حيث تتم دراسة الحالة جيدا واستدعاء كلا من المريض والطبيب على حدة لمعرفة كافة التفاصيل وفي حال ثبوت الضرر يتم اتخاذ الإجراء المناسب بحق الطبيب الذي تسبب بالضرر للمريض مع محاولة تعويض المريض ما خسره من تكاليف مادية بالتراضي علما أنه ورغم وصول الكثير من الشكاوى إلى النقابة إلا أنه تم حلها ولم تصل أيا منها إلى القضاء إيمانا من النقابة بضرورة إنصاف المريض وإحقاق الحق في حال الغبن
وأضاف : يجب التمييز بين الأخطاء الطبية وبين الاختلاطات التي قد تحدث مع المريض أثناء العمل الجراحي ولا علاقة للطبيب بها في هذه الحالة.
وعن العقوبات التي تفرض بحق الطبيب في حال ثبوت الضرر قال : يمكن أن تفرض بحقه عقوبة مسلكية أو يحال إلى القضاء أو غرامة مالية وذلك حسب نوع الخطأ.. وبين أن عدد الشكاوى التي وصلت إلى النقابة العام الماضي مابين ٧ إلى ١٥ شكوى تتنوع بين (العينية والنسائية والأطفال والعظمية والتجميلية) وحول تسعيرة الشكوى المقدمة من قبل المشتكي الذي يتحمل أعباءها المادية أوضح أن نوع الشكوى يفرض قيمة التسعيرة (مثلا التجميلية تختلف عن العينية وعن غيرها من أنواع الشكاوى الأخرى) وأن قيمة الشكوى ٧٥ ألف ليرة مثلا المدفوعة من قبل المشتكي في حال الأخطاء التجميلية هي عبارة عن أجور رمزية لأطباء اللجنة المشكلة للفصل في الشكوى وفي حال ثبت الخطأ يعاد المبلغ للمشتكي.
الطبيب الشرعي بسام المحمد وهو عضو مجلس نقابة أكد أن جميع الشكاوى تدرس من قبل أطباء اختصاصيين يتم ترشيحهم من قبل النقابة علما أنه يمكن لأهل المريض ترشيح اسم الطبيب الذي يرغبون أن يكون من اللجنة المدققة بالشكوى ونوه أنه في حال توجه الشاكي إلى القضاء مباشرة فلا يكون في هذه الحالة للنقابة أي علاقة بنتائج الشكوى مبينا أن العقوبات التي تتخذها النقابة بحق الطبيب في حال الخطأ مسلكية فقط..
سألنا مدير صحة حمص الدكتور مسلم أتاسي عن دور المديرية في ملاحقة الأطباء غير الاختصاصيين الذين يقومون بعمل أطباء التجميل ,فأكد وبناء على تعميم وزارة الصحة والتي تحدد فيه الأطباء الذين يحق لهم العمل بهذا المجال سيتم القيام بجولات رقابية على المنشآت الصحية للتأكد من الاختصاص الذي يحق له إجراء (فيلر وبوتوكس وخيوط الشد) وهم أطباء الجراحة التجميلية والجلدية وأمراض الأنف والأذن والحنجرة وأطباء أمراض العين أما أطباء الأسنان فينحصر عملهم داخل الفم فقط ولا يحق لهم ممارسة هذه الإجراءات وستتم ملاحقة الأطباء المخالفين واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم…
بشرى عنقة